حلب بعهدة إيران.. هل حُسم الصراع مع روسيا على المدينة؟

حلب

تطرح تساؤلات عن أسباب وتداعيات الاشتباكات التي وقعت مؤخرا في بعض مناطق مدينة حلب في الشمال السوري بين قوات روسية وأخرى إيرانية، وعلاقة ذلك بصراع النفوذ بين موسكو وطهران، في ثاني كبرى المدن السورية، التي سيطر النظام السوري على كامل مناطقها بعد هزيمة المعارضة السورية المسلحة في نهاية عام 2016. 

وشكل الوجود العسكري الروسي والإيراني بالمدينة الإستراتيجية حالة من صراع النفوذ بين الطرفين، تعاظم حجمه إلى حد الصدام العسكري، حيث ذكرت مصادر عسكرية خاصة للجزيرة نت أن حلب شهدت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة بين قوات روسية وأخرى إيرانية، نجم عنها سقوط قتلى وجرحى.

وحسب المصادر السابقة، فقد تصاعدت الاشتباكات في اليومين الفائتين في حي الحمدانية غربي المدينة، واستخدمت فيها قذائف الهاون، ما تسبب بإصابة مدنيين.

اقرأ أيضاً: الأوراق نفذت بيده.. نظام الأسد يحتجز ملايين اللاجئين كرهائن!

وتطرح تلك الاشتباكات تساؤلات عن القوى العسكرية التي تسيطر على أكبر مدن الشمال السوري، في ظل غياب سلطة نظام بشار الأسد لحساب المليشيات الإيرانية.

صراع نفوذ

ويقول القيادي في المعارضة السورية النقيب عبد السلام عبد الرزاق، إن الاشتباكات الأخيرة بين المليشيات الإيرانية والقوات الروسية تأتي ضمن صراع النفوذ الذي بدأ منذ فترة طويلة في حلب، وهي أحد أبرز معاقل المليشيات الإيرانية.

ويضيف عبد الرزاق في حديثه للجزيرة نت أن اجتماعا عقد قبل نحو شهرين لقادة القوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها مع قادة عسكريين روس في حلب، واتفق الطرفان على ما وصف بـ “ترحيل الخلافات” إلى وقت لاحق بعد انتهاء الحملة العسكرية التي يشنها النظام وحلفاؤه على ريفي محافظتي حماة وإدلب شمالي سوريا، لكن سببا ما أعاد الخلافات للواجهة.

ويذكر القيادي في المعارضة السورية أن روسيا سحبت بعد تلك الاشتباكات آخر مجموعة عسكرية لها من حلب عبر نقلها جوا، لتصبح المدينة في عهدة الإيرانيين.

انفراد إيراني

ويرى النقيب عبد الرزاق أن حلب باتت معقلا عسكريا إيرانيا، إذ تنتشر القوات والمليشيات الإيرانية في معظم الجبهات، حيث يقع مركز قيادة تلك القوات في الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية، كما تنتشر قواعد عسكرية إيرانية في كل من جبل عزان جنوبي المدينة، إضافة إلى انتشار مليشياتها في بلدتي نبل والزهراء بريف حلب، والتي يتبع سكانهما المذهب الشيعي.

ووفق القيادي في المعارضة، فإن طهران تنفرد اليوم بسطوتها على حلب، وتتبع سياسة “القوة الناعمة” لدعم نفوذها في المدينة ذات الغالبية السنية، من أجل تغيير بنيتها السكانية وفق رغباتها، على عكس روسيا التي تبحث عن مصالح اقتصادية.

ويقول المتحدث باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود، إن الاقتتال الروسي الإيراني في حلب عائد إلى أسباب تكتيكية وإستراتيجية، إذ ينظر الطرفان إلى ما ستؤول إليه التطورات في سوريا، ففي حال خضعت البلاد لإشراف دولي، فإن روسيا تطمح بأن تكون المشرفة والمسيطرة على مناطق سيطرة النظام.

قوس عسكري

ويشير الرائد حمود في حديثه للجزيرة نت إلى أن المليشيات التابعة لإيران تشكل قوسا عسكريا يحيط بمدينة حلب، حيث يوجد في مؤسسة معامل الدفاع شرقي المدينة أكثر من ثلاثة آلاف عنصر إيراني، بينهم قرابة 250 ضابطا، كما ينتشر خمسمئة عنصر إيراني في منطقتي تلعرن وتل عابور.

ويرى المتحدث باسم الفيصل السوري المسلح أن السيطرة العسكرية عموما بحلب ومحيطها هو للإيرانيين ومليشياتهم، وأما النفوذ الروسي فيقتصر اليوم على مؤسسات الدولة والإدارات التابعة لها، عن طريق تعيين المديرين وتنقلاتهم.

ويعتقد حمود أن روسيا ربما قد أطلقت يد الإيرانيين في حلب مقابل الامتيازات الاقتصادية التي حصلت عليها في الساحل السوري، كما حصل في ميناء طرطوس، حيث تسعى موسكو لكسب المكون العلوي والحاضنة الشعبية في الساحل. 

السابق
اليمن.. اغتيال شقيق زعيم الحوثيين وهدوء حذر في عدن
التالي
بالفيديو: لحظة انهيار برجٍ لمفاعل نووي في ألمانيا