ارسلان خلال تشييع سلمان في الرملية: الجبل ليس مستباحا ومفتاح الحل يبدأ بالمجلس العدلي

طلال ارسلان

ودعت بلدة الرملية، ابنها رامي سلمان الذي قضى في حادثة قبرشمون، بمأتم تقدمه رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال ارسلان والوزير صالح الغريب ورئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، وفاعليات المنطقة ومحازبون ومناصرون.

واستقبل ذوو سلمان الجثمان، محمولا على الاكف، وملفوفا بعلم الحزب “الديموقراطي اللبناني”.

أرسلان 
وقال أرسلان: “يعز علي كثيرا عندما أقف لوداع أي شاب من شباب هذه الطائفة المعروفية التوحيدية الكريمة. لا أحسد على هذا الموقف لأننا نعيش مع الناس ومع ألم الناس ومع ألم الامهات والاولاد والاخوات، على قول تربينا عليه كان يكرره بطل الاستقلال الامير مجيد ارسلان رحمه الله، عندما كان يقول بالعامية: من لا يشعر مع الناس لا يكون منهم. والحمد لله نحن نشعر مع الناس، نشعر مع ألمهم واحزانهم كما نشعر مع أفراحهم”.

اقرأ أيضاً: مصادر: القاضيان الحجار والخطيب فوق الشبهات.. ومحاولات المقايضة لن تنفع

أضاف: “رحم الله رامي وسامر وكل قافلة الشهداء، سأذكر حادثة قلة يعرفونها، رامي وسامر وعدد من الشبان، كانوا يذهبون الى حدود الجولان حتى آخر منطقة وهي قرية معروفية أصيلة تعرفونها جميعا واسمها حضر. عندما طوقت حضر من الارهاب التكفيري ومن كافة الجهات وكان المنفذ الوحيد باتجاه الجيش الاسرائيلي العدو الذي يضع شريطا شائكا، أتى الصهاينة في إحدى الليالي وفكوا الشريط الشائك وسمحوا لجبهة النصرة وداعش بأن يطوقوا القرية من كافة الاطراف. وأذكر أن أكرم وهو والد رامي، جاءني وقال لي: رامي يحضر مجموعة من الشباب بسلاحهم وعتادهم الكامل بغية الذهاب الى بلدة حضر. إنه لا يريد من المشايخ واهل حضر أن يكونوا وحدهم في المواجهة وهو في لبنان. وقال أكرم: أنا لم استطع ان امون عليه، ولا أحد يمون عليه غيرك. ومباشرة اتصلت برامي وطلبته بعد ساعة ونصف من النقاش، وقد وعدته بأنه عندما تكون هناك حاجة واهلنا في حضر في ضيقة جدية، سأرسل في طلبك وأرسلك الى هناك. وبعد جهد قال لي: أنا مستعد أن أموت فداء لعزة وكرامة هذه الطائفة المعروفية”.

وتابع: “لا أخفي عليكم وقد قلت لرامي أنا احتاجك هنا، وأنا كنت أعرف الاندفاع عند رامي وسامر من اجل الحق وضد الباطل، ويحبون العزة والكرامة والشرف لكل الناس، صحيح أنهم من الحزب الديموقراطي اللبناني الذي افتخر برئاسته، الا اننا لا نعرف التزمت ولا الكراهية ولا الاحقاد وقد تربينا على قاعدة وحيدة بين السياسة وزواريبها وأن نعيش بكرامتنا، فنحن لا نسأل عن المناصب الا أن نعيش بكرامة وعزة نفس كما تعودنا منذ الف سنة وحتى اليوم. نحن وكل المسؤولين وحتى الوزير صالح الغريب يقول يا ليتني انا الذي اصبت واستشهدت بدل رامي وسامر، هذه هي التربية التوحيدية الصحيحة والشريفة”.

وأردف: “آسف أن أقول إنه عندما يغيب الحق وشريعة التوحيد نصبح في شريعة الغاب، وهذا أمر مؤسف لا يليق بماضينا ولا بحاضرنا ولا بمستقبلنا. وأقول لمشايخنا الاتقياء، إن حفظ الاخوان لا يتم الا بصدق اللسان، وهذا لم يأت من فراغ او عبث بل أتى في التوحيد الشريف الذي نعتز ونفتخر بالانتماء اليه. نحن لا نفكر بالثأر وهو ليس في تربيتنا، انما نحن اصحاب حق وقضية، واحتراما لهذا المقام الكريم لن اتكلم بالسياسة فهي لا تعنيني انما ما يعنيني هو كرامة الناس ودمهم والاودام. سياسة على من؟ وهل السياسة تعني الاستباحة أو أن نستقيل من دورنا كمسؤولين للحفاظ على لقمة عيش الناس وعلى عاداتنا وتقاليدنا الشريفة ووحدة مجتمعنا وعائلاتنا وأولادنا؟ أين صارت الناس وأين نحن، لقد اصبحنا في القرن الواحد والعشرين لا بيت الا وفيه شهادات وعلوم، فأين هم أولادنا اليوم؟ وبماذا نتلهى؟”.

