في العام 1842م إختار المجمّع الأمريكي للإرساليات بلدة “عبيه” في قضاء عاليه وأسس فيها مدرسة للصبيان وذلك بإدراة القس “وليام طمس”، وفي العام 1843م التقى المستشرق الاميركي العلامة “كورنيليوس فانديك” بالأديب اللبناني الكبير المعلّم “بطرس البستاني” وتم توسعة البناء وإنشاء المدرسة العالمية أو بما كانت تُعرف آنذاك بـ”معهد اللاهوت” في عبيه، وكان هدفها تخريج المعلمين والوعّاظ الدينين.
بدأ تعليم اللغة الإنكليزية الوطنية عام 1848م وذلك إنطلاقاً من بلدة “عبيه”، وإلى جانب “معهد اللاهوت” تم إنشاء مبنيين لإقامة المعلمين المرسلين من أميركا، ومبنى الكنيسة الإنجيلية وذلك عام 1846م، ويعتبر هذا المبنى من التراث الإنجيلي، ما جعل من “عبيه” البلدة الرئيسية التي تركّزت فيها المدارس والكنائس الإنجيلية.
وفي “عبيه” ظل الثنائي “فانديك وبطرس” يعملان على تأسيس “الجمعية العلمية السورية في بيروت” إبتداءاً من عام 1846م حتى عام 1866م من اجل نقل المدارس والمقرّ من عبيه الى بيروت، وذلك على الرغم من النشاط العلمي والثقافي الزاخر الذي عمّ في عبيه، والذي جعل من الثنائي اللبناني والاميركي نجمان ساطعان في دنيا المعرفة ليس في لبنان فقط، وانما في العالم العربي أجمع، وذلك قبل أن ينتقل المقرّ الى بيروت عام 1866م وتصبح الآن كما تُعرف باسم الجامعة الأمريكية في بيروت “AUB”، التي خرّجت من كلياتها منذ ذلك الحين، عشرات الألوف من اللبنانيين والعرب في جميع الاختصاصات.
واليوم ما زالت أطلال المبنى المهجور للجامعة الاميركية في منطقة عبيه، شاهدة على تاريخ لا يمحى، سطّر عزم واصرار رسل الانسانية الأوائل من الاميركيين واللبنانيين، على نقل العلم والمعرفة الى بلادنا، متحدّين كل الصعاب في سبيل تحقيق هذه الرسالة السامية.
وإليكم بالصور المقر الأول للجامعة الأمريكية في بيروت
اقرأ أيضاً: تعرّفوا على المدن الـ20 الأكثر تلوثاً في لبنان