من لبنان إلى سوريا والعراق.. «غارات المسيّرات» تسقط الحرب الكبرى

طائرة مسيرة
مقتطف: ضربات جوية منتقاة بحرص تقوم بها اسرائيل منذ أسابيع تستهدف مواقع عسكرية تابعة لحلفاء ايران في العراق وسوريا ولبنان، الجديد فيها ان الطائرات المسيّرة دون طيار هي التي تتصدّر تلك الهجمات.

بالتزامن مع اعلان حزب الله اسقاط طائرة مسيرة دون طيار اسرائيلية فوق الجنوب صباح اليوم الاثنين، ردا على الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية بطائرة مسيّرة اسرائيلية قبل اسبوعين، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل ما لا يقل عن 18 عنصرًا من القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها في غارات مجهولة في منطقة البوكمال السورية الواقعة على الحدود مع العراق.

وجاء ذلك بعدما أفاد ناشطون، صباح الإثنين،  بأن طائرات مجهولة استهدفت مناطق تتمركز فيها قوات إيرانية يعتقد أنها من الحرس الثوري، وميليشيات عراقية موالية لها في جوار مدينة البوكمال السورية.

وتنشر إيران في البوكمال ميليشيات “حزب الله” اللبناني، و”حزب الله” العراقي، و”النجباء”، و”فاطميون”، و”زينبيون” يقودها جميعا “الحرس الثوري الإيراني.

اقرأ أيضاً: حرب من خارج السياق

يذكر ان الحشد الشعبي العراقي تعرض الشهر الفائت لعدد من الغارات الجوية بطائرات مسيرة بعيدة المدى استهدفت مقاره قرب العاصمة بغداد وعلى الحدود مع سوريا، وقيل ان تلك الغارات نفذتها طائرات اسرائيلية استهدفت المقرات التي تحتوي على مخازن صواريخ طويلة المدى.

ويقول مراقبون ان الحشد المدعوم من ايران يستغل تلك الغارات لتبرير انشاء القوة الجوية للدفاع عن مقراته في حين ان الهدف الحقيقي هو الاستقواء على الدولة والجيش الوطني . وتداولت وسائل الإعلام العراقية وثيقة، قالت إنها صادرة عن نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، جمال جعفر إبراهيم الملقب بـ”أبو مهدي المهندس”، يوعز فيها بتشكيل مديرية القوة الجوية وتكليف صلاح مهدي حنتوش مديراً للمديرية بالوكالة.

وأكد المستشار في الحشد حسن البيضاني امتلاك الحشد الشعبي مئات الطائرات المسيرة المصنعة محليا، مضيفا “أن العمل جار على تطوير ذلك النوع من الطائرات”.

ويؤكد خبراء ان اسرائيل هي المسؤولة عن غارات اليوم على “البوكمال” السورية، خصوصا بعد تبني تل أبيب بشكل شبه رسمي لغارات مماثلة. وكان كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن “إيران تبني مواقع لإنتاج صواريخ موجهة بدقة في سوريا ولبنان، بهدف استخدامها ضد إسرائيل”.

اقرأ أيضاً: هل على لبنان خوض حرب لفك الحصار عن ايران؟

واللافت ما قامت به حركة حماس قبل يومين، عندما ارسلت طائرة دون طيار محملة بقنبلة صغيرة القتها على احد المواقع الاسرائيلية ملحقة خسائر مادية طفيفة كما زعم اعلام العدو، وعادت الطائرة سالمة الى غزة. وهو تطوّر، ولو انه على شكل بداية خجولة، يُدخل حماس الى نادي التنظيمات الحائزة على “الطائرات الحربية المسيرة”، بعد ان دخلها بقوة حزب الله قبل سنوات مع طائرة أيوب، وتقوم طائرات الحزب المسيّرة بطلعات تدريبية، وهي تشاهد باستمرار فوق الجبل ومناطق متفرقة في لبنان.

هو اذن عصر التكنولوجيا التي  تتصدرها الطائرات المسيرة المسلّحة، فهي تغني  عن الحروب الكبرى، التي يتفاداها الايرانيون، ويتجنبها ترامب ونتنياهو مؤثرين استخدام سلاحي العقوبات والضربات الجوية الموضعية الى حين نيل الجائزة الكبرى، وتوقيع اتفاق نووي جديد ينهي الأزمة مع ايران الى الأبد.

السابق
أبو الحسن لـ«جنوبية»: لا لقاء بين نصرالله وجنبلاط.. لهذه الأسباب
التالي
هذا ما تحمله جعبة شنكر إلى بيروت.. بـ«مباركة» بري