«مسرحية» إقفال مرملة «العيشية».. ماذا عن «الرمول المتحركة» في الريحان وعرمتى؟

جبل الريحان
قامت السلطات اللبنانية بشكل استعراضي باقفال مرملة "العيشية" لتحتفي الأبواق بهذا النصر البيئي المشرّف، متناسين ان مرامل "الريحان وعرمتى" وغيرها ما زالت تعمل، وان العمل سوف يبدأ في مرملة الجرمق قريبا وكأن شيئا لم يكن.

وبعد عشرين سنة من حملة الصراخ والصياح والاعتراض والممانعة والمقاومة لتشويه البيئة وتدمير أحراش الصنوبر التاريخية في جبل الريحان والقضاء على منابع المياه العذبة الصافية المتفجرة من عيون الماء التاريخية في المنطقة، هذه الحملة التي قامت بها فعاليات من أهالي المنطقة وشخصيات منافسة سياسياً وأخرى مستقلة، وكان آخرها بيان علماء الدين في بلاد جزين الشهير، بعد كل هذه المواجهة من وراء ومن خلف وعبر الإعلام من قبل جميع هؤلاء، وبعد عشرين سنة من استثمار القوى الحزبية الشيعية مع بعض المقاولين والمالكين بعد استثمارهم لمرملة خلة خازم في بلدة الريحان ومرملة بلدة عرمتى ومرامل أخرى في مزارع قرى جبل الريحان، بعد عشرين سنة من هذا الاستثمار والذي قُدرت عائداته المالية في العشرين سنة الماضية الملايين من الدولارات الاميركية من بيع رمول خراج قرى جبل الريحان، كان أخطرها بيع رمول ” خلة خازم الشهيرة”!

اقرأ أيضاً: أحراج الريحان في مرمى الكسارات والمرامل… والبلدية تنفي مسؤوليتها

هذا البيع الذي قضى على آلآف أشجار الصنوبر التاريخية المُعمِّرة والتي ظهر للإعلام عبر شاشة قناة الجديد الفضائية مشاهد اقتلاع  أشجار الصنوبر هذه لاستغلال الرمل الصافي من أطراف أراضي هذه الخلة التي تبلغ مساحتها ستة آلآف دِنُم، وبعد كل هذه الجرائم بحق البيئة التي كان وراءها مجموعة من الشركات المحمية حزبياً وسياسياً ومنها شركة : ” Battoon Plus ” التي يستفيد منها بعض مسؤولي حزب الله في جبل الريحان ومنهم المدعو ع . ز ، كما يشارك آل بدير – المالكين الحاليين لعقار خلة خازم في بيع أساسه مشبوه من الناحية الشرعية الدينية – في الاستفادة من عائدات بيع هذه الرمول أبناء شخصية سياسية شيعية مرموقة كما تواتر بين أهالي قرى وبلدات ومزارع جبل الريحان!

فبعد كل هذه الجرائم البيئية التي حذَّر علماء الدين في بلاد جزين – في بيانهم الشهير قبل أشهر – من كونها أدت لأن تَغُور في الأرض مجموعة من عيون المياه التاريخية التي كانت تتفجر مع كل موسم شتاء في جبل الريحا ، كما أدت لجعل مدخل قرى جبل الريحان من جهة بلدة الجرمق يبدو وكأن المنطقة هي مسخ الطبيعة بعد أن كانت أجمل بقاع لبنان ورِئة الجنوب الحيوية التي تزود المنطقة بالهواء النقي الذي ينبعث من محميات الصنوبر في تلال جبل الريحان!

فبعد كل ما جرى في عشرين سنة تأتي تمثيلية إيقاف العمل برخصتي مرملة بلدة العيشية الأخيرة عبر الإعلام ليظهر فيها بعض الأبطال الجدد الرموز لنفس الأحزاب التي قامت بتغطية بيع الرمول في العشرين سنة الماضية…

فأين كان هؤلاء الأبطال في العشرين سنة الماضية ؟ وأين ذهبت أموال استثمار تلك المرامل في العشرين سنة الماضية؟ ولماذا لم يحاسب أحد على تشويه بيئة قرى جبل الريحان حتى الآن؟ ولماذا هذه الاستعراض الإعلامي اليوم لإيقاف العمل برخصتي مرملة بلدة العيشية ولم نر استعراضاً مماثلاً في العشرين سنة الماضية لتوقيف رخص استثمار مرامل بلدتي الريحان وعرمتى ومرامل أخرى وكسارات في الجوار طيلة العشرين سنة الماضية عقب تحرير الجنوب؟

اقرأ أيضاً: من يحمي أصحاب المرامل والمعامل المتعدية على نهر الليطاني؟

هل لأن قوى الأمر الواقع لن تستفيد مباشرة هذه المرة من العائدات المالية لمرامل العيشية وتريد فتح طريق لتحقيق هذه الفائدة بالاستعراض المذكور؟

علماً أن مشروع مرامل تلال الجرمق على الأبواب ولكنه ينتظر الظرف الزمني المناسب ليبدأ وهو سيكون أخطر على جمالية المنطقة من مشروع استثمار مرامل خلة خازم، وستستفيد منه مباشرة أسرة شخصية سياسية شيعية مرموقة كما يتردد بين أهالي المنطقة؟

فمتى تكون المحاسبة الحقيقية الحرة لجرائم البيئة في كل لبنان؟

السابق
جنبلاط: القمة الاستثنائية للبيئة في الامم المتحدة لا قيمة لها
التالي
ممثلو شركات النفط: قرار الإضراب جُمّد.. ووعد من الحريري