الدواء والمعدات الطبية الأمريكية في مؤسسات حزب الله الصحية

الادوية
ما الذي عدا وما الذي بدا مما نرى من الشعارات العلنية والإعلامية لدى جماعة حزب الله في لبنان ضد أمريكا وكل ما هو أمريكي ومنها نعت أمريكا بالشيطان الأكبر وتكرار شعار: "الموت لأمريكا" في الاحتفالات والاجتماعات الدينية وغير الدينية، وفي مقلب آخر نرى وسط جمهور هذا الحزب دعماً واضحاً لكل ما هو أمريكي من صناعات وزراعات لا سيما - من باب المثال - في مجال الطب من أدوية ومعدات طبية؟

فأنت – من باب المثال لا الحصر – تدخل إلى المراكز الاستشفائية من مستوصفات وصيدليات ومستشفيات ومراكز العلاج الفيزيائي التابعة لهذا الحزب فتجد الدواء الأمريكي معززاً مكرماً وتجد المعدات الطبية الأمريكية في المقدمة!

فما حقيقة الشعارات الفارغة ضد أمريكا التي يطلقها قادة ومسؤولو هذا الحزب؟ وهل هي مواجهة فعلية أم استعراضية؟ وهل هم محاربون عقائديون، أم انتهازيون حاضرون للانقلاب عند أقرب منعطف بعد إغراق الضعفاء والبسطاء والجهلاء بهذه الشعارات الجوفاء؟

ونحن نعلم أن جميع قادة وكوادر وعناصر هذا الحزب يعززون التداول بالدولار الأمريكي في كل معاملاتهم التجارية واتفاقاتهم المالية وتحركاتهم الاقتصادية!

اقرأ أيضاً: حزب الله يحتكر الخدمات الرسمية والخاصة لمحازبيه

وأين الجدية في المواجهة مع المنتوجات والصناعات الأمريكية ونرى السيارات والآليات الأمريكية وغيرها من المنتوجات والصناعات الأمريكية نرى كل هذه يُرجَّح استهلاكها بكثرة من القاعدة والقيادة في دائرة هذا الحزب؟

فأين ثقافة المقاطعة والمقاومة والممانعة الاقتصادية في المواجهة على كل الصعد والتي تعتبر الناحية الاقتصادية أهمها وفي مقدمتها؟

قد يكون الجواب أن يقال: كفى مخادعة وعدم انسجام مع الذات بين الشعارات المعلنة والممارسات العملية على أرض الواقع.

اقرأ أيضاً: أمين المقاومة والشيطان الأكبر

وقد يكون الجواب : ليتوقف الجميع عن إغراق البسطاء والضعفاء والجهلاء في وهم الصراع والمواجهة الفعلية المباشرة مع أمريكا والاقتصاد الأمريكي ومع كل ما هو أمريكي. وقد يقال : لنكن موضوعيين وسياسيين في المواجهة كما كان يقترح المرجع الراحل السيد محمد كاظم شريعتمداري أستاذ المغيب السيد موسى الصدر، فهناك ما يقرب من ألف ومئتي شركة اقتصادية هي الأقوى في العالم منها سبع مئة شركة أمريكية.

كفى كذباً ومغالطة وتناقضاً بين القول والعمل يا جماعة الخير، فابحثوا عن سبل للارتقاء بالأمة بدلاً من استنفاد طاقاتها في معارك خاسرة وصراعات غير مثمرة، أو انسجموا مع ما تقولون وما تفعلون حتى لا تكونوا من الذين يقولون ما لا يفعلون “كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”.

السابق
التعازي بوالدة السيد هاني فحص
التالي
سفير لبنان لدى واشنطن: لا عقوبات اميركية على الرئيس بري و«أمل»