عزمي بشارة: انتفاضة اللبنانيين ترفع معنويات شعوب المشرق العربي

لبنان

انتفض اللبنانيون من جميع الطوائف والجهات على النظام الطائفي. وهذا مهم حتى لو لم يقدموا بديلاً له من خارج الدستور الطائفي. لكنهم أعلنوا أن هذا النظام أصبح مفروضاً عليهم. قد لا ينجحون بتغيير النظام، ولكنهم سوف يفرضون عليه مطالب عديدة.
إنجازهم الأكبر حتى الآن هو إعادة إنتاج الشعب اللبناني بوصفه شعباً وليس مجموعة طوائف في حالة هدنة.

تجاهلوا مواضيع الصراع بين سياسييهم، ووجهوا سهامهم (وشتائمهم) إلى ما يجتمع عليه سياسيوهم، وهو الفساد والفشل الاقتصادي وتقاسم الدولة وكل ما يمت لها بصلة كأنه غنيمة. وحسناً فعلوا أنهم تجاهلوا ما يختلف عليه السياسيون لكي لا يحسبوا على طرف دون آخر. وحسناً فعلوا بالتركيز على ما يجتمع عليه السياسيون، لأن تقاسم الدولة بين السياسيين الطائفيين (وليس بين الطوائف) من أهم مميزات النظام الطائفي.

اقرأ ايضا: تجاوباً مع مطالب الشارع.. الحريري يُعلن عن رُزمة إصلاحات!

انتفاضة اللبنانيين زاهية جميلة، أجبرت مناهضيها من السياسيين على الاعتراف بعدالتها على مضض، وترفع معنويات شعوب المشرق العربي، مثلما فعلت انتفاضة العراقيين مع الفارق الكبير جداً في الضحايا، وإن كانت بعض القوى تتمنى لو كان بوسعها ان تسلك سلوك أولئك الذين يطلقون النار على الحشود العراقية.

شعوب المشرق التي جرى تخويفها من ذاتها، لأن خروجها إلى الشارع قد يقسمها إلى طوائف متحاربة، تثبت أن بوسعها أن تكون شعوباً يجمعها الوطن والتطلع إلى العدالة والحرية والكرامة على الرغم من التنوع داخلها.

السابق
مبادرة انقاذية للحزب الشيوعي.. هذا ما جاء فيها!
التالي
اليكم الإجراءات الإصلاحية التي أقرها مجلس الوزراء