اميركا تجمّد «سيدر».. والحريري يحشد لمحاولة التعويض!

سعد الحريري - مؤتمر سيدر

في وقت يراهن المجتمع الدولي على الإصلاحات من قبل الحكومة للإفراج عن مشاريع سيدر خرجت إلى العلن أزمة مالية إضافية في ظلّ شحّ الدولار وهو ما قد يصعّب الموقف اللبناني. في هذا السياق يسعى رئيس الحكومة سعد الحريري إلى إخراج المعالجات للوضع الاقتصادي والمالي المترديين عبر محاولة جلب اموال بمعزل عن “سيدر”.

إقرأ أيضاً: علاج الأزمة المالية من جيب المواطن!

ويقول أحد المقربين من الرئيس الحريري لـ “نداء الوطن”، إنه يعمل على تسريع وتيرة تحركه على خطوط عدة. وإذا كانت زياراته الخارجية التي بدأها أمس بأبو ظبي لحضور المنتدى الاستثماري اللبناني الإماراتي، فإن استكمالها في دول أخرى خلال الشهرين المقبلين يهدف إلى تحصين شبكة الأمان الإقليمي حول البلد حيال الحرائق المشتعلة في الإقليم من جهة، وإلى تأمين ضخ أموال فيه لإنعاشه من جهة ثانية. ويشير هؤلاء إلى أنه مع إجراءات التقشف يحتاج لبنان إلى ما لا يقل عن مليارين إلى 3مليارات دولار أميركي في المرحلة المقبلة كمساعدات آنية، بهدف تأمين السيولة المالية ومعالجة الوضع النقدي للتعاطي مع أزمة سعر صرف العملة وشح الدولار الأميركي، وبهدف إراحة المصارف اللبنانية والسلطة النقدية في مصرف لبنان.

وتشير المعلومات في هذا الصدد إلى أن هذا النوع من المساعدة منفصل عن التباحث مع الدول الداعمة للبنان حول التمويل الاستثماري لمشاريع “سيدر”.

من جهة ثانية، يتم مؤخرا تداول اخبار عن تجميد مقررات “سيدر”، وقد نقلت “المدن” ان الولايات المتحدة الأميركية ابلغت فرنسا، تجميد مقررات مؤتمر “سيدر”في الوقت الحالي. هذا الموقف الأميركي الحازم الذي تم تبليغه للمسؤولين الفرنسيين، نُقل إلى المسؤولين اللبنانيين. إلا أن باريس لا تزال تتصرف وكأن مندرجات “سيدر” ما زالت سارية، وتشدد على وجوب إنجاز الإصلاحات، خصوصاً في موازنة  العام 2020، بعد اعتبارها أن موازنة العام 2019 غير مناسبة، وليس فيها أي بند إصلاحي جدّي. هذا التباين الأميركي الفرنسي بشأن الملف اللبناني، هو الذي يدفع باريس إلى التشدد في مقاربة الملفات اللبنانية، ولذلك يصرّ الرئيس الفرنسي والمسؤولين المكلفين بمتابعة ملف “سيدر”، على رفع التحذيرات شديدة اللهجة للبنان في ظل ما يرونه ترفاً لبنانياً في مقاربة الأمور.

هذا ويستكمل الحريري الذي يرأس وفداً يضمّ 6 وزراء، إلى جانب حاكم مصرف لبنان و50 شخصية مصرفية واقتصادية، زيارته الرسمية الى الامارات العربية المتحدة، بأخرى الى ألمانيا، حيث تحدّثت تقارير عن أن المستشارة أنجيلا ميركل تعقد مؤتمراً استثمارياً مُخصّصاً للبنان، على أن يتوجّه بعدها الى الرياض لترؤس وفد لبنان للجنة المشتركة اللبنانية – السعودية، تليها زيارتان، واحدة لموسكو وثانية لباريس حيث يفترض انعقاد اجتماع لجنة المتابعة الاستراتيجية لمؤتمر سيدر في 15 تشرين الثاني المقبل.

وسيحاول الرئيس الحريري من خلال هذه الزيارات حشد دعم دولي ومالي واستثماري، لمساعدة لبنان على تخطي الفترة الصعبة التي يمر بها حالياً، في انتظار إقرار موازنة العام 2020 في مواعيدها الدستورية وانطلاق عجلة الإصلاحات المنتظرة والبدء بجني ثمارها.

السابق
مناورات بحرية روسية – إيرانية – صينية لمنع تحكم الحلف الغربي في مضيق هرمز
التالي
العراق.. الجيش ينسحب من مدينة الصدر بعد سقوط 8 قتلى