دولة الرعاية تتهاوى: أولاد «Sesobel» في خطر

ذوي الاحتياجات الخاصة

ليس مهماً ان تعلن وزارة المال أنها لم تخفض موازنات مؤسسات الرعاية الاجتماعية في مشروع الموازنة الجديد، بل الأهم ان تسدد المستحقات المتأخرة منذ أكثر من سنة، والتي باتت تهدد العمل الاجتماعي والرعائي في لبنان، خصوصاً بعدما عجزت الحكومة التي تعهدت في موازنة 2018 أن تجري مسحاً للمؤسسات والجمعيات للفصل بين الجدي وغير الجدي والوهمي منها، اذ ان عدم التمييز بين المؤسسات والجمعيات يجعلها في سلة واحدة، ولا تعطى مؤسسات الرعاية الحقيقية نصيبها المستحق، بل تبقى سواسية مع تلك شبه الوهمية أو النفعية بامتياز وأكثرها محسوب على السياسيين وزوجاتهم يستخدمونها لأغراض ومصالح سياسية، وتتساوى تلك في اولوية قبض المستحقات مع الكثير من المؤسسات التي تتبع الطوائف أو تتلطى بها، بل تسبقها في حجز مستحقاتها وقبضها. وتبقى مؤسسات أخرى أكثر علمانية وغير سياسية لا تجد لها نصيراً في الوزارات التي تتوزعها الطوائف والاحزاب.
في آذار الماضي، اطلقت مؤسسة “الكفاءات” نداء لم يجد الصدى الكافي والتجاوب اللازم ليس لإنقاذ المؤسسة من محنتها، بل لمساعدة أولاد من ذوي الحاجات الخاصة وجدوا أنفسهم فجأة في الشارع، بعدما عمدت المؤسسة الى اقفال مركز “ميريم 1” المختص بالحالات الصعبة للبالغين، فأرسل 100 ولد (من القسم الداخلي) إلى المنازل، فيما أبقي 20 (خارجي) أي الذين لا يستفيدون من المنامة.
وأمس برزت مشكلة جديدة تهدد الامن الاجتماعي، اذ دعت ادارة “سيزوبيل” المختصة برعاية الاولاد ذوي الحاجات الخاصة، الاهالي لتتدارس معهم سبل توفير الحد الادنى من الرعاية لابنائهم، قبل اقفال محتمل، ولو موقتاً، للمؤسسة في نهاية حزيران الجاري.
وأعلنت المؤسسة في رسالة الى الاهل انها ستتوقف قسراً عن تأمين الوجبة اليومية فيها، بحيث تستبدل بالسندويشات والطعام الذي يؤمنه الأهل يومياً، إضافة الى انها قررت إستثنائياً تعديل دوام استقبال الأولاد في المؤسسة.
وترعى المؤسسة حالياً نحو 1350 من ذوي الحاجات الخاصة أو ممن يعانون صعوبات تعلمية اضافة الى 288 موظفاً وموظفة.
والحال تنطبق على معظم المؤسسات الرعائية، اذ أبلغ “مجمع الرحمة لذوي الحاجات الخاصة ” في طرابلس موظفيه الـ 120 “عدم إمكان تسديد رواتبهم” ابتداء من هذا الشهر، بسبب “تأخر دفع مليار و20 مليون ليرة لبنانية تقريباً من وزارة المال لمستحقات الفصلين الثالث والرابع من موازنة الـ2018 ما يهدد استمرار توفير حاجات 350 ولداً يعانون شللاً دماغياً، توحّداً أو متعدد الاعاقة”.
ولا يبدو الوضع أفضل لدى مدير “مؤسسة الهادي” للاعاقات السمعية البصرية التابعة لمؤسسة المبرات الخيرية الشيخ إسماعيل الزين الذي أكد لـ”النهار” ان “مستحقاتنا لدى وزارة المال وصلت الى 4 مليارات ليرة، وقد لجأنا الى اجراءات تقشفية عدة لنضمن الاستمرار”.
واللافت في كل هذا، اضافة الى تغريدات وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان الذي أعلن انه سيحمل هذا الهم الى مجلس الوزراء، ان عدداً كبيراً من الوزراء والنواب تنافسوا في التغريد، متضامنين مع المؤسسات، من غير ان تكون لهم أي مبادرة فعلية، أو مساءلة نيابية للحكومة، أو ما شابه. وهو ما حصل قبل مدة مع “الكفاءات” التي اقفلت مركزها متكئة على تغريدات – مزايدات لا تقدم ولا تؤخر.

(النهار)

اقرأ أيضاً: مراسيم التجنيس وسبل الحصول على الجنسية اللبنانية

السابق
وصول 3 لبنانيين الى مطار بيروت بعد الافراج عنهم في الامارات
التالي
شهيب من جبيل: نأمل في انتهاء المحنة بموازنة تعتمد الإصلاح الهيكلي في الاقتصاد اللبناني