نافذة الفرص في سوريا

الجنوب السوري

لاسرائيل توجد نافذة فرص محدودة لمنع تثبيت وجود ايران في سوريا. ومن اجل استغلالها بنجاعة من الافضل لاسرائيل الا تدور الزوايا في ترجمة التفاهمات مع الروس. والا، فان الكتف الباردة، سرعان ما ستعود.
لا يبدو هذا كهجوم آخر على هدف ايراني او هدف لحزب الله في سوريا، اكتشف فيه عتاد عسكري مخصص للبنان. هذه المرة يبدو هذا كهجوم واسع على بنى تحتية ايرانية، استمرار مباشر لما بدأ قبل نحو سنة في حمسة “بيت الاوراق”، في ايام 2018. في حينه اخذت اسرائيل المسؤولية بل واعلنت بانها هاجمت ودمرت 70 في المئة من البنى التحتية التي اقيمت في لبنان. اما الهجوم في الليلة بين الاحد والاثنين، والمنسوب لاسرائيل، فيبدو مثل جزء من خطة مرتبة لمعالجة الثلاثين في المئة المتبقية.

اقرأ أيضاً: لبنان: المسيحيّون والسوريّون ومفهومان لـ«الأقلّيّة»

إذا كان هذا بالفعل هو هجوم اسرائيلي، كما يدعون في اسرائيل، فهو ما كان يمكنه أن يتم دون تفاهمات مع الروس. وعلى الاقل جزء من الهجمات الجوية تمت، اغلب الظن، من جهة قبرص. وعليه، فان الصاروخ السوري المضاد للطائرات الذي اطلق نحو الطائرات هبط على ارض قبرص. والقصف من منطقة البحر المتوسط لا يشبه هجوما اسرائيليا من سماء اسرائيل مثلما حصل قبل سنة حين اسقطت طائرة الـ اف 16. فالطيران في الجو في منطقة البحر المتوسط، من قبرص باتجاه سوريا ولبنان يستوجب تنسيقا دقيقا مع الاسطول الروسي وسلاح الجو الروسي المتواجدين في المنطقة. والاستنتاج الواجب هو انه بين اسرائيل وروسيا استؤنف التوافق على “تقسيم عمل” في سوريا دون ازعاج. حين اراد الروس احراج اسرائيل عرفوا كيف ينشروا بالضبط كم طائرة شاركت في الهجوم. ما اطلقته ومن أين. اما هذه المرة – فصمت الروس صاخب.
ان التفاهمات بشأن تقسيم العمل في سوريا استؤنفت وتوثقت اغلب الظن في اثناء لقاء رؤساء مجالس الامن القومي الثلاثة – الاسرائيلي، الامريكي والروسي – قبل نحو اسبوع في اسرائيل. ما الذي يكسبه الروس؟ منذ نحو ثلاثة اسابيع تهاجم قوات سورية، بمرافقة روسية بوحشية في منطقة ادلب حيث يتجمع بضع عشرات الاف الثوار المسلحين. في كل يوم يقتل هناك العشرات، تدمر المباني حتى الاساس. الامريكيون صامتون، الاوروبيون لا يشجبون، لا توجد توجهات الى مجلس الامن، والمذبحة مستمرة.
تستعد فرقة تركية قرب ادلب بهدف ضرب نظام الاسد، ولكنها لا تتجرأ على التحرك لمتر بسبب ما يبدو كتوافق ثلاثي. في اعقاب التوافقات يتدبر الجميع مع الجميع ويكون لاسرائيل ظاهرا ضوء اخضر للحفاظ على مصالحها تجاه البنى التحتية الايرانية وحزب الله.
ان الصمت الصاخب للشريك الروسي يضمن شيئا واحدا: صحيح حتى الان مناسب لموسكو التعاون مع الولايات المتحدة واسرائيل في سوريا. ولاحقا، مثلا بعد ادلب واستمرار المحاولات للوصول الى تسوية دائمة، ستتغير المصالح. لاسرائيل توجد نافذة فرص محدودة لمنع تثبيت وجود ايران في سوريا. ومن اجل استغلالها بنجاعة من الافضل لاسرائيل الا تدور الزوايا في ترجمة التفاهمات مع الروس. والا، فان الكتف الباردة، سرعان ما ستعود.

السابق
الجمهورية: نصرالله تابع شخصيا مفاعيل كمين قبرشمون مبديا انزعاجه مما حصل
التالي
إيران لا تتراجع وتبعث بتحية من 2013