عندما وفد عليها الأوربيون في القرن التاسع عشر؛ وجدوا قبائل الماوري، فنشروا المسيحية فيهم حتى صارت الديانة السائدة. وعليه؛ فإن الأوروبيين ليسوا سكان نيوزيلندا الأصليين، ولا المسيحية هي ديانتها الأصلية، وبالتأكيد لها علاقة بالعثمانيين المسلمين، ولا بالحروب التي دوّن الإرهابي أسماءها على سلاحه، وكلها جرت قبل اكتشاف نيوزيلندا أصلاً، أضف إلى أن ثلث سكان نيوزيلندا لا ينتمون لدين أصلاً، فيما لا يتجاوز المسلمون 1%.
هذا يعني أن مهاجم المسجدين وزملاءه شربوا من معين متطرف في أروبا؛ وحقد متنامٍ على الإسلام، يسمونه تارة بـ”اليمين المتطرف” وتارة “إسلاموفوبيا”، وهو ليس إلا داعشية مسيحية؛ لم يجرّمها العالم، كما فعل مع المتطرفين المنتسبين للإسلام، ولم يطالب بالتحري عن إيديولوجياتها ومناهجها كما فعل مع المسلمين.
اقرأ أيضاً: «فيينا» و«بلاط الشهداء»: التاريخ يحضر في مجزرة نيوزلندا
رغم الإدانة الواسعة للهجوم غير المسبوق على مصلين لم يعتدوا على أحد؛ لكن الاستنكار يبقى أقل بكثير من التظاهرة التي جمعت رؤساء العالم للتضامن مع 11 قتيلا في فرنسا يعملون في صحيفة استهزأت بالإسلام عام 2015؛ ما يعني أن اختلال المعايير قائم، وأن “المسيحية” لم تجد نفسها مطالبة بأكثر من التبرؤ من المهاجم، بينما يشعر المسلمون عند كل هجوم إرهابي أنهم مدانون، ومطالبون بإعلان جديد حول سماحة دينهم.
يزيد الطين بلة؛ أن “رؤساء” و”جماعات” و”وسائل إعلام”؛ ينتسبون للإسلام حرضوا وما يزالون على المساجد، فشجعوا المجرمين على المسلمين.. ويا للأسف.