حاجة العالم لمرجعية للكفّار

بعدما انتشر ممثلوا الأديان والطوائف والمذاهب والمتحدثون باسم الرب أو الإله، هل من حاجة في هذا العالم لمرجعية الكفار؟

أما وقد تقاسمت المرجعيات الدينية او الايمانية بالربّ معظم الناس في هذا العالم، بين مرجعيات اسلامية ومسيحية وهندوسية ويهودية وسيخ وغيرها، الى ما شاء الله من الاديان والطوائف المعلومة وغير المعلومة في مجاهل الغابات والصحاري، أما وقد عادت شعوب الاتحاد السوفياتي والعالم الاشتراكي الماركسي وفوراً الى الكنائس والمساجد والمعابد بعد ثلاث وسبعين سنة من المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية، وبما ان الاديان والطوائف لعبت دوراً كبيراً في اشعال الحروب الاهلية والحروب بين الدول والشعوب والاعراق، أمّا وقد أُُلهم الرئيس جورج بوش المبارك إلهياً لغزو أفغانستان، لإلقاء القبض على المجاهد اسأمة بن لادن وفي نفس الوقت أوحي لقائد حركة طالبان المبجل الملا عُمر عبر رؤيا في منام، أن لا يسلّم مؤسس تنظيم القاعدة للأميركان، اي الرب ألهم هنا بما يناقض إلهامه هناك، فكان ما كان من احتلال اميركي لافغانستان كمدخل للعودة الى الشرق من بوابةالعراق.

أمّا وقد أمر الربّ يهوه بني إسرائيل شعب الرب المختار ان يسيطروا على فلسطين، وان يطردوا ويقتلوا ويحرقوا ويبقروا بطون الحوامل من اهل الديار من كنعانيين مسالمين، أمّا وقد تحولت القدس وبيت لحم لمدينتين مقدستين لميلاد ولاستشهاد الرب اوابن الرب على الصليب، وثمّ قيامه بعد ثلاثةايام، أمّا وقد اسرى الله بعبده من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى في القدس، اولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين، ما أوحى لايّ مفكر او باحث موضوعي عاقل، بأن الربّ نفسه قد قال الشيء ونقيضه للاديان الثلاثة ما تسبب بالصراعات، مما سمح بتداخل الاهداف ما بينها، وتناقض النوايا وتواجه جيوش الاديان من مسلمين ومن مسيحيين في حملات صليبية اوروبية ومن حروب صهيونية اسرائيلية من اجل العودة لأرض الميعاد، أمّا وقد أدهش المؤمنون المتدينون البشرية من كل الاصناف ومن كل الاطياف، ادهشوا الناس بابداعاتهم الحربية وبفنون القتل وبكرنفالات المجازر ولم ينتهوا بعد ولن ينتهوا ولن تكون داعش الاخيرة ابدًا فاطمئنوا ايها المنتصرون عليها من كلّ الألوان، داعش ستعود ولكن ستغيّر العنوان.

أما وقد جاء آخرون إقتصاديون راسماليون جشعون وفوضويون بشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والعلمانية ليتسببوا بالحروب وبالانقلابات العسكرية من اجل فتح اسواق استهلاكية جديدة او من اجل نهب ثروات طبيعية لشعوب مغلوب على امرها لا تملك قنابل نووية، فكان دينهم دنانيرهم وكانت آلهتهم من تمر ومن دولار ومن يورو ومن روبل فكان الدين ألعوبتهم يستخدمونه كيفما يشاؤون كأفيون للشعوب.

أمّا وقد جرّبنا المتدينين العظماء وعبر التاريخ وثبت لنا بالعقل والتعقل، بالفكر والتفكر ، بالتحليل والمنطق، بالدليل الملموس و بالعين المجردة أنّ سلوك المتدينين العام وسلوك ونوايا مرجعياتهم عموما ما انتجت الا سلوكيات تدميرية، ولا قدر اسوأ من ذلك على مرّ الانسانية عكس ما جاء به الرسل حقيقة، فإننا نطالب بتأسيس مرجعية عليا للكفار تنطق بإسم الاشرار شخصياً، وتعبّر عن رأيهم لعلّ سلوك اتباعها وانصارها والمؤمنين بتعاليمها يحققون ما هو افضل مما أتت به مرجعيات الايمان الممثلة للخير وللأخيار من قتل ومن سفك دم ومن شرّ.

أيّ شرّ سياتي به الكفار المهمشون اكثر من الشرّ المجرّب من مرجعيات الاديان كافة الممثلة للخير؟

ليكن للكفار الاشرار مرجعية لعلهم يصلحون ما افسده المتدينون الطائفيون التدميريون الممثلون الهيا للخير، بعدما اخذوا نصيبهم في التجربة عبر ثلاث الاف سنة.

الانسانية بحاجةلمرجعية للكفار لعل المتدينون يتواضعون ولو قليلا في هذا العالم.

ربما الكفار ينجحون بأقامة عدالة الله الحقيقية على الأرض بانتظار يوم القيامة.

السابق
ما هو مصير «الاستراتيجية الدفاعية» بعد كلام عون عن تغيير التوازنات؟
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 22 آب 2019