محادثات في بعبدا مع الرئيس اليوناني عون: من حق لبنان استخراج النفط ضمن المنطقة الخالصة

اليونان

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حق لبنان في استخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، مشددا على رفض الانضمام الى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها اسرائيل، لاسيما منتدى غاز شرق المتوسط.

وأعرب الرئيس عون خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، في أعقاب المحادثات التي أجرياها ظهر اليوم في قصر بعبدا، عن ترحيبه بلقاء القمة الثلاثي بين لبنان واليونان وقبرص، الذي ستستضيفه العاصمة القبرصية نيقوسيا، لتوطيد مختلف اوجه التعاون المشترك.

كذلك توجه بالشكر الى الرئيس اليوناني “على موقف بلاده الثابت بشأن القدس، وموقفها بشأن الجولان السوري الذي يبقى ارضا محتلة”.

ولفت الرئيس اليوناني من جهته الى أن “لبنان تحمل مسؤوليات جساما نتيجة الحرب في المنطقة”، متوجها بالانتقاد الى اوروبا، قائلا: “إن بلدا كبلدكم اظهر قدرا كبيرا من عظمة النفس التي لديه تجاه البشر الذين طلبوا منه العون، لم يحصل على جواب ملائم من الاتحاد الاوروبي”.

اقرأ أيضاً: وصول الرئيس اليوناني الى عين التينة

واضاف: “أوروبا لم تكن في الواقع حاضرة بالقدر الذي كان يتوجب عليها، منذ البدء، عندما اندلعت الحرب او استمرت هنا. فلو احترمت اوروبا ثقافتها وتاريخها، وتدخلت في الوقت الذي كان يتوجب عليها ذلك، فإني لواثق ان الحرب كانت انتهت قبل الآن بكثير، واني لواثق ايضا بان النتائج كانت لتكون اقل بكثير مما شاهدناه فيما بعد”.
واعتبر الرئيس بافلوبولوس ان اليونان ولبنان، بفضل طبيعتيهما وحضارتيهما، مؤهلان وحاضران ليكونا رائدي الحوار بين الحضارات، وقال :” إن تعاوننا كما صداقتنا لا يستثنيان احدا ولا يسيران في معاكسة احد. على العكس، فإن حوارنا هو نموذج نقدمه الى الأخرين الذين بامكانهم ان يسيروا به”.

الاستقبال الرسمي
وكان الرئيس اليوناني وصل وقرينته السيدة فلاسيا بافلوبولو إلى القصر الجمهوري عند الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم، يرافقهما رئيس بعثة الشرف وزير العدل البرت سرحان، حيث كان في استقبالهما رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون. واقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمي التي بدأت بعزف النشيدين الوطنيين اليوناني واللبناني، ثم استعرض الرئيسان عون وبافلوبولوس ثلة من حرس الشرف.
بعد ذلك، صافح الرئيس اليوناني أعضاء الوفد اللبناني وهم: وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الوزير سرحان، سفيرة لبنان في اليونان السفيرة دونا الترك، مدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية ميراي عون الهاشم، المستشارون السفير شربل وهبة، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا، رولا نصار، وأسامة خشاب.

ثم صافح الرئيس عون أعضاء الوفد الرسمي اليوناني الذي ضم: وزير الخارجية جورجيوس كاتروغالوس، الأمين العام لرئاسة الجمهورية اليونانية السفير جورج ينيماتاس، سفير اليونان في لبنان فرانشيسكو فروس، مدير المكتب القانوني في رئاسة الجمهورية سوتيريوس ريزوس، مديرة مكتب الرئيس اليوناني اليونورا فلايكو، مديرة القسم الديبلوماسي في رئاسة الجمهورية والمستشارة الاولى ماريا سولومو، المستشارة الاولى في القسم الديبلوماسي في رئاسة الجمهورية صوفيا ماريا جوروكو، نائب السفير اليوناني في لبنان والمستشار الاول في السفارة كونستانتينوس شاتزيتوماس.

وتوجه بعد ذلك الرئيسان عون وبافلوبولوس إلى “صالون السفراء” حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية في حضور الوزير باسيل، والدكتور شقير، والسيدة عون الهاشم من الجانب اللبناني، والوزير كاتروغالوس والسيد ينيماتاس والسفير فروس من الجانب اليوناني.

