من حرف تظاهرات بيروت عن مسارها؟

مظاهرة لبنان

  يبدو ان الأزمة المالية والاقتصادية على وشك الإنفجار مع وجع الناس المتزايد وهواجس من ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية بسبب شحّ الدولار والمضاربات على الليرة في السوق السوداء، في ظلّ تقاعس الدولة والجهات المعنية على إيجاد حلول سريعة لهذه الأزمة.

هذه الأزمة انفجرت أمس في الشارع، لكن التحرك الذي دعت اليه مجموعات في المجتمع المدني، خرج عن السيطرة بعد دخول مجموعات مجهولة الهوية عليه تسربت من الشوارع والأحياء وعمدت الى احراق الاطارات ومستوعبات النفايات. ولولا تعدد التحركات في غير منطقة، خصوصاً في طرابلس وصيدا وقرى بقاعية، لاتخذ الحراك منحى طائفياً، وحزبياً، في ظل اعتبار فريق رئيس الجمهورية ان ثمة من يعمل على توجيه رسائل سياسية الى العهد. وقد امتنع تلفزيون “أو تي في” عن نقل التحركات بعدما كثرت اللافتات والنداءات التي تدعو رئيس الجمهورية والحكومة الى الاستقالة.

هذا وكان المحتجّون قد انطلقوا من ساحة الشهداء نحو رياض الصلح بالقرب من السراي الحكومي، حيث حاولوا دخوله باجتياز الحواجز والأسلاك الشائكة، بينما تمركزت قوات مكافحة الشغب في الموقع. فيما حاولت مجموعة الدخول إلى ساحة مجلس النوّاب عبر أحد الممرّات الفرعيّة، إلّا أنّ القوى الأمنيّة كانت لها بالمرصاد.

وانتقل عدد من المحتجّين إلى منطقة «الرينغ»، حيث افتَرش البعض الطريق، فيما أشعلَ آخرون الإطارات، قبل أن تتدخّل قوة مكافحة الشغب لتحصل مواجهة بين القوى الأمنية والمعتصمين سقط على أثرها جريح، ورَشق المعتصمون القوى الأمنيّة بالحجارة، ثم تراجعوا إلى ساحة بشارة الخوري لتعيد القوى الأمنيّة فتح جسر «الرينغ».

وعند العصر، إرتفعت وتيرة الاحتجاجات، إذ عمد المحتجّون إلى قطع شوارع وطرق، وإشعال الإطارات في المناطق المحيطة بوسط بيروت، وأهمّها من: مبنى جريدة «النهار» في اتجاه «مسجد الأمين»، النفق الذي يربط الحمرا بطريق سليم سلام، عند مستديرة الكولا.

وجالت مجموعات من المتظاهرين على الدراجات الناريّة في زقاق البلاط وكركول الدروز وشارع مار الياس، حيث قاموا بأعمال شغب، وقطعوا الطريق بوَضع مستوعبات النفايات وسطها.

ووصلت الاحتجاجات إلى قلب الضاحية الجنوبية، حيث قطعت طريق المطار قرب مدخل حي فرحات بالاطارات المشتعلة، والطريق عند مستديرة الجندولين – السفارة الكويتيّة.

وكانت حصيلة الاحتجاجات، إصابة ضابط برتبة ملازم أول و3 عناصر من قوى الأمن الداخلي بجروح خلال قيامهم بضبط الأمن، بالإضافة إلى جريح من جهة المحتجّين وعدد من الموقوفين بحسب ما تَردّد.

وكانت قد غرّدت وزيرة الداخليّة والبلديّات ريّا الحسن عبر “تويتر”: “بتفهّم تذمر الناس من الوضع الاقتصادي والمالي الصعب، وأنا مع “حرية التظاهر والتعبير اكيد، بس اللي ما بفهمو صور الحرق والتكسير والتمزيق والشتم اللي بيشوه أي تحرك مطلبي”.

السابق
الاقتصاد اللبناني نحو المجهول: الدولار عملة نادرة واسعار السلع ترتفع
التالي
مصادر بعبدا تردّ على اتهامات تبذير الأموال في نيويورك