هل يجوز الخوف على الثورة؟

تظاهرة حاشدة في النبطية
أخشى أن تنتهي نشوتنا الوطنية.

أعجوبة المشهد أخافتني؛ هي جديدة على وقع عيني، أكبر من مخيلتي وأعظم من إيماني بالتصديق.
انتفضنا، ثرنا، تمردنا، أسقطنا غضبنا في الساحات، عشنا أياماً جميلة مع الحياة ومع الحب والغناء والرقص، عدنا الى إخوتنا في الوطن ومعهم ناقشنا الأوضاع، وأنزلنا همومنا إلى الشوارع، وخرجنا من عباءات طوائفنا ومن أثقال زعمائنا لأيام.

أخشى بعد هذا المشهد السوريالي، أن يعود الكبار إلى الأرض، يعبثون، يعربدون ويتحكمون.
أخشى أن يبدأ يوم الحساب عما صدر عن ثورتنا من بيانات ومطالب ومن شتائم.

من كثرة جمالية المشهد؛ أكاد لا أصدق، فأخشى أن تتبدد أحلامنا وجرأتنا على التمرد.
أخشى أن يستميلنا الزعماء مرة جديدة، أخشى محاولاتهم إعادتنا إلى زبائنتهم وزواريبهم وإلى طوائفم.
أخشى أنهم تركونا “نلهو شوي” قبل انقضاضهم الجديد، أخشى ألعابهم الجديدة.

اقرأ أيضاً: دينامية مجتمعية مهددة بالاغتيال

لن نصدقكم مرة أخرى، ولن ننهي عقودنا الجديدة مع الوطن. لن نعود معكم وقد جربناكم. اليوم هو يوم الحساب على كل ما سرقتموه من قلوبنا وأرواحنا وأفكارنا وأحلامنا وحقوقنا وإنسانيتنا وأرضنا.
لن نعود إلى أوكاركم وقد غنينا الحرية بصوت واحد والنشيد الوطني بنبض عال.
يا إخوتي في الوطن ، إيانا وصوت الزعيم مجددا ، إيانا خشيته، لنحاربه.

إيانا وزواريب الزعماء الطائفيين، هم ليسوا آلهة ولا حتى قادة.
إيانا السماح لهم بافساد ثورتنا بالدماء ،ولملمة صراخنا بجرعة إصلاحات تافهة.
“بكفي كل اللي صار”… إنها فرصتنا لبناء وطن حقيقي.
فلنحب وطننا لبنان وحده.
أنا لم أعش الحرب الأهلية في لبنان، لكنني اليوم أعيش إنتهاءها الحقيقي، أعيش السلام.

السابق
«حزب الله» يحظر التظاهر.. والتعرض لرئيس المجلس!
التالي
الحدّ الأدنى لإخلاء الساحات