المستشفى الحكومي في صيدا.. «يحتضر»!

ماذا يجري في أروقة المستشفى الحكومي في صيدا؟ سؤال تجيب عنه حركة الدمج والإقفال التي تطاول أقسامه.

منذ ايام نشر بعض الموظفين نسخة من رسالة وجهها طبيب قسم الاشعة وموظفيه لابلاغ الادارة بالتوقف عن العمل من صباح اليوم. المستشفى يسير نحو الاقفال الفعلي وسط عدم اهتمام وزارة الصحة ولامبالاة فعاليات مدينة صيدا ومسؤوليها. 
انها من اكبر المستشفيات الحكومية في لبنان ،تحوي اكثر من 160 سريراً ويعمل فيها نحو 300 موظفا واجيرا لم يقبضوا رواتبهم منذ خمسة اشهر، على الرغم من الوعود غير الصادقة ،كتب الموظف في المستشفى محمد فيصل مصطفى: بعد المماطلة في دفع مستحقاتنا، وبعد تعرضنا للترهيب والتهديد والوعيد وبعد المزيد من الوعود غير الصادقة اعلن الاضراب عن الطعام الى حين دفع المستحقات. إنها وسيلة سلمية للضغط.

اقرأ أيضاً: هل يستمرّ مستشفى صيدا الحكومي؟

مصدر يشير الى توقف الموظفين عن العمل باكملهم ابتداء من صباح الغد. رئيس لجنة الموظفين خليل كاعين وجه رسالة صوتية الى الجميع يطلب منهم الحضور صباح الغد للاتفاق على خطوات للضغط من اجل الحصول على حقوقهم.

 المستشفى تحول الى قسم طوارىء وموقف سيارات. حتى مدخول الموقف تضاءل حتى بات لا يتعدى مبلغ 25 الف ليرة لبنانية لاسباب شتى بعضها له علاقة بالفساد. مدير المستشفى أبلغ رؤساء الاقسام بضرورة حضور الموظفين ومن لا يلتزم ليبقى في منزله. الإدارة لا تسعى لحل مشكلات الموظفين وهي بسلوكها احدى مشكلاتهم الاساسية .وعلى الرغم من وعد وزارة الصحة باسقاط الدعوى عن بعض الموظفين فما زالت الادارة مصرة على الدعوى .وما زالت العمليات تجري بشكل غير قانوني في المستشقى من قبل المدير وبعض الاطباء المحظوظين. الاسبوع الماضي اجريت عمليات “قص معدة” لعدد من المرضى وهي عمليات لا تغطيها الوزارة، لكن اجريت كعمل طبي اخر كي يستفيد منها بعض الاطباء المحددين . وكي لا ينفي البعض هذه الواقعة، لعل التدقيق بحالة  المريضة ن.ق.  التي دخلت في 29 تموز  والمريضة ن.ش.  التي دخلت في16 اب وغيرهما. كما يجري بعض الاطباء عمليات باسم اطباء اخرين ويتورط بعض العاملين في الادارة بمخالفة القوانين لقاء مبالغ تدفع لهم جانباً. إنه فساد موصوف.

اقرأ أيضاً: ماذا سيحصل في المستشفى الحكومي في صيدا؟

أما وزارة الصحة فإنها آخر من يهتم. منذ 11 ايار الفائت وهي تعطي وعودا للموظفين من دون تحقيق أي مطلب لهم. منذ فترة زار احد مستشاري وزير الصحة جميل جبق احدى الفاعليات، ظن الموظفون ان هناك حلا ما لمطالبهم ،لكن الزيارة كانت الطلب منها لعب دور شيخ صلح بين الادارة والموظفين.ما  بين وزارة المالية ووزارة الصحة ورئاسة مجلس الوزراء، مصير لقمة عيش الموظفين مهددة.

وفي المدينة لا أحد يتابع الموضوع لضمانة استمرارية خدمات المستشفى حتى ان البعض ينتظر مسرورا اقفال المستشفى كي يتجه نحو الخصخصة وينال حصته من ذلك.
للعلم تقارير التفتيش المركزي في الادراج. وزير الصحة لم يزر المستشفى حتى الان ولم يرسل احد معاونيه ليرى الصورة عن كثب، على الرغم من تضمين خطاباته شعار الدفاع عن  الفقراء وصحتهم. ولا أحد يعلم بالغيب كي يعلم شيئا عن سير الحوالات والقرارات، مابين وزارة الصحة ووزارة المالية ومجلس الوزراء. والنسر بانتظار موت الفريسة.

السابق
الأزمة الدبلوماسية اللبنانية – التركية تتفاعل.. إلا الرئيس!
التالي
الوساطة عنوان المرحلة بين وائل كفوري وطليقته