محمد الحجيري في كتابه «العشق السّري – المثقفون والرقص الشرقي»: الراقصات فنانات مبدعات…

الرقص الشرقي
يتناول الروائي والصحافي اللبناني محمد الحجيري، موضوع "الرقص الشرقي"، في كتابه الصادر حديثاً، عن "دار رياض الرئيس" في بيروت، في طبعة أولى 2019 تحت عنوان: "العشق السري (المثقفون والرقص الشرقي)".

ويشكل مضمون هذا الكتاب، في طريقة تناوله، إضافة نوعية، إلى الكتابات العربية القليلة التي قاربت هذا الفن العريق فالحجيري، هنا، يتحدث عن الرقص الشرقي، من زاوية نظر تقول: بأن الرقص الشرقي، هو فن إبداعي، بالدرجة الأولى، بل هو فن إبداعي راقٍ، يحتل مكانة مرموقة، تقع في مركز القلب للفنون البصرية، فالرقص الشرقي هو طقس فني، أدائيّته ليست حالة هامشية أو مبتذلة، وراقصته ليست إنسانة “سيّئة السّمعة”، مثلما جرت المحاولات الكثيرة للترويج لذلك، لأن راقصة الرقص الشرقي، هي إنسانة مبدعة على الصعيد الفني من خلال مخاطبتها “المتلقّي البصريِّ” بلغةِ الجسد الروحية” التي لا يفقه مغزاها، إلا متلقّ معرفيّ ذوّاقة لفن يملأ عينيّ الناظر “موضوعياً” إليه، متعة فريدة، ويُشيع في نفسه أجواء بهجة لا تضاهي، لذلك – وبحسب ما تمليه معطيات هذا الكتاب – على قارئه، فإن راقصة الرقص الشرقي، هي المبدعة، التي تستحق على هذا المستوى، إحاطتها بنظرات عيون ملأى بالإعجاب والإطراء والتقدير. وليس العكس.

اقرأ أيضاً: «الأربعون ظلاًّ»… فلسفة شِعر إيهاب حمادة

ومما يقوله المؤلِّف، في تقديم الكتاب: لا أدري من الذي دفعني إلى تدوين الكثير من المقالات والعجالات عن الرقص الشرقي والراقصات في العالم العربي والغرب، مع أني لم أقصد في يوم من الأيام المنتجعات السياحية لمتابعة الراقصات. ربما يكون اندفاعي للكتاب عن الرقص الشرقي، فقدان المكتبة العربية لكتب جيدة عن هذا النوع من الرقص، الذي طالما شغل جمهور الحفلات والتلفزيون والأفلام ورجال الأعمال والسياسة والأدباء والشعراء والفنانين التشكيليين والمتزمتين دون أن ننسى الدراسات الاستشراقية في هذا الإطار. ومع ذلك بقي الرقص الشرقي هامشياً في الكتابة العربية، لم يتحول إلى علامة “وطنية” او “قومية”، في المقابل اختارت بعض البلدان الرقص ليكون واجهة حضارتها. وغدت أسماء بعض الرقصات الشهيرة، هويّات بارزة وعلامات فارقة لبعض الدول، كالإشارة إلى المنتخب الأجنتيني بـ”منتخب التانغو”، في إشارة إلى الرقصة الشهيرة في الأجنتين، وتعريف المنتخب البرازيلي بـ”منتخب السامبا”، والإسباني بالفلامنغو. وتوسلت البروباغندا السوفياتية الشيوعية البائدة بعروض الباليه لتوجيه رسائل سياسية وأيديولوجية فكان لديهم البولشري الساطع والممجد والأنيق لكن الرقص الشرقي لم يصبح رمزاً قومياً لمصر أو أي من البلدان العربية والمشرقية برغم أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، كان يقصد مصر لمشاهدة الراقصة نجوى فؤاد ويعتبرها أحد أهم الأمور الجميلة التي رآها في العالم العربي “إن لم تكن الأمر الوحيد”….

اقرأ أيضاً: ريم الجندي بمعرضها الجديد: الضحيّةُ دوماً أجملُ من جلاَّدها

هكذا بقي الرقص الشرقي من الفنون الساحرة في المنتجعات الليلية ولكنه لم ينج يوماً من وضعه في خانة أعمال “الشيطان”. من خلال لغة الناس يمكن للمرء أن يعرف “معاني” الراقصة ودلالاتها.

لا يؤرخ هذا الكتاب للرقص الشرقي لكنه يدافع عنه ويبين جوانب من ظاهرته وعلاقة الشعراء والكتاب بالرقصات والرقص، سواء من خلال الحب أو الكتابة. محاولة هذا الكتاب قد تبدو صعبة وأهميتها أنها مغايرة ومسلية في آن معاً، ويرصد الكتاب سير عدد من الراقصات والنجمات (تحية كاريوكا، سامية جمال، سعاد حسني، بديعة مصابني، سهير زكي)… وعلاقتهن بالشعراء والكُتّاب والرِّوائيين والسياسيين، إلى جانب بعض المقالات عن توظيف الرقص الشرقي في رقصات عالمية وتجلت بين الجاسوسة ماتا هاري ومغنية البوب شاكيرا.

السابق
سبعينيان يتصدران 20 مرشحاً ديمقراطياً لمنافسة ترمب وتجديد الطبقة الوسطى الأميركية
التالي
ماذا يريد حزب الله من جنبلاط؟