هل انتهى عصر البرامج الكوميدية؟!

مهرجان الارز
حين انتقد الفنان شربل خليل التواجد السوري بلبنان في برنامج "قدح وجم" قبل أكثر من عام، كانت زاوية النظر إلى البرامج الكوميدية مختلفة عما هي عليه الآن، والتي بات أمر تراجعها أو انتهائها مرتبطاً بالحريات السياسية والراتينغ.

انتقال الفنان طوني أبو جودة إلى تقديم البرامج سيشكل حالة من الهروب لفناني الكوميديا نحو ملاعب تجارية جديدة، في الأمس سبقته زوجته كارلا حداد، وقبلها زميله في المسرح هشام حداد. لكن ماذا عن المشهد الكوميدي اللبناني اليوم؟!

تحت شعار لنجعل لبنان يضحك، قدّم مهرجان الأرز لهذا العام أمسية كوميدية تعد الأولى من نوعها على المهرجان الحديث نسبياً، وجاءت أمسية “Smile Lebanon” لتحاول جمع 13 كوميدي لبناني في سهرة واحدة، لكن ما حدث هو غياب كل من طوني أبوجودة وهشام حداد عن السهرة، وفرض باميلا الكيك كنجمة كوميدية مع تقدم عادل كرم في الظهور على فنانين كوميدين أكثر شهرة وأهمية منه.

اقرأ أيضاً: الإعلاميون في مرمى «تويتر»: لا أحد ينجو!

وحيث تدخل الكوميديا في سباق الراتينغ، يلاحظ تراجع مفعولها النقدي بعد توقف سلسلة “بس مات وطن” قبل عامين، وانتقال الفنان شربل خليل إلى قناة الجديد مع ضبط حدود برنامجه “قدح وجم” وتحول إطار برنامج عادل كرم من النقد الكوميدي إلى برنامج عائلي يحتفي بالضيف ويناقش ظواهر اجتماعية ليس أكثر.

بالمقابل، حافظ هشام حداد على حضور برنامجه “لهون وبس” وإن تحول البرنامج إلى اللعب على خطوط الراتينغ والتركيز على الأحداث الفنية وتعقب زلات القنوات الأخرى، حاله حال الجانب الساخر في برنامج “منا وجر”.

لكن ماذا عن السكيتشات الدرامية، هنا تبدو الكوميديا اللبنانية عالقة في عنق الزجاجة مع انتشار التنمر وتهم التخوين المعلبة للمشاهير على مواقع التواصل، ما خفف من سقف الحريات وحوّل بالمقابل مسرح الكوميدي شو إلى لعبة تجارية باتت تفقد أثرها المباشر على الشارع السياسي بعدما استفادت لسنوات من قضايا راهنة في المنطقة كتداعيات اغتيال الحريري وحرب العراق والثورة السورية والربيع العربي وانعكاسات كل ذلك على الشارع اللبناني.

اقرأ أيضاً: عن بوراك.. و ظاهرة التعويض بـ« الحب الأعمى»!

إذاً هل انتهى عصر البرامج التلفزيونية الكوميدية في لبنان؟ لعلّه خرج من نطاق البرامج الأثيرة في ذهن الجمهور لا سيما بعد الشقاق بين فريق “لايمّل” وتبعثر صنّاع “بس مات وطن” وظهور جيل جديد من الكوميدين الأقرب لناشطي مواقع التواصل من كونهم ممثلين محترفين، لتبقى الذاكرة ملتصقة بمشاهد من مسرحيات وأغنيات شكلت أرشيفاً لمرحلة ساخنة من تاريخ لبنان والمنطقة.

السابق
الجاسوس 007 امرأة سمراء لأول مرة في أفلام بوند
التالي
«الكتلة الوطنية»: الاتكال على الخارج من أي طرف لا يخدم إلاّ الخارج