التنمر آفة للمظلومين.. وسبب عرضي لشهرة بعض!

التنمر
قبل عدة أعوام، تصاعدت عالمياً نبرة محاربة التنمر ضد الأطفال في المدارس، وكان ان أنجزت لها مقررات جامعية تدرّس في كليات التربية لتعليم الأساتذة على مكافحة هذه الظاهرة التي لا تصنّف بالجديدة، لكنها أخذت تسمية عالمية جعلت منها تطفو على السطح وكأنها آفة العصر.

ومع انتشار السوشل ميديا بشكل واسع وسيطرته على فضاءات الشخص مقوبلة إياه ضمن إطار مجتمع افتراضي، بدأ الحديث عن هجمات التنمر على وسائل التواصل ومحاولة التقليل من شأن الشخص المستهدف عبر الهجوم عليه بالتعليقات والإساءة له سواء من حيث لون البشرة أو السمنة أو الميول الجنسية أو المرض وغيرها من الملامح الفيزيولوجية أو النفسية. وقد فرضت بعض البلدان الاروبية عقوبات قانونية وحبس لسنوات على المتنمرين الذين يسيؤون نفسيا لضحاياهم.

ولأن المشاهير يتمتعون بحجم متابعة كبيرة على مواقع التواصل فإن هذه المساحة وفرت للمتابعين الكارهين لهم فسحة للتنمر، لكن دون أي مقاربة لحقيقة هذا تنمّر ووجوده بالفعل، أم انه مجرد تعبير عن الرأي الشخصي.

اقرأ أيضاً: «بروفا».. قضايا جريئة عن التنمّر ومشاكل المراهقين

وقبل يومين نشرت الفنانة اللبنانية إليسا صورة عفوية كعادتها على تويتر، فأثار ذلك موجة تنمر كبيرة استمرت لساعات في التلعيقات ودفعت بعض الفنانين لمساندة إليسا والتضامن معها عبر تويتر.

ولكن هل التنمر تحوّل إلى تريند فعلاً، يلجأ إليه الفنانون حين تغيب المشكلات مع زملائهم في الوسط أو حين لا يملتكون موضوعاً جديداً للحديث فيه عبر وسائل الإعلام. فالنجمة إليسا التي شكل موضوع شفائها من السرطان حديث مواقع التواصل في مثل هذه الفترة بالضبط قبل عام حوّل حفلها في “أعياد بيروت” إلى حدث نوعي لإطلالة إليسا الأولى بعد المرض. فهل تجد إليسا في موضوع “التنمر” الذي لم تتقصّده وتعرضت له عفوا، “تريند” جديد لحفلها القادم على المسرح نفسه بعد أيام قليلة؟!

اقرأ أيضاً: على أبواب العنصرية: هل تهاجر الدراما المشتركة إلى سوريا؟!

إذا كان النجوم يبحثون عن معجبين إيجابيين ويطردون كل مخالف لهم بالرأي خارج صفحاتهم، فهل يعني تحول السوشال ميديا إلى عالم وردي لا يتشابه مع الواقع. قد يكون “التنمر” عادة مستشرية في مواقع التواصل نظراً لسهولة التعليق والهجوم المباشر دون كشف هوية المهاجم والخوف من العقاب، لكن لماذا طفت مشكلة التنمر في حياتنا اليومية وطغت على أحاديثنا في الشارع؟

 ألا يرتبط ذلك بثقافة المجتمع ومدى احترامه للآخر وتقبله للاختلاف، حينها يكون “التنمر” سلوكا على المجتمع إيجاد مسبباته ومعالجته قبل أن يتحول إلى منهج حياة وليس مجرد ظاهرة على موقع تواصل اجتماعي.

السابق
رئيس الإتحاد الوطني للعمال والمستخدمين: العنصرية تمارس في لبنان
التالي
نادين الراسي تثير الجدل بسبب شتائم سوقية!