مشروع تحفيزي جديد للإيطاليين يحضهم على الحرص الدائم لدفع «الضرائب»

ايطاليا

بدأت الحكومة الإيطالية بدراسة مشروع تحفيزي للمواطنين، يحضهم على الحرص الدائم على دفع الضرائب، عبر آلية قد تكون الأولى في العالم، فعند صرف أي مبلغ، وشراء اي سلعة يتسلم المواطن “ايصال الحظ” يشمل قيمة الضريبة، وهذا الايصال يتيح الفرصة لدافع الضريبة من خلال قرعة تنظمها المالية شهريا للفوز بجوائز قيمة تصل إلى 20 ألف يورو، وجوائز اخرى مثل السيارات أو الدراجات النارية او الهوائية، وغير ذلك.

وهذه الخطوة تاتي نتيجة قناعة لدى المالية الإيطالية أن تشجيع المواطنين على دفع الضرائب أفضل من الملاحقة القانونية المكلفة، والتي قد تكون في كثير من الأحيان غير مجدية.

تحتل إيطاليا عالميا سلم الأولويات بالتهرب الضريبي، ويفقد الوعاء الضريبي 190 مليار يورو سنويا حسب المؤسسة الأنكليزية Tax Research LLP . كمية الاول التي لا يطالها الوعاء الضريبي هي ضعف ما تنفقه الدولة على القطاع الصحي بأكمله، حسب ما اشارت اليه اليومية الاقتصادية ميلانو فينانتسه Milano Finanza. هذا التهرب الضريبي الكبير يضعف تدريجيا قدرة الدولة الايطالية على تعبئة الموارد وتوفير الإيرادات اللازمة لتمويل الإنفاق العمومي ويضعف جودة الخدمات العمومية المقدمة، ويقلل من فرص الاستثمار في البنى التحتية، والمرافق الضرورية، ويحول دون السياسات الحكومية التي تحفز النمو الاقتصادي، وتحقق التنمية. كما أن التهرب الضريبي يدفع الحكومة الى زيادة الاعباء على كاهل المواطنين الذين تقتطع ضرائبهم على الدخل مباشرة.

اقرأ أيضاً: زيادة الضرائب لم ترفع الإيرادات.. وانخفاض النفقات يثير التساؤلات

وعن أسباب التهرب من الضرائب حاورت “الوكالة الوطنية للإعلام” الكاتب والصحفي أوغو ترمباليو من اليومية الأقتصادية “الشمس تشرق 24 ساعة” Il Sole 24 ore الذي علق على المرسوم الذي يدرسه مجلس الوزراء الإيطالي: “بالطبع تقديم الجوائز والتحفيز سيساهم في الجباية، لكن هناك أسباب، كما هو الواقع في جميع أنحاء العالم. وبين الأسباب التي تدفع الأفراد على ممارسة التهرب الضريبي هي: الإحساس بضعف المؤسسات وعجز الدولة على إعمال القانون وفرض سيادته، وعدم قدرتها على ممارسة مسؤولياتها الرقابية من أجل وضع اليد على الممارسات التي تعد تهربا ضريبيا وإحالة أصحابها إلى القضاء. منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حتى اليوم لم تتمكن الدولة فعليا من فرض عقوبات حقيقية كالسجن مثلا على المواطنين بتهمة التهرب الضريبي، مما يشجع المكلفين بالضريبة على التهرب منها كما هو الحال في روسيا والولايات المتحدة”.

أما عن الأساليب التي يتبعها الأفراد والشركات من أجل التهرب من تسديد الضرائب، يشرح ترمباليو: “هي نفسها في جميع أنحاء العالم, عدم التصريح بالمداخيل عن تقديم إقرار ضريبي للإدارة المالية ، تخفيض قيمة الدخل الخاضع للضريبة”.

السابق
«الخيانة الزوجية» ترتبط أحياناً بطبيعة المهنة!
التالي
ابن «طليا» في قبضة القوى الأمنية