اجراءات مصرفية مريبة: «حجز» الدولار!

دولارات

أثارت الإجراءات التي تتخذها بعض المصارف اللبنانية في ظلّ أزمة شحّ الدولار بالأسواق اللبنانية بلبلة واسعة، من حيث التصرّف بأموال المودعين من مؤسسات وشركات وأفراد على النحو الذي يخدم مصلحة هذه المصارف، بحيث تحجز الودائع بالدولار، وتدفعها بالليرة اللبنانية. ما طرح عدّة تساؤلات: في أي دولة بات يعيش اللبنانيون؟ ومن يتحكّم بها؟ ومن هو الراعي لهذه الفوضى المالية؟ ومن أعطى الحق لهذه المصارف بالتصرف بأموال المودعين خلافاً للقانون؟

وتخوفت “الجمهورية” أن يكون هذا الاجراء فاتحة للتعميم، بحيث تنسحب العدوى على المصارف الأخرى، في ظل ندرة الدولار. ومن الطبيعي ان تتعالى صرخات الشركات والمؤسسات والمستوردين، ومعهم الكثير من المواطنين.

إقرأ ايضًا: «الاسكان» يخسر ربع أمواله لصالح الجمعيات!

فلا شك أن أزمة فقدان الدولار في الاسواق تحولت الى مؤشر خطير، ودفعت الى إجراءات مريبة من قبل بعض المصارف، أقلّ ما يقال فيها انها قد تؤدي الى تعقيد الأزمة اكثر ممّا هي معقّدة، وتهدّد بانهيار الثقة بالكامل، وتسريع الوصول الى الكارثة بدلاً من تداركها. علماً انّ النظام المالي معنيّ من حيث المبدأ في بناء جدران الدعم للاقتصاد، لكن أن يَعمد بعض هذا النظام الى «مصادرة» الدولار، واستبداله بالليرة، فبهذا يساهم هذا النظام المالي من حيث يدري او لا يدري في الوصول الى القضاء على ما تبقّى من ثقة، وبالتالي المساهمة في وقف التحويلات الضئيلة التي لا تزال تَرِد من الخارج، لأنّ أحداً لن يقبل أن يحوّل دولاراته الى لبنان وأن لا يستطيع سحبها الّا بالليرة.

وايضا ضرب النظام الاقتصادي الحر، مع ما يعنيه ذلك من عواقب مالية واقتصادية سيدفع ثمنها البلد وأهله، عدا عن إشاعة اجواء قلق وخوف ستؤدي حتماً الى مزيد من التهافت على الدولار وتفاقم الأزمة.


السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 26 أيلول 2019
التالي
تغيير قواعد اللعبة: برنامج إيران لتخصيب «اليورانيوم»