عن ثنائية الحسناء اللبنانية و«البطل السوري» في الدراما العربية المشتركة

الدراما
ما زال النجوم السوريون يحضرون بقوة في قائمة أبطال أعمال الدراما المشتركة في كل موسم رمضاني وحتى خارج الموسم، على الرغم من تخلي شركات الإنتاج اللبنانية عن غالبية الكوادر السورية في أعمالها وتحول هذه النوعية من المسلسلات بالتدريج إلى شبه لبنانية مع نكهة سورية متمثلة بالبطل وأحد أفراد عائلته، أو حتى بالبطل نفسه لوحده كما حدث في مسلسل "الكاتب". فهل جاءت وسامة النجوم السوريين السبب الرئيس لحضورهم في هذه الأعمال أم تفوق الأداء على معايير الجمال؟!

انتهى الموسم الرمضاني لكن صور أبطال المسلسلات العربية المشتركة ما زالت تشغل الحيز الأكبر من مواقع التواصل وكأنّ الرصيد الأكبر للفنان ذاته وليس لأثر للمسلسل وما قدمه من قصة درامية خلال الموسم الأشد منافسة، خاصة أن الفنانين السوريين تعمدوا تكرار عبارات خاصة بهم داخل المسلسل كمفردات للشخصية ما فرض استخدام هذه العبارات من قبل جمهور الفنانين مرفقة بصور مختارة لهم من المسلسلات.

اقرأ أيضاً: هل أنصفت الدراما اللبنانية كبارها؟!

وعن مدى تأثير هذه الشخصيات على أذهان المشاهدين، يبدو واضحاً تعلق الجمهور بهذه الشخصيات كون الممثل السوري سلفاً يمتلك قاعدة شعبية واسعة قبل الدخول في الدراما المشتركة، ما يعني تحول الجمهور من معجبين إلى مدافعين شرسين عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهذا ما أقنع النجوم أن كل ما يقدمونه سيحظى بإعجاب الجمهور ولو جاء ذلك على حساب نوعية الأدوار ومدى التطور فيها. فلماذا تتمسك شركات الإنتاج بالنجوم السوريين إذاً؟!

الجواب على السؤال يتطلب الإضاءة على موضوع غياب النجمات السوريات في الدراما المشتركة وتهميش حضورهن إن حدث، مقابل تصدير النجوم الرجال إلى جانب قائمة من الحسناوت اللبنانيات، ما أدى إلى تكريس هذا الشكل من الثنائيات تدافع عنه الشركات بأن هذا النمط من الثنائيات هو الضامن لتسويق الأعمال وتحقيقها الراتينغ المطلوب على الشاشات أثناء العرض!

اقرأ أيضاً: «دقيقة صمت»… تأكيد على قوة الفاسدين

فهل دخلت الدراما المشتركة في جندرة متعمدة اختصرت صورة الرجل بالملامح السورية للزوج أو الحبيب شديد البنية الحازم في القرار والمسيطر بسطوة بنيته وحضوره، واختصرت صورة المرأة بجمال الفتاة اللبنانية الرقيقة أمام ذكورة حبيبها فليس أمامها سوى الطاعة والخضوع؟!

على الدراما المشتركة إعادة حساباتها للحفاظ على وجودها أمام أعمال سورية أو لبنانية صرفة بدأت تسحب البساط من تحتها رغم أنها أقل كلفة من ناحية الإنتاج وأضعف من ناحية التسويق؟!

السابق
ماذا صنعت بلديات الضاحية للحشرات الطائرة والزاحفة مع بداية الصيف؟
التالي
الوساطة الفاشلة بين حماس والنظام السوري