جبق «يُهين» مستشفى صيدا الحكومي.. والموظفون يردون

مستشفى صيدا الحكومي
فوجئ موظفو المستشفى الحكومي في صيدا والناشطون في المدينة بما نشرته إحدى الصحف اللبنانية نقلاً عن لسان وزير الصحة الدكتور جميل جبق بحديثه عن الموظفين وعن النائب أسامة سعد. ولعل الفقرة الأساس في حديثه تأكيده أنه جزء من نظام المحاصصة الطائفية، وإن كل ما يجري يتم بتوافق سياسي وهذا النظام هو الأساس لتوليد الفساد الذي يدعي الطرف الذي يمثله وزير الصحة مكافحته.فماذا قال جبق؟

لقد وصف موظفي المستشفى بالعصابة، ويسأل: كيف أن عمال الصيانة يريدون التدخل بطريقة عمل المدير. يبدو أنه لا يعرف ان التفتيش المركزي يحقق منذ أكثر من عام بقضايا فساد مالي وإداري يقوم بها مجلس الإدارة والمدير العام. ولعله يجهل أن هناك طعناً في مجلس شورى الدولة حول مجلس الإدارة والمدير.
ويضيف جبق بوصف الموظفين بأنهم “غوغائيين، لقد رفضوا مسعى شخصي لحل مشكلة العلاقة مع مدير المستشفى من خلال اجتماع في الوزارة”. لقد غاب عن باله أن تعليق الإضراب في 11 أيار 2019 جاء بناء على وعده بإسقاط الدعوى القضائية التي أقامها الدكتور الصمدي ضد الموظفين بسبب مطالبتهم بحقوقهم، وإنهم اشترطوا المصالحة مع المدير والاجتماع به أن ينفذ الوعد بإسقاط الدعوى القضائية.

اقرأ أيضاً: ماذا سيحصل في المستشفى الحكومي في صيدا؟

ويتهم الوزير جبق الموظفين أنهم رفضوا زيارته إلى صيدا. ربما خانته الذاكرة، فقد قال لأحد فعاليات صيدا أنه لن يحضر إلى المدينة إلا بعد حل المشكلة والقيام بخطوة إيجابية وقد أجابه محدثه: عال عظيم لا تأتي إلا بحل للمشكلة. ويبدو أنه فسرها برفض زيارته. وهنا لا علاقة للموظفين بذلك.
ويعود ويتهم جبق الموظفين أنهم لم يحفظوا جميل السلفة التي أمنتها لهم لدفع مستحقات أربعة أشهر من رواتبهم فخرجوا يتشكرون النائب أسامة سعد.
للعلم أن الرواتب هي حق للموظفين وأن ما قام به الوزراء هو واجبهم الذي قصّروا بالقيام به منذ أشهر. وأن ما قام به الوزير ما هو إلا واجب تأخر بالقيام به. أما شكرهم للنائب أسامة سعد فهو الوحيد من السياسيين الذي وقف إلى جانبهم عن حق. تواصل معهم، واعتصم إلى جانبهم، ورافقهم إلى المخفر خلال التحقيق معهم، وهو كما يجمع الناس لا يستخدم لسانين، بل موقفه حاسم إلى جانب الموظفين وحقوقهم.
والخطير في حديثه عندما أجاب حول عمل الصمدي غير القانوني، قال: إذا طبقنا القانون عليه يجب تطبيقه على الجميع. وماذا يمنعه من ذلك؟ أنه التوافق السياسي، كما يقول، وهو ما يعني نظام المحاصصة الطائفية.
وقد علق رئيس لجنة الموظفين في المستشفى الحكومي خليل كاعين: لقد تعودنا على الوزير جبق بأن يصفنا كل يوم بلقب جديد، مرة متعنتين ومرة غوغائيين، وقد يطلق علينا بعد ذلك لقب إرهابيين. لكننا نحن نريد أن نعيش بكرامة وأن نقبض رواتبنا كل شهر، ربما لأننا نصف الواقع الأليم بطريقة صحيحة. كل همنا أن يستمر عمل المستشفى وتقلّع ونبقى نقبض رواتبنا بانتظام.
ومع ذلك فإن النائب أسامة سعد اتصل بالوزير علي حسن خليل يوم السبت الماضي بشأن السلفة للمستشفى الحكومي في صيدا وأبلغه وزير المالية أنه وقّع الحوالة وأرسلها إلى القصر الجمهوري للتوقيع وإحالتها للتنفيذ.

اقرأ أيضاً: من ينقذ مستشفى صيدا الحكومي؟

ويذكر أن التجاوزات ما زالت تسير في المستشفى وآخرها ما حصل بين الدكتور هلال شعبان والموظفة فاطمة البرناوي. إذ طلب  شعبان من البرناوي إجراء حوالة مالية للدفع له أسوة بما يفعل الدكتور الصمدي. لكنها رفضت وطلبت منه الحصول على موافقة من  الصمدي فشتمها وضرب رجله بالمكتب ما دفع الموظف خالد الأسمر للتدخل وسحب شعبان من المكتب.
واليوم أبلغ الموظف قاسم ترحيني، وهو الساعد الأيمن لمدير المستشفى، زملاءه أنه في إجازة حتى 6/10/2019 والذي اصدر جبق قراراً بإلغاء تعيينه كرئيس قسم المحاسبة لأن ذلك مخالفاً للقانون وهو موظف شراء خدمات لكن القرار لم ينفذ. وقال أيضاً: من يريد شيئاً بخصوص المحاسبة عليه مراجعة المدير حتى تعيين رئيس قسم للمحاسبة. ولم يعرف سبب إجازته فعلياً سوى التحايل على تنفيذ القانون.
يبدو أن أطراف المحاصصة تحاول حل مشكلات البلد بتحميلها للموظفين الصغار وخصوصاً نتائج الفساد والتجاوزات بدلاً من إيجاد الحلول الممكنة. كل ذلك تحت شعار مكافحة الفساد.

السابق
منسقة حملة «صيدا بتعرف تفرز» كزبر: لا نقبل بجبل نفايات جديد
التالي
«عودة النازحين» على طاولة المبعوث الخاص للحريري ونائب وزير الدفاع الروسي