الحريري يلعب ببيضة الخليج وحجر إيران!

سعد الحريري
خطاب ما بين خطابين، سمة تلازم الرئيس سعد الحريري، في الشق المتعلق ب "حزب الله" وسلاحه، وآخرها اليوم من الإمارات، فالنأي بالنفس أصبح بشق النفس، بعد إعتداءات إيران البحرية، فلا بد للحريري ان يخرج عن تحفظه في عقر الخليج الإماراتي _ السعودي والقول بالفم الملآن": ينبغي توجيه الاتهام إلى "حزب الله" بوصفه جزءا من النظام الإقليمي وليس بصفته أحد أطراف الحكومة.

القصة بدأت منذ ان نفي الحريري او أبعد بنصيحة سعودية “حازمة”، أبان إسقاط حكومته بأستقالة أعضائها من قوى 8 آذار العام 2011، وتشبه الى حد بعيد دعوة تحذير رعايا بلد من الإنتقال الى بلد “محموم” آخر، واستبقته في ضيافتها القسرية تحت عناوين أمنية وسياسية على مدى أربع سنوات، (هذه قبل أزمة الإستقالة والكلام عن إحتجازه)، دخل في مرحلة تأمل و إستفكار وتبصر ومراجعة ، لأحواله الشخصيةو رهاناته السياسية.

إقرأ أيضاً: الحريري ملمحاً إلى «حزب الله»: ينتهك «النأي بالنفس»!

قدر الحريري بتدبير سعودي ان يكون ليس على هامش اللعبة السياسية اللبنانية والإقليمية، إنما خارجها تماماُ، في معرض “تعويذة” سعودية بفعل إيران و “حزب الله”، مفادها انه عليه ان يغادر نادي رؤساء الحكومات، ولا يطمح على المدى المنظور ان يكون رئيساً لحكومة، أحد مكوناتها “حزب الله”، لأن في ذلك تغطية لأفعاله و إرتكاباته، و إستشرافاُ وتحوطاً لمفاعليل العقوبات الآتية لا محالة عليه وعلى لبنان، وان وجوده أصلاً في لبنان يشكل خطراً على حياته الشخصية و حياة المملكة السياسية، هذا في وقت لم تكن العقوبات قد أخذت هذا الحجم .

يبدو ان الحريري ركن، على قاعدة “مرغم أخاك لا بطل”، ليس باليد حيلة حتى ولو كان غير مقتنع بالكامل بهذا السيناريو، فأدوات الرفض معدومة على المستوى الشخصي والمالي( وقد بدات الأزمة المالية تطفو على السطح وتستفحل يوماً بعد يوم) والسياسي وإنعدام البدائل المتوافرة.

خفت نجم الحريري، وكاد ان يطويه النسيان، إلا ما خلا بعض تغريدات المناسبات، وذكرى ١٤ شباط و١٤ آذار اللتين كان يطل إطلالات شخصية خاطفة يظهر فيها في 14 شباط على ضريح والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويطرق عائداً، أو من خلال خطاب مباشر على شاشات عملاقة على وعد اللقاء بجمهوره قريباً.

في هذه المرحلة، رب ضارة نافعة، بدا للحريري ان نواب وقيادات وجيش المستشارين والمساعدين و وكادرات تيار المستقبل، بإستثناء الأمين العام للتيار أحمد الحريري والبعض القليل، إستغل غيابه للتقاعس او ليفتح على حسابه، ما أدرى إلى تراجع حاد في شعبيته في الشارع السني.

إلى ان إشتد “العظم السياسي” للحريري، وإستفاد من “تنسكه” السياسي في “منفاه السعودي”، وضرب أخماسه بأسداسه ليتبين له في ميزان الربح والخسارة، ان كفة الأضرار على كافة الصعد مثقلة وماضية في الهبوط، فحزم أمر العودة مستعينا بحكمة وحنكة اكتسبهما من الخواء السياسي “المدوي” طوال هذه سنوات الإغتراب والإستغراب.

فكانت العودة على مضض سعودي تحت عنوان “ربط النزاع” مع “حزب الله”: تفاهم في لبنان على إدارة الأزمة ولا نختلف معه دوماً في المقاربة السورية، وهكذا كان، وصولاً إلى التسوية الرئاسية التي مررتها السعودية “فوق المعدة”، التي قصمت “ظهر البعير” بينه وبين المملكة، وصولا إلى رواية الإحتجاز الشهيرة.

غير ان الحريري بنسخته المنقحة، بات يجيد اللعب على حبال السياسة مع حزب الله وبالتالي إيران، من لعبة إلى لعبة وأدقها وأخطرها اللعب بـ”البيضة والحجر”، فهو يناصرهم في العدوان الإسرائيلي الأخير على الضاحية، ويتكلم لغتهم في المحافل الدولية، لكنه “يعيد الأمور إلى نصابها” حول مشكلة حزب الله الإقليمية وسلاحه المثير للجدل من من على المنبر الأميركي والفرنسي، وآخرها الإماراتي، الذي يشكل الحديقة الخلفية السعودي، مما يشي بملامح حلحلة ما. انه اللعب بالنار أيضاً..الأمور بخواتيمها.

السابق
الإمارات تسمح لرعاياها السفر الى لبنان
التالي
قواعد الاشتباك تتغير في العراق: الحشد الشيعي مقابل الحشد الشعبي