اسامة سعد: الطبقة السياسية تحاول تكييف سياسات البلد مع مصالحها ومد اليد على جيوب الناس أمر مرفوض

اسامة سعد

وطنية – اعتبر الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، في برنامج “الحدث” على قناة “الجديد”، ان “سياسات الحكومة تجاه القطاعات التي تهم الشعب اللبناني، ومن بينها الجامعة اللبنانية، هي سياسات خاطئة هدفها محاصرة الجامعة وإضعافها بدلا من تحديثها، والدليل على ذلك تخفيض ميزانيتها على مدى سنتين، فضلا عن اقتطاع جزء من ميزانية صندوق التعاضد، ومحاصرة الأساتذة والتدخل السياسي الفظيع في شؤون الجامعة. إن الشعب اللبناني يجب أن يكون لديه جامعة حديثة، وبسياساتهم هم يضربون القطاع العام ويسعون إلى تهميش المؤسسات التي تعتبر أساس لبناء الدولة، ويحاولون مد أيديهم إلى جيوب الناس. ونحن نحيي تحرك أساتذة الجامعة اللبنانية وحرصهم على استقلال الجامعة”.

واضاف: “ما أدلى به وزير التربية أكرم شهيب غير كاف ولا يلبي تطلعات الشعب اللبناني من ناحية التعليم”.

وعن توفير أموال للخزينة، قال سعد: “هناك عدة طرق يمكن اعتمادها لتأمين المال للخزينة ومنها: تخفيض أسعار الفائدة التي تساعد بدورها على تخفيض خدمة الدين العام وتنشيط العجلة الاقتصادية، فتخفيض نقطة واحدة على فوائد سندات الخزينة يوفر مليار دولار على الخزينة، ومحاربة التهرب الجمركي عبر المرافئ الشرعية وغير الشرعية، وضع حد لهدر الاموال الطائلة على قطاع الكهرباء دون معالجتها بشكل جدي، وضبط واردات إدارة مرفأ بيروت ومصرف لبنان.. وغيرها من القضايا. أما مد اليد على جيوب الناس فهو أمر مرفوض”. 

اضاف: “الموازنة يجب أن تعبر عن السياسة المالية للسلطة ويجب أن تكون لتمويل خطط ومشاريع الدولة، وهنا نسأل: ما هي خطط ومشاريع الدولة؟ ما هي الحلول للازمات؟ ما هي سياسة الحكومة لمعالجة الدين العام؟ على مر السنين لم تقم الدولة بوضع سياسات لتنمية القطاعات الزراعية والصناعية والسياحية بشكل واضح وسليم والحكومات المتعاقبة لم تعبر إلا عن مصالح فئة محدودة من الشعب اللبناني، لا يوحد رعاية صحية، ولا اهتمام رسمي بالجامعة اللبنانية، وهناك غياب للتعليم المتطور، وكذلك غياب فرص عمل للشباب، وللضمانات الاجتماعية، إضافة إلى إهمال القطاعات المنتجة الصناعية والزراعية والسياحية، وغياب الكهرباء والمياه”.

وتابع: “هناك خلل ومسؤولية سياسية تترتب على كافة الاطراف التي تداولت على السلطة منذ الطائف ولغاية الآن. في البلد هناك أطراف سياسية ولا يوجد حياة سياسية، وما نشهده اليوم هو خصومات بين الاطراف وتفاهمات ومحاصصات وتقاسم المغانم، ولا نرى مشاريع سياسية، الحياة السياسية الحقيقية هي صراع برامج ومشاريع ورؤى. لذلك ندعو اللبنانيين والنخب المثقفة إلى التطلع والعمل لبناء دولة حديثة وعصرية، وإلى إدخال معادلة جديدة على الحياة السياسية، إن رهاننا ليس على المجلس النيابي، إنما على القوى السياسية الوطنية والقوى الشعبية خارج المجلس النيابي، وما هو مطلوب هو تغيير لحياتنا السياسية وتعديل في موازين القوى لكي نفتح الطريق أمام التغيير عبر قوى وطنية تشارك في القرار الوطني والسياسي والاجتماعي والإداري في البلد”.

وحول حجم الدين العام قال سعد: “إن الطبقة السياسية تحاول ان تكيف سياسات البلد مع مصالحها حيث رتبت على البلد ما يقارب الـ100 مليار دولار من دون نتائج فضلا عن 250 مليار دولار صرفت خلال الـ20 سنة، وليس لدينا أي شيء أي لا رعاية صحية، لا جامعة لبنانية، لا تعليم متطور ولا فرص عمل للشباب”.

