باسيل في حفل تخرج طلاب الجامعة الأنطونية: معركتنا بين مفهومي الدولة والتسلط وما بين نهجي المؤسسات والفلتان وقوى الشر لن تقوى على الخير

جبران باسيل في الجامعة الأنطوانية

اقامت الجامعة الأنطونية حفل تخرج دفعة العام 2019 “سفراء الأنطونية”، تخلله توزيع شهادات على 439 طالبا من فروع الجامعة في الحدت – بعبدا وزحلة – البقاع ومجدليا -زغرتا ومن مختلف الاختصاصات. حضر الإحتفال ممثل رئيس الجمهورية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، ممثل رئيس المجلس النيابي النائب فادي علامة، ممثل رئيس الحكومة الدكتورداوود الصايغ، الى جانب حشد من الشخصيات تقدمهم إلى الرئيس العام للرهبنة الأنطونية الأباتي مارون أبو جودة، ورئيس الجامعة الأب ميشال جلخ والنائب حكمت ديب، السفير الإسباني في لبنان خوسيه ماريا فيريه ديلا بينا، وعدد من الوزراء والنواب السابقين القضاة والنقباء والإعلاميين ولفيف من الرهبان والشخصيات الوطنية والفعاليات.

المتخرجون
بعد النشيد الوطني، رحب الاعلامي بسام براك بالحضور، بعدها ألقى تباعا، كل من الطلاب مروى زين الدين، كلوي ميراي غريس شدياق ، وأحمد نور الدين كلمات بإسم المتخرجين.

الأب جلخ
ثم ألقى رئيس الجامعة الأب ميشال جلخ كلمة توجه فيها الى المتخرجين قائلا: “إنه يومكم الكبير يوم تتويج الجهد والمثابرة والطموح، والانطلاق إلى جهد أعلى وطموح أنبل”، لافتا الى أن رسالة الجامعة كانت وستبقى إنشاء شبيبة قادرة على التفكير النقدي، وعلى التمييز، ضمن الكم الهائل من المعلومات الذي تغرقنا به وسائل الاتصال الحديثة، بين ما هو موثوق وما هو مزيف، بين ما هو بداهة حقيقية، وما يبدو حقيقة لكثرة التكرار وكسل المكررين، الى جانب إنشاء حماة للديمقراطية، قادرين على المشاركة في الحياة العامة وفي مجتمع المعرفة مشاركة مسؤولة، مصرين ليس فقط على الفعل المسؤول بل وعلى الكلام المسؤول القابل للمحاسبة، على عكس ما هو الحال في ديمقراطيتنا حيث يكثر الكلام ويقل الحوار”.

وتابع الأب جلخ متوجها الى المتخرجين بالقول “إنكم لبنان الآتي”، مستشهدا بكلام رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في رسالته الى شباب لبنان “لقد ورثنا عن أجدادنا وطنا جميلا، والكلام لفخامته، وطنا جميلا ولكن منهكا يحتاج الى الكثير من الجهد والعمل عل مختلف الأصعدة، ونحن نسعى بكل ما أوتينا لكي نسلمكم إياه بصورة أفضل، لتتابعوا أنتم بدوركم ويتسلم أبناؤكم وأحفادكم ما هو أجمل وأرقى.

ودعا الأب جلخ المتخرجين الى عدم إهمال التعلم الدائم لئلا تصبح شهادتهم تذكارا لا غير. وقال:”استعملوا شهاداتكم مفاتيح للتعلم الآتي، لا أبوابا تغلقونها خلف ما تعلمتموه حتى الآن. فثورة الذكاء الاصطناعي لن تتسع للجميع، وحدهم المثابرون القادرون سوف يتمكنون من التأقلم والتقدم. أنتم أبناء آباء وأمهات ثابروا وكدوا وتعبوا لكي تحصلوا على أفضل تعليم، أنتم أبناء جامعة تطمح لأعلى درجات الجودة بأقل كلفة ممكنة. أهلكم، وأنتم، ونحن، عائلة كبيرة يجمعها الطموح العنيد وتحدي الظروف”.

