بحيرة ناترون هي بحيرة مالحة تقع على بُعد 20 كم من جبل “أولدوينيو لنغاي” وهو عبارة عن بركان نشط يرتفع عن السهل المحيط به، حيث تتتغذى البحيرة من نهر “إيواسو نغيرو” الجنوبي في تنزانيا، بالإضافة الى انها تتغذى من خلال الينابيع الساخنة والغنية بالمعادن التي يطلقها البركان مع القليل من السيليكا، لاسيما كربونات الصوديوم وكربونات الكالسيوم الذي يرفع بدوره الأُس الهيدروجيني لمياه البحيرة ويصل معدل الحموضة الى 10.5 تقريباً.
وتتدفق مواده من البركان وتصب حوالي 20 ينبوعاً ساخناً لتسقط الى البحيرة وتمدها بالكثير منها، وهذا ما يجعل لون البحيرة تتحول إلى لون الدماء الحمراء وتصبح المياه حارقة كالأمونيا.
فالبحيرة ضحلة جداً ولا يزيد عمقها عن 3 أمتر لكن يختلف عرضها بحسب مستوى الماء الذي يتغير ليترك مستويات التبخر العالية والخليطة من الأملاح، لهذا السبب عُرفت البحيرة بإسم “ناترون”.
ويوجد فئة من الكائنات الحية المجهرية التي تنمو في هذه البحيرة المالحة، وأثناء تكاثرها تعكس الملحاوات العضوية “Holoarchaea” على الماء اللونها أحمر، ولا يستطيع معظم الحيوانات تحمل درجة ملوحة وقلوية بحيرة “ناترون” لكن سمك البلطي يتحدى مياهها المالحة، وبعض من أسراب الطيور تخيم على سواحل البحيرة كطيور “الفلامنجو” التي تفضل العيش في بمثل هذا المكان خاصةً خلال فصل الجفاف، وتأخذ قنوات شبيهة بالخنادق موطناً لها لتختبئ من الحيوانات المفترسة.
وتدوم الأيام الممطرة في بحيرة “ناترون” من شهر آذار حتى شهر أيار حيث تتلقى حوالي 500 ملم من المطر، وعادةً ما يتجاوز التبخر تلك الكمية، حيث يصبح مستوى الماء فيها منخفضاً والمستنقعات الملحية ملونة بأوان زاهية.
يذكر أنه تم إكتشاف بقايا جثث متحجرة لبعض أنواع من الطيور والخفافيش التي جرفتها الأمواج الى الخط الساحي لبحيرة “ناترون”، والسبب هو أن ماء البحيرة يحتوي نسبة عالية جدا من الملوحة قادرة على تحويل الكائنات الحية الى حجارة.
وإليكم بالصور البحيرة ناترون الحمراء
اقرأ أيضاً: شلالات «نياجرا» المتجمدة في كندا