وقال: “أنا تعودت أن أضع اصبعي على الجرح ولا أحيد عن درب الحقيقة مهما كانت مكلفة ومتعبة، وأنا أعرف أن الحقيقة تجرح ولكن يجب أن تقال. نحن اليوم ندفن شهيدا من اعز واصلب الرجال، شهيدا لا يهاب الموت، وانا أشهد على محطات ومحطات كثيرة وكثيرة والشهادة هي امانة وحق. وانا في هذه المناسبة الاليمة أقول فقط كلمة: أناشد فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس الحكومة ألا تخلطوا الدم بالسياسة، فهذا دم ابرياء والجبل في أمانة الدولة. نحن لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال والأمور متفلتة، فكلما خطر لأحدهم أن يقطع طريقا يقطعها، وكلما خطر لأحدهم التحريض يحرض، إن الجبل ليس مستباحا”.

أضاف: “إن مطالبتنا بالمجلس العدلي ليست من خلفية ثأرية ولو أردنا أن نثأر لا نطالب به، ولكنني أرى خطورة الاستفراد والاستئثار بأمن الناس والمجتمع. وانطلاقا من هنا، لماذا الخوف من المجلس العدلي؟ فهل سيقطع رؤوسا؟ لا، بل كل ما نريده ألا يحصل احتيال على التوصيف الجرمي، هناك قضايا أقل من ذلك بكثر وقد تم تحويلها الى المجلس العدلي. إنه جسم قضائي لبناني، وهذا مطلب الجبل والأهل وكل من يريد حقن الدماء. وأنا لا أذيع سرا، فالبارحة، أخونا الوزير صالح الغريب زار الرئيس نبيه بري، وكانت جلسة طويلة وصريحة ونحن نعرف حرص فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس الحكومة على أمن الناس وأمن المجتمع، وقد أكد الرئيس بري أن الأمور تستدعي حلولا وحوارا، ويجب أن نسعى -بالاذن من دولة الرئيس بري- صالح الغريب لم يسألني، وأجابه على الفور قائلا: يا دولة الرئيس ما تريد منه شبرا نحن نريد مترا. ولتكن واضحة للجميع ان مفتاح الحل يبدأ بالمجلس العدلي، وبعد ذلك نحن حاضرون. ما هو المطلوب؟ لا يمكننا الاستمرار على هذه الحال، فالمرجعيات الكبرى في هذه الطائفة لا يسمع كلامها ولا نصائحها ولا توجهاتها”.

وتابع: “إذا، الى أين تذهب الناس ولمن تلجأ؟ هذه كلمة أن يا مير بدك تحمل. أحمل ماذا؟ الظلم حملته، والتعدي حملته، ليس من اليوم بل منذ سنوات وسنوات، ولكن لا يمكن أن أحمل قطرة دم في الجبل، ولا يمكن أن اساير أحدا بها، لا كبيرا ولا صغيرا. إن المسلسل الذي يقول حاصبيا لها مفتاح وراشيا لها مفتاح والجبل له مفتاح والمتن الاعلى له مفتاح، يجعلنا نسأل نحن في أي عصر نعيش؟ كيف تمارس هذه السياسة وهذه الاساليب غير المقبولة؟ رامي سلمان شهادته عليا ولم يتعلم ليقوم بما قام به، إنما ما أجبرك على المر هو الامر منه”.

وأردف: “أنا من موقعي المسؤول أطلب من الجميع، والحاضر يعلم الغائب، نحن لا نطلب شيئا ولا أقبل بإطلاق نار لا ابتهاجا ولا حزنا، انما لتتفضل الدولة وتتحمل مسؤولياتها كاملة، والا أنا غير مسؤول. أنا لست مسؤولا، ونحن -لا قدر الله- لا نتحمل وزر دماء ابرياء، ومن يعرف تاريخ الدروز يعرفنا جيدا، منذ الف سنة وحتى اليوم نحمل السلاح لكن ليس لنقتل احدا في الداخل، وهذا شرف كبير جدا. الامير مجيد حمل السلاح في وجه الانتداب، وبعد خمس سنوات ذهب الى فلسطين فدخل المالكية واكمل نحو الناصرة. نحن نحمل السلاح في وجه العدو والاستعمار “وعلى قلبنا مثل العسل”، وكثيرون من الموجودين هنا يسألون اهلهم وأجدادهم كيف وصلوا مع الامير شكيب الى ليبيا لمقاتلة الايطاليين. من يحمل على أكتافه بقدر ما حملنا دفاعا عن كرامة وهوية ووحدة وعزة هذه الطائفة، نقبل بأن يقف الى جانبنا، ولكن أمامنا لن يقف أحد”.

وختم: “اليوم في الرملية وغدا في بعلشميه، رحمك الله يا سامر، فأنتما كنتما صديقي ولدي مجيد وبمثابة أخوين له، وأعرف كيف كنتم تسهرون وتذهبون معا. طبعا، لا يمكنني المزايدة على أهلكم ولكن اقول إنني خسرتكما وأنتما بمقام ابني. وتأكدوا يا أخوتي جميعا، أن دم وحيدي مجيد لن يكون يوما اغلى من دم أي نفر يحمل حمل التوحيد عن صدق وأمانة. رحم الله الشهداء، وقدرنا على الصبر على قاعدة الحق، فعندما يحضر الحق يغيب الباطل”. 

السابق
عن مكافحة الفساد: برسم كل من الوزير والنائب والسيد (3)
التالي
المعلومات توقف مسلحاً هدد مع آخرين سيدة باغتصابها على مرأى من طفلتها