وأوصى رئيس الجامعة دفعة متخرجي ” سفراء الأنطونية” الى النظر الى المستقبل، مشيرا الى ان المستقبل هو لمن يراه ويسير إليه منذ اليوم. وقال :” لا تنظروا إلى أرجلكم لئلا تتعثروا بل أنظروا إلى البعيد وبادروا، فهذه الأرض لطالما كانت أرض من يتحدون الصعوبة”.

وخلص الأب جلخ الى القول:” فخورون بكم أنطونيون أينما حللتم. كونوا خميرة في هذا المجتمع بمن سبقكم وبمن سيليكم من شبان وشابات، الذين نطلقهم خميرة في هذا المجتمع، سفراء يسهمون في تفعيل الطاقة الإيجابية والأمل فيه، سفراء يسهمون في تقديم لبنان بأبهى صورة وبإعطائه مستقبلا أفضل. من سبقوكم من أفواج الأنطونية هم اليوم في مختلف دول العالم، سفراء هذه الجامعة”.

باسيل
وألقى راعي الحفل الوزير باسيل كلمة قال فيها: “أيها الآباء والأمهات، الذين بذلتم الغالي والنفيس في سبيل تعليم أولادكم، ولم تبخلوا لا بمال ولا بجهد ولا بصلاة، من أجل نجاح أولادكم، أنتم أصحاب الفرحة الكبرى وأنتم أصحاب الفضل الأول بنجاح أولادكم، لكم ننحني، لكل أم وأب ربوا وتابعوا وسهروا وبكوا فرحا في هذا اليوم المنتظر”.

وأضاف: “أما التحية الثانية فهي للخريجين والخريجات الذين إجتهدوا وسهروا الليالي للوصول الى اليوم الكبير، “يوم التخرج”، اليوم كوفئتم على جهودكم ومن زرع منكم حصد. والتحية الثالثة هي للجامعة الأنطونية التي زرعت فيكم العلم وأهلتكم لتنطلقوا في الحياة وتحصدوا ما هي زرعته فيكم”.

وتابع :”نحن اليوم في جامعة هي على صورة لبنان، جامعة حاضنة للتنوع ولا غرابة في ذلك فالرهبانية الانطونية نمت في مناطق لبنان المختلطة، جامعة طموحة حصلت الاعتماد المؤسسي من الوكالة السويسرية (Institutional accreditation) وهي تشغل المواقع الاولى في اكثر من مجال ولديها شراكات بحث وتطوير مع شركات عالمية، جامعة متجذرة في هويتها (المشرقية، اللبنانية) ومنفتحة على العالم، لا بل تحمل هويتها المشرقية الى العالم. (ويمكن مش كلكن بتعرفوا انو الجامعة الانطونية هي من الأهم عالميا بمجال البحث في موسيقات المشرق مثلا).

وأردف: “اليوم تفتحون صفحة جديدة أكثر قسوة وجدية، اليوم تنتقلون من مقاعد الدراسة الى سوق العمل، تنتقلون من حضن الأهل الى حضن الحياة، اليوم يصح قول جبران خليل جبران أنكم صرتم “أبناء الحياة”. والحياة هي فقط لمستحقيها، فلا توقفكم صعوبات، ولا يهد عزيمتكم حاسد أو فاشل.الحياة تفتح أياديها لكم فأثبتوا أنفسكم عبر عملكم ولا تؤمنوا لا بواسطة سياسية أو إقطاعية أو طائفية بل آمنوا بأنفسكم، وأنا أعاهدكم أن أعمل، ولكي لا يحل مكانكم في سوق العمل أي غريب أو أجنبي”.

