ترامب يستنجد بخامنئي!

احمد عياش

من حسن طالع العالم ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب لم يكن على متن الطائرة المسيّرة التي أسقطتها إيران في إجواء مضيق هرمز، وإلا لكانت ردة فعل الولايات المتحدة الاميركية ضد الجمهورية الاسلامية قاسية جدا!
قد يسأل احدهم الرئيس الاميركي ،أن الطائرة المنكوبة ليس مخصصة لنقل الركاب ،وبالتالي ليس واردا وقوع إصابات بشرية ،إذا ما أصابها مكروه.لكن ترامب سيحيل السائل الى ما كتبته “الغارديان” البريطانية التي أوردت مواصفات الطائرة المسيّرة” ويبلغ حجمها الحجم نفسه لأي طائرة تجارية صغيرة ،ما دعا ترامب الى الاعلان بعد بعد اجتماعه بمستشاريه في البيت الأبيض “أن الخط الأحمر لإدارته مع إيران هو إيذاء أحد المواطنين الأميركيين “مؤكدا أنه” لم يكن هناك أي رجل او امرأة على متن الطائرة التي أسقطها الإيرانيون”.

اقرأ أيضاً: خيار الحرب: مقامرة إيرانية خطيرة

مع الاضطرار لقبول توضيح سيد البيت الابيض الذي غيّر فجأة مفهوم الطائرة المسيّرة (drone)، تبقى هناك مشكلة أخرى عالقة، يتوجب حلّها قبل موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية السنة المقبلة.فالمرشد الايراني علي خامنئي قال لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الاسبوع الماضي إنه لا جدوى حتى من الرد على رسالة حملها آبي إلى طهران من الرئيس الأميركي قائلاً: “لا أعتبر ترامب أهلا لتبادل الرسائل وليس لدي أي رد له الآن أو في المستقبل”. وفي الضاحية الجنوبية لبيروت ،ترجمت قناة “المنار” التلفزيونية التابعة لـ”حزب الله” كلام المرشد الفارسي الى العربية “سنسقط ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة”، وفق ما جاء في حلقة حوارية قبل أيام.
على ما يبدو ان مصير الرسالة التي حملها رئيس الوزراء الياباني الى المرشد الايراني ،يتكرر الان مع رسالة مماثلة وصلت في الساعات الماضية عبر سلطنة عمان من ترامب الى خامنئي. إذ أفاد مسؤولون إيرانيون لوكالة “رويترز” بأن المرشد، رفض رسالة بعث ترامب إلى قال فيها: “لا نريد حربا ولكننا نريد محادثات”، كما منح إيران في الرسالة مهلة محدودة للرد.فكان جواب خامنئي انه يعارض “أي نوع من المحادثات” مع الولايات المتحدة.
ماذا بعد؟ لاجدال في ان المرحلة التي بدأت بعد إسقاط الطائرة المسيّرة الاميركية تحمل الكثير من الاسئلة. ومن ابرز هذه الاسئلة، عما إذا كان ترامب يراهن فعلا على “نهاية سعيدة “في المواجهة بين واشنطن وطهران، كي يضمن الحصول على ولاية رئاسية ثانية؟ ولكن، ماذا لو لم تكن هناك” نهاية سعيدة” ، كما يشير رفض خامنئي تكرارا لرسائل ترامب؟
منذ وصول ترامب الى البيت الابيض ، أطلق الاخير الكثير من الكلام بلا أفعال.ومن حسن حظ العالم، وليس من حظ ترامب نفسه، ان الاخير لم يكن على متن الـdrone الذي أسقطته طهران، علما ان الطائرة ليست معدّة ليركبها ترامب أو أي بشري آخر. ولو إفترضنا المحال، لكان العالم اليوم بلا ترامب الذي يستنجد بخامنئي!

السابق
بعد اتهامها بادّعاء المرض.. هيفا «تقصف جبهة» مي حريري
التالي
رسالة ترامب إلى طهران عبر دولة عربية تثير الجدل.. إليكم التفاصيل!