صحف عربية: النظام السوري والمعارضة «وجهان لعملة واحدة»

حواجز امنية

ناقشت صحف عربية تبعات تقدم القوات السورية الحكومية المدعومة من روسيا باتجاه بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة المسلحة.

وتحاول القوات السورية فرض سيطرتها على المنطقة، وهي المعقل الأخير للمعارضة في سوريا، بعد ثماني سنوات من الحرب الأهلية.

“وجهان لعملة واحدة”

ناقش كتاب دور كلا من المعارضة و الحكومة السورية في إدلب وعلاقتهما بسكان المنطقة.

ويرى علي قاسم، في جريدة العرب اللندنية، أنه “حتى إذا نجح الجيش النظامي السوري في حسم الحرب الدائرة في إدلب، لن ينتهي الاقتتال”.

اقرأ أيضاً: إيران تستخدم ورقة طالبان لعرقلة انسحاب اميركا من أفغانستان

ويقول قاسم: “مشروع المصالحة يجب أن يسبق الحل العسكري، ويجب أن يكون بوصلة تحدد للمواطن السوري أي اتجاه يختار، هل يختار أن يتجه إلى طرف الميليشيات المسلحة أو يتجه إلى القوات النظامية؟… مخطئ من يظن أن السوري يختار طواعية حماية الميليشيات والجماعات المتطرفة لأنه يؤمن بمشروعها”.

ويضيف: “من مصلحة السوريين جميعاً أن ينتهي الاقتتال، ولكنّ هناك أسئلة تفرض نفسها؛ ماذا قبل ذلك؟ وماذا بعده؟… من لم ينته معتقلا، هل سيضمن أنه لن يصنف مواطنا من الدرجة العاشرة، يحرم من حقوقه المدنية، ومن العمل، ويجرد من إنسانيته؟”

وفي العرب اللندنية أيضا، يرى بهاء العوام أنه “عندما تقترب أكثر من المشهد لتقرأ التفاصيل تجد أن المعارضة والنظام وجهان لعملة واحدة”.

ويضيف: “ليس في إدلب فقط، وإنما في كل مكان تحرر فيه السوريون من ظلم نظام الأسد ليجدوا أنفسهم تحت مقصلة الفصائل المسلحة. ثاروا على استبداد الأسد فاستعبدتهم تلك الفصائل تحت عناوين من قبيل ‘حماية الثورة’، و’ثورة إلى الأبد’، و’في الثورة تكمن الحياة'”.

وينهي الكاتب مقاله بعبارة: “السوريين لم يثوروا على وصاية الأسد طمعًا بوصاية الجولاني، ومن يظن أن معارضة مثل الائتلاف وجبهة النصرة هي أقصى ما يستحقه السوريون في ثورتهم، هو تماما مثل الذي يعتقد أن البلاد لم تنجب رئيسًا إلا ‘الأسد’ و’أشباله'”.

“دور تركي أكثر حزمًا”

وتطرق بعض الكتاب إلى الدور التركي والروسي في الأحداث الراهنة في إدلب.

فيقول إلياس حرفوش في جريدة الشرق الأوسط اللندنية إن “[الرئيس التركي] إردوغان الذي لم يقصر في خطب ود المعارضة هو الآن المتفرج الأول على سحق هذه المعارضة على أبواب خان شيخون، حيث يلعب حلفاؤه الروس الدور الأكبر في العمليات العسكرية هناك، وذلك تمهيداً لإبعاد المعارضة عن موقعها الأخير في إدلب”.

وتابع حرفوش: “إردوغان اليوم مهتم بمسألة أخرى، هي مصير المنطقة الحدودية في شمال شرقي سوريا، مع أنها منطقة لا يفترض أن تثير القلق، لأنها أبعد ما يكون عن مناطق النزاع المحتدمة في سوريا. لكن من ‘سوء حظ’ أهل هذه المنطقة أنهم أكراد، وبالتالي يثيرون قلق إردوغان بسبب مجاورتهم لحدود بلاده، ويتهمهم بأنهم موالون لـ’حزب العمال الكردستاني’ الذي تعده تركيا تنظيمًا إرهابيًا”.

وفي السياق نفسه، يرى وائل عصام في جريدة القدس العربي اللندنية أنه “أصبح من الواضح أن تركيا تركز على التهديد الكردي شرق الفرات، وليس غيره، وتعتبره أولوية تستحق بذل أقصى طاقتها العسكرية والسياسية للجمه”.

وأضاف: “على هذا الأساس فإن مواصلة التعويل أو المطالبة بدور تركي أكثر حزمًا في إدلب… يؤشر تحاملًا غير مبرر على أنقرة بتحميلها ما لا طاقة لها به، وصولًا لاتهامها بالتآمر والرغبة في إسقاط إدلب”.

السابق
سرقة منزل رئيسة قلم محكمة جنايات بيروت في الشياح
التالي
ديمة بياعة تثير الجدل مرة أخرى بقبلة جديدة