واكد الوزير باسيل أن الجامعة الأنطونية تشبه لبنان، ونريد لبنان شبيها بها
1 – نريد لبنان مصرا على استعادة ابنائه.
2 – نريد لبنان يتمتع بأعلى درجات الجودة والشفافية.
3 – نريد لبنان ينظر للغد . نريده متقدما في التكنولوجيا، نريد اقتصادا نوعيا مرتكزا على المعرفة. لبنان لا يملك القدرة على ربح معارك الكم، والاقتصاد التقليدي، لكن بامكانه ان يحفظ لنفسه موقعا مميزا في صناعات وخدمات تعتمد على الكفاءة البشرية وعلى المعرفة والتكنولوجيا. تماما مثل ما ابتدعت الأنطونية اختصاصات جديدة تنافسية: مثل الادارة الرياضية Sports Managment ، المعالجة بالموسيقى، misicotherapie- علم الشيخوخة Gerontologie .

واشار الوزير باسيل الى “اننا نحلم ونعمل ونحلم بلبنان قادر يعطي للخريجين فرص عمل تليق بطموحهم.نحلم بلبنان يخطط للمستقبل الاقتصادي، ويعرف ما هي المهن التي سيحتاجها اقتصاده، قبل ان يعطي رخصا للجامعات والاختصاصات، بدل ان يخرج طاقات للهجرة.

نحلم بلبنان يدعم الجامعات، يمد الجسور بينها وبين الصناعة ويؤمن موارد اكبر للبحث العلمي، وانا اراكم اليوم ارى لبنان كله، لبنان كما يجب ان يكون، و”متل ما بيلبقلو يكون”، لبنان متوجه للطاقات المحلية، قبل ان يطلب خبراء دوليين. لبنان مركز متقدم وموثوق للتعليم عن بعدe-learning ، لبنان يحتل سنة وراء سنة مراتب اعلى بالتصنيفات العالمية الخاصة بالتعليم العالي.لبنان يكون مجددا جامعة العالم العربي والبحر المتوسط”.

وتابع باسيل قائلا: “لا شيء يجعل الانسان يشعر ان الحلم ممكن اكثر من يظهر في عيون الطلاب الذين انهوا اختصاصاتهم ويرى بعيونهم حلمهم الأول وقد تحقق، ويعمل معهم ليحقق احلامهم الباقية بوطن يليق بهم وباحلامهم. نحن واهلكم الذين يتحدون الصعوبات لكي تصلوا الى هذا النهار نتطلع اليكم ونحلم بلبنان افضل”.
اسمحوا لنا رغم كل شيء ان نحلم معكم والزمونا بحسكم الوطني ومحاسبتكم للفساد والاستهتار وعدم قبولكم بسياسات الترقيع، الزمونا ان نحلم كرمى لكم.

وختم قائلا “معركتنا بين مفهومين، مفهوم الدولة ومفهوم التسلط، وما بين نهجين، نهج المؤسسات ونهج الفلتان، وأطمئنكم أن قوى الشر لن تقوى على قوى الخير.لذلك إطمئنوا على مستقبلكم وإجعلوا من الله شريككم في خياراتكم، ومن إتكل على الله وعلى ساعديه سوف يصل الى النجاح”.

بعدها قدم الأب جلخ ريشة الجامعة الفضية للوزير باسيل، تلى ذلك توزيع الشهادات على المتخرجين والمنح والدروع التكريمية على المتفوقين الى جانب منحة “ريمون نجار” لطليع كلية الهندسة.

وأحيا الإحتفال الذي تلاه نخب المناسبة في حرم الجامعة الفنان مارك حاتم.

اقرأ أيضاً: التحذيرات لن تمنع باسيل من زيارة لطرابلس الأحد

السابق
اكبر كمية مخدرات ضبطتها اليونان قادمة من سوريا
التالي
بوصعب اطلع من رئيس الفريق البريطاني على الانجازات المحققة في مجال ضبط الحدود مع سوريا وتطوير الافواج الحدودية