وقال: “نحن خارج الاصطفافات ومتحررون من أي اعتبارات ومنذ الطائف حتى اليوم”.

ورأى أن “البلد أمام ازمة عميقة لها انعكاسات في المجالات كافة ما يدعونا إلى تصعيد نضالنا في مواجهة سياسات السلطة التي تعبر عن مصالح فئة محدودة. والموازنة هي أكبر إدانة لهذه السلطة التي يثبت يوما بعد يوم أنها ضد الناس”.

وأضاف: لقد فرضوا قانون انتخابات نسبي لكنه مشوه يتيح كل مجالات الرشوة واستخدام المال والتوظيف السياسي، ووضعوا الناس في قوالب طائفية ومذهبية. لذلك علينا أن نذهب إلى نضال طويل ومتواصل ومتراكم لنصل إلى تحقيق توازن جديد وتعديل في موازين القوى في البلد”.

واكد “ان الملفات الاقتصادية والاجتماعية والعدالة الاجتماعية وحقوق الناس في الصحة والتعليم وغيرها من القضايا، كل هذه المسائل يجب أن تكون على جدول أعمال المشروع التغييري. إن شعبنا قادر على تحقيق التغيير، كما أثبت أنه قادر على تحرير الأرض بتضحيات الشهداء وسنكون قادرين على الخلاص من دولة المزارع والانتقال إلى دولة عصرية متقدمة”.

وحول التعيينات وحصة صيدا فيها، قال سعد: “حصة صيدا من الوظيفة العامة شبه معدومة. وعلى مدى كل السنوات التي مرت لم يهتم أحد من السياسيين الذين في السلطة بتوظيف أبناء المدينة في القطاع العام. كما تعاني صيدا من بطالة مرتفعة وكساد تجاري إضافة إلى تراجع الحرف والمهن. يضاف إلى ذلك ما تعانية صيدا من مشكلة تراكم النفايات في محيط المعمل المتعثر، فهو يستقبل نفايات تفوق قدرته على الاستيعاب، لذلك تعاني المدينة ومحيطها من انتشار الروائح الكريهة. قبل اليوم عمدوا إلى رمي النفايات في البحر، ثم عمدوا إلى طمر النفايات في البحيرة المحاذية للمعمل، واليوم يقومون بخلط النفايات مع الحجارة بواسطة كسارة. وعلى ما يبدو هناك أطراف سياسية في السلطة تستفيد من هذا الواقع. ملف معمل النفايات موجود لدى المحافظ والمدعي العام المالي والبيئي والمدني، ولدى وزارة البيئة أيضا فليفتحوا تحقيقا ذلك”.

اضاف: “من جهة ثانية يخططون اليوم لإنشاء محطة كبيرة للصرف الصحي تخدم 500 ألف نسمة على شاطئ صيدا المحدود مما سيفاقم التلوث. في المقابل نحن نطالب ببناء محطات تكرير صغيرة توزع على أرجاء المنطقة ما من شأنه التخفيف من حجم التلوث الذي سيعانيه الشاطئ”.

وحول صفقة القرن، قال سعد:” إن الواقع العربي مستباح، وهو فاقد لأي إرادة. وصفقة القرن تستثمر هذا الواقع وتبني عليه للوصول إلى إحكام السيطرة وتقاسم النفوذ في بلادنا العربية، ولبنان جزء من هذا الواقع العربي. إن دولة الطوائف والانقسامات تؤدي إلى انهيار الدولة وتردي أوضاع شعبها والسياسات الخارجية هي تعبير عن الواقع السياسي الداخلي. لبنان لديه ملفات كثيرة إقليميا ودوليا. ملف المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وأطماعه وتهديداته، وملف اللاجئين الفلسطينيين وهو ملف مرتبط بصفقة القرن، وملف العلاقات اللبنانية السورية، ونحن قادمون على ملف يتعلق بالنفط والغاز وهو ملف له بعد دولي وإقليمي”.

وختم: “صفقة القرن تكرس تفتيت الواقع العربي إلى كيانات طائفية ومذهبية، وتريد توطين الفلسطينيين في لبنان. وهناك مصالح لأطراف داخلية في صفقة القرن. ولكن في لبنان هناك إرادة تكفي لمواجهة صفقة القرن”. 

اقرأ أيضاً: تجمع «علّ صوتك» يستنكر التعرّض للنائب أسامة سعد

السابق
جبق خلال رعايته اليوم العملي 8 لمستشفى البقاع الغربي سحمر: أسعار أدوية الأمراض المستعصية ستخفض بنسبة كبيرة
التالي
هكذا يصطاد المحتالون ضحايا الحب من أول نقرة!