الوساطة الفاشلة بين حماس والنظام السوري

حركة حماس
بناء لـ "وساطة" إيرانية؛ منذ نحو شهور عديدة؛ بقصد إعادة من انقطع بين حماس والنظام السوري، وعلى قاعدة توحيد "قوى المقاومة والممانعة"؛ أبدت حماس مؤخراً تجاوباً؛ كان موضع تذمر داخلي.

فذّكر رئيس المكتب السياسي اسماعيل هنية، بالعلاقته “الطيبة والمستمرة” مع النظام السوري، وأن “كل ما أردناه سابقاً أن ننأى بأنفسنا عن الإشكالات الداخلية، التي تجري في سوريا”، وذلك في لقاء مع وكالة “سبوتنيك” الروسية؛ نقلته صحيفة “الوطن” التابعة للنظام، لكن بشار الأسد شعر أن هامش المناورة لديه أكبر من ذلك، خصوصا أن الروس لم يكونوا متحمسين لهذا التقارب بالنظر إلى تفاهماتهم مع “إسرائيل”؛ فطلب من حماس مواقف تعبر عن اعتذار مما أسماه “طعن في الظهر” (سبق أن اتهم بشار حماس علنا بذلك، على خلفية دعمها المعارضة عسكريا في الغوطة، واتخاذ قرارها الخروج من دمشق)، الأمر الذي وجدت فيه حماس تفريطا بلا فائدة برصيدها الشعبي في البلدان العربية، سيما أنها ليست بصدد العودة إلى دمشق، و”تليين” المواقف تجاه النظام ليست غايته إرضاء بشار، بقدر ما هو مداراة لوضع صعب تعيشه، وتحتاج فيه إلى دعم إيران؛ في ظل حرب قاسية تشنها دول خليجية فاعلة عليها.

اقرأ أيضاً: الهوية الجينية اللبنانية كما يريدها باسيل!

وبما أن بشار لم ير في مواقف حماس ما يعتبر إضافة مهمة له؛ أعلنت وكالة سانا الرسمية نهاية التقارب، بعد “اكتشاف”أن الدم الإخواني هو الغالب لدى هذه الحركة؛ التي دعمت الإرهابيين في سوريا وسارت في المخطط نفسه الذي أرادته إسرائيل”، فما كان من الحركة إلا أن ردت بقسوة مماثلة؛ على لسان القيادي في الحركة، نايف الرجوب (8/6/2019)،مؤكدة أن العلاقات مع سوريا “لن تعود في ظل بشار الأسد”، وأن “أي تقارب مع النظام سيكون على حساب الشعوب الحية”، وأن “النظام الحالي لم يعد له أي وزن أو قيمة، ومن الخطأ التعويل عليه أو التقرب منه”.

كثيرون يعتبرون أن موقف بشار الأخير تجاه حماس؛ خدم الحركة وأراحها من الإحراج، ومن خسائر معنوية محتمة، وتباين داخلي هي بغنى عنه.

السابق
عن ثنائية الحسناء اللبنانية و«البطل السوري» في الدراما العربية المشتركة
التالي
تسريب فيديو للزهار يستهزىء بفلسطين: مشروعنا أكبر!