طلال حيدر.. سقط لم يسقط!

طلال حيدر
لم تمر قراءة "شاعر الصورة"، وشاعر المحكيّة اللبنانية الرائقة، طلال حيدر، لقصيدة يمدح بها الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، في حفل سفارة المملكة في لبنان الذي أقيم في المتحف الوطني في بيروت، مرور الكرام.. إذ سرعان ما تداول ناشطو مواقع التواصل القصيدة مسجلّين عليها مواقفهم المتعارضة وفقاً لانتماءاتهم، كما كتبت فيها المقالات في صحف عديدة لا توالي الممكلة العربية السعودية. فيما سأل أخرون، هل هذا طلال حيدر الذي سأله الكبير "غسان تويني: من أين تأتي بهذه الصور في شعرك؟ فيجيبه: لو أعرف من أين تأتي ما كنتُ كتبتُها".

المدح والرثاء ليس جديداً في قاموس الشاعر اللبناني طلال حيدر، ففي أرشيفه قصائد حاكها لـ”آل الأسد“، فهو القائل عنهم يوماً: “لاقيت الأسد سهران/ جايي عا ضهر البراق/ تا يخلّص الآذان/ وجايب معو هالشمس/ تتمشى على الجولان”، هذه القصائد لم تعرّض الشاعر للهجوم فلزمن الوصاية أحكامه، أما اليوم فها هو الشاعر الذي غنّت فيروز من قصائده “وحدن”، تحوّل إلى ترند، شاركت فيها آلاف التغريدات بين من وجد لطلال العذر وبين ما شكره على المديح وبين من وصفه بـ”شاعر السلطان”.

اقرأ أيضاً: بيّاع الزمان

أحد الناشطين كتب “الشاعر طلال حيدر بقول بشعره للسعودية فاسمحوا لنا اذا كان البعض منا يهوى الأنحدار .. فعلاً معك حق انحدار اكتر من هيك ما بقى في”.

ناشط آخر كتب “طلال حيدر.. إن حزني عليك كبير.. ولعل حزنك على نفسك أكبر”.

في المقابل دافعت إحدى الناشطات عن الشاعر، قائلة: “طلال حيدر حر… رغم انو القصيدة اللي عملها لليوم الوطني السعودي صفصفة حكي وما بتشبه قصايده اللي منعرفها.. ويمكن قابض عليها وهيدا حقو… بس اللي نازلين هجوم فيه بتقول ولا عندهم انتماء خارجي ولا ببجلوا بأي دولة لا هني…”.

اقرأ أيضاً: عصام العبدالله: اتمنى لو انني فرعوني

فيما كتب آخر “طلال حيدر هوي طلال حيدر، أي رأي الو، أي موقف الو ايا شي بيعملو او حيعملو مش حيغير صورتو و رأيي فيه انو احد المبدعين اللبنانيين و صاحب احلى كلمات مغنايتها فيروز… هيدي حقيقة، في حال آرائو توافقت مع آرائي او اختلفت بضل ابداعو وإحترامي الو هوي ذاتو”.

في السياق نفسه، رأى البعض أنّ تاريخ طلال حيدر لا يليق به الانتقال إلى قصائد المدح بأيّ جهة كانت… معتبرين أنّه في لحظة “باع” تاريخه.

لا يقلل من القامة الشعرية الكبيرة للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري مديحه للمرشد السيد علي خامنئي أو مديحه لملك الأردن الراحل حسين أو الرئيس الراحل حافظ الأسد. ولا يقلل من شاعرية الراحل جوزيف حرب مديحه ل آل الأسد وحكمهم في سوريا… وغيرهم العديد من الشعراء العرب الكبار الذين يبقون في قمة التراث الشعري العربي.

السابق
التدخين «ينفث» أرواح ٤ آلاف لبناني سنوياً
التالي
محامية الفاخوري تحصل على إذن بالمثول أمام المحاكم اللبنانية