عن أسئلة المواجهة وحساباتها بعد حساب السيد نصر الله لمساحة «دولة إسرائيل» في خطابه الأخير..

حزب الله
لم يخفِ أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الخطة الاستراتيجية التي وضعها حزب الله والحلفاء لتحرير فلسطين المحتلة من الاحتلال الإسرائيلي، وقد بدا هذا واضحاً في خطابه الأخير في بنت جبيل في الذكرى الثالثة عشر لحرب تموز 2006.

وقد أشار لهذه الخطة عندما بدأ ببيان المساحة الفعلية التي تشغلها ما تسمى بدولة إسرائيل والتي تُقَدَّرُ بعشرين كيلو متر عرضاً وثمانين إلى مئة كيلو متر طولاً، وهذه هي المساحة التي يتجمع فيها كيان الدولة وأجهزته الرسمية ومنشاءآته الحكومية والبرلمانية والأمنية ومراكز القرار العسكري والسياسي والاقتصادي، وهذه المساحة المربعة قد تصل إلى مساحة الجنوب اللبناني، والمقاومة التي حررت الجنوب اللبناني قادرة على تحرير ما هو نظير مساحته ، خصوصاً وأن الذي يشغل ما يسمى بدولة إسرائيل هو نفسه الذي كان يشغل الجنوب اللبناني قبل تحريره، فالجيش من الطرف الإسرائيلي هو نفسه والمعدات والتسليح هو نفسه وقوات ما يسمى بالنخبة هي نفسها وجنرالات الحرب تربَّت في نفس المدرسة العسكرية من الطرف الإسرائيلي، لذلك فمن السهل تحرير دولة إسرائيل وإعادتها إلى حضن دولة فلسطين، مع تطور الخطط القتالية للمقاومة وحلفائها في داخل فلسطين وخارجها، وبالخصوص بعد التجربة الحربية الإقليمية التي شارك فيها حزب الله ضد التكفيريين في سورية والعراق.

اقرأ أيضاً: 13 عاماً على عدوان تموز و«النبطية» لم تقبض التعويضات

 ولكن من الذي سيبادر بأخذ قرار هذه الحرب التي أعد حزب الله خطتها الاستراتيجية كاملة بحسب المعطيات الميدانية والتصريحات الإعلامية المتكررة لأمينه العام في أكثر من لقاء في الأشهر القليلة الماضية؟

هل ستكون بمشورة أصحاب القرار من الداخل أو بإملاءات من أصحاب القرار من الخارج؟

 وهل سينوب الحزب عن كل الشيعة بل كل اللبنانيين بأخذ مبادرة إعلان الشرارة الأولى لبدأ القتال؟

 ومن الذي سيعطي حزب الله الحق في دخول الحرب التي نعلم كيف ستبدأ ولا ندري كيف ومتى ستنتهي؟

 ومن الذي سيشارك فيها بعد انطلاقها ومن الذي سينسحب منها عند انطلاقها؟

 وكم سيكون حجم ومدى فاعلية المشاركة الفلسطينية والعربية والإسلامية في هذه الحرب المرتقبة؟

وماذا عن مواجهة السلاح النووي الإسرائيلي بعد تجربة إلقاء إسرائيل لليوارنيوم المنضَّب في حرب تموز 2006 الذي أدى إلى تفكيك عشرات الأبنية ومخازن الأسلحة التابعة للمقاومة في مختلف المناطق اللبنانية، والذي بدأت تظهر تداعياته في ارتفاع نسب معدلات الابتلاء بأنواع الأمراض السرطانية في المجتمع اللبناني؟

 وماذا لو تمكنت أو اضطرت إسرائيل هذه المرة لاستخدام اليوارنيوم المخصَّب بدلاً من اليوارنيوم المنضَّب، وإن كان البعض لا يظنها فاعلة لأنها لا تريد أن تُعدم الحياة في أرض الميعاد وفي حدود دولة إسرائيل العقائدية، والتي تشمل الجزء الأكبر من الجنوب اللبناني، مع العلم أن المقاومة – أيضاً – تُصِرُّ على تحييد المنشاءآت النووية الإسرائيلية للغاية نفسها وهي أن لا تنعدم الحياة في فلسطين التي لا بد لأهلها من العودة من أرض الشتات إليها والسكن فيها، ولكن ماذا لو أخطأت إسرائيل واستخدمت اليورانيوم المخصَّب في الحرب المقبلة فكيف سيتم احتواء المشكلة البيئية والصحية الكارثية التي سوف يُخلَّفها ذلك لو حصل؟

  فهل توجد ضمانات لعدم استخدام الأسلحة النووية والجرثومية والكيميائية والمكروبية بحجة حرص إسرائيل على بقاء بقعة النزاع صالحة للحياة والسكن بعد انتهاء الحرب؟

اقرأ أيضاً: حرب تموز 2006 بين النصر الإلهي واللطف الإلهي

وهل تشمل الخطط الحربية الاستراتيجية لحزب الله حلولاً كافية لهذه المشكلات فيما لو بادر هو بإطلاق الشرارة الأولى لآخر حروبه التي يُعِدُّ لها مع الكيان الغاصب لفلسطين المحتلة؟

 والبعض يقول: إن على السيد نصر الله أن لا يُكرر تجربة الرئيس المناضل جمال عبد الناصر عندما عمل بالنصيحة السوڤياتية يومها التي نصحته أن لا يكون هو البادىء بالحرب فكانت هزيمة 1967؟

 هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى إجابات واضحة من أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله قبل أن يُعلن النفير العام للمبادرة إلى بدء الحرب، إلا إذا كان الجواب بالتوكل على الله.

 وعلى الله فليتوكل المتوكلون المؤمنون….

السابق
الغارات الإسرائيلية دمرت 50 صاروخاً إيرانياً دقيقاً في العراق
التالي
التلفزيون الإيراني: تعطل ناقلة نفط إيرانية في البحر الأحمر