وأعقبت المحادثات الثنائية، محادثات موسعة في حضور سائر أعضاء الوفدين الرسميين اللبناني واليوناني، ركزت على العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في المجالات كافة. وفي هذا الإطار تم التأكيد على اهمية الاجتماع المثلث الطرف بين لبنان وقبرص واليونان. وتوافق الجانبان على الدور الذي يمكن ان يلعبه كل من لبنان واليونان في اعطاء العلاقات العربية – الاوروبية زخما ايجابيا. كما تم التطرق الى الوضع الاقليمي وملف النازحين السوريين، حيث جرى التأكيد على تعزيز التعاون بين الطرفين لمواجهة هذه الأزمة.

ووجه الرئيس اليوناني دعوة الى الرئيس عون لزيارة اليونان، فوعد بتلبيتها في اقرب فرصة ممكنة.
وحيا الرئيس اليوناني “صمود الشعب اللبناني في المحن التي واجهته”، فيما قدم الرئيس عون لنظيره مذكرة عن آلية انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار”، طالبا دعم اليونان لإنشائها.

وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، عقد الرئيسان عون وبافلوبولوس مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهله الرئيس عون بكلمة جاء فيها: “انه من دواعي سروري ان استقبلكم اليوم، في مستهل الزيارة الرسمية التى تقومون بها الى لبنان والسيدة عقيلتكم. وقد كانت المحادثات التي اجريناها، في منتهى الانسجام مع علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بلدينا، منذ اطلق الاغريق على البحر المتوسط تسمية “البحيرة الفينيقية”. وفي التاريخ الحديث، توطدت العلاقات بين البلدين منذ مطلع القرن الماضي مع استقرار جالية يونانية ناشطة في لبنان، وجالية لبنانية فاعلة في اليونان.

ولقد شكلت هذه الروابط دافعا جعل من لقائنا مناسبة لعرض الإمكانات المتعددة التي تحملها العلاقات الثنائية بين بلدينا. ونحن نتطلع بترحيب الى لقاء القمة الثلاثي بين لبنان واليونان وقبرص، والذي ستستضيفه العاصمة القبرصية نيقوسيا، لتوطيد مختلف اوجه التعاون المشترك. وهو تعاون توطد مع اللقاء الوزاري الثلاثي الذي تستضيفه بيروت، ويواكبه ممثلون عن القطاع الخاص في الدول الثلاث، ما يشكل جسر تواصل دائم، خصوصا اذا ما تشاركنا الخبرات في مجال قوانين البحار والتجارة البحرية والمياه الاقليمية.
وفي شأن مرتبط، اكدت لفخامة الرئيس على حق لبنان باستخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة. وشددت على رفض الانضمام الى اي منتدى او آلية تعاون تشارك فيها اسرائيل، لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط.

وشكرت للرئيس الصديق، وقوف بلاده الدائم الى جانب لبنان، وحضورها مؤتمر “سيدر”، ومشاركتها ضمن المكون البحري لقوات “اليونيفيل”. وكررت له دعم لبنان لليونان في المحافل الاقليمية والدولية.
واغتنمتُ فرصة اللقاء لأطلع فخامته على المبادرة التي اطلقتها من على منبر الامم المتحدة بانشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” في لبنان، طالبا دعم بلاده لتحقيقها.

وعلى صعيد التطورات الإقليمية، عرضنا ملف النازحين السوريين الشائك، فأطلعت فخامة الرئيس على الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود اكثر من مليون و800 الف نازح على أراضيه، والتي تضاف الى ملف اللجوء الفلسطيني المزمن. الامر الذي يستلزم مسؤولية مشتركة تقوم على العمل السريع لإقفال هذا الملف بتسهيل عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا، منعا لامكانية تدفقهم الى اوروبا عبر بواباتها المتوسطية.

كذلك، فقد شكرت فخامة الرئيس على موقف بلاده الثابت بشأن القدس، وموقفها بشأن الجولان السوري الذي يبقى ارضا محتلة. وشددت على أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان، واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، نقض فاضح لمرتكزات الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة. وهو امر يهدد أيضا سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراض قضمتها إسرائيل، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر.

فخامة الرئيس،
أجدد ترحيبي بكم والسيدة الاولى والوفد المرافق لكم في لبنان، البلد الصديق لليونان. إن بلادكم التي تفاخر بأن عددا من فلاسفتها الكبار هم من اصل فينيقي، بذلت، مثل لبنان، تضحيات جساما نتيجة الآلام التي عرفتها، وخرجت منها اكثر تمسكا بالحياة الحرة. وهي بذلك اليوم في خير قربى لوطننا وشعبنا”.

 

السابق
من هو عمر البشير الذي حكم السودان 30 عاماً؟
التالي
الرئيس اليوناني من بعبدا: بلدانا مؤهلان ليكونا رائدي حوار