«مجزرة نيوزلندا»: منفذ الهجوم خطط منذ عامين..عبارات على أسلحته تعيدنا الى الحقبة العثمانية

بمشهد غير مألوف، يُشعر متابعه بأنه داخل لعبة pubg الشهيرة، نفّذ الإرهابي الأسترالي واليميني المتطرف "برينتون تارانت" (28 سنة) جريمته التي أودت بحياة 49 مُصلّ بالإضافة لجرح 20 آخرين في مسجدين في مدينة كرايست شيرش في نيوزيلندا.

دخل تارانت إلى المسجد يحمل سلاحا رشاشا، وأخذ يطلق النار من البوابة الخارجية حتى دخل المسجد،  من دون أي مقاومة. وبعد ثلاث دقائق متواصلة من إطلاق النار على المصلين داخل المسجد وإصابة جميع المصلين المسلمين، خرج المسلح لإعادة تلقيم رشاشه بالذخيرة التي كانت في سيارته خارج المسجد، قبل أن يعود للمسجد ثانية ويواصل إطلاق النار.

وأنهى شرطي نيوزيلندي رحلة الهروب لأحد منفذي الجريمة، حيث أظهر مقطع الفيديو قيام رجلي شرطة بمحاصرة أحد المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم، بعد أن صدما سيارته وجعلها تعلق بين سيارتهما والرصيف.

وقام الشرطي بإخراج 3 أو 4 أسلحة من السيارة أولا قبل أن يقوم بسحب المشتبه به خارجها ووضعه على الأرض.

اقرأ ايضا: من هو منفّذ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا؟

واضافة الى ذلك، اعتقلت السلطات النيوزلندية رجلين آخرين وامرأة، وفككت عبوات ناسفة، كانت محضرة للقيام بسلسلة هجمات مخطط لها.

“أحلك الأيام في بلادنا”

من جهة أخرى، وصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، إطلاق النار بأنه هجوم مخطط له جيدًا، وقالت “كان هذا أحد “أحلك الأيام في بلادنا”.

وأضافت في مؤتمر صحفي: “من الواضح لدينا الان أنه يمكن وصف ذلك بأنه هجوم إرهابي”.

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي “سكوت موريسون” منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من”اليمين المتطرف”.

وأفادت معلومات صادرة عن ممثلي سفارات عربية، عن أن الهجوم الذي أسفر عن استشهاد 49 شخصاً واصابة آخرين، نتج عنه استشهاد مواطن فلسطيني، ومواطنين أردنيين، واصابة مواطن سعودي، وآخرين من التابعية الفلسطينية والأردنية.

شهود عيان يروون لحظات الموت والرعب

روى شهود عيان تفاصيل ومشاهد مرعبة للهجوم الإرهابي على مسجدين، والذي يعد الأكثر دموية في تاريخ نيوزلنده.

ووصف أحد الناجين من إطلاق النار في مسجد النور كيف ركض من أجل إنقاذ حياته أثناء إطلاق الرصاص، إذ قال نور حمزة (54 عاما): “عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد”. مشيرا إلى أن الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، ورأى حمزة الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد.

أما موهان إبراهيم، وهو واحد من حوالي 40 شخص كانوا يصلون داخل مسجد النور، تحدث قائلا: “عندما بدأ إطلاق النار كنت في الغرفة المجاورة ، وفجأة وجدت الناس يركضون من أجل حياتهم”. وأشار إلى أن أصدقاءه، الذين كانوا في المسجد الآخر في لينوود اتصلوا به قائلين إن إطلاق النار وقع هناك في نفس الوقت.

وروى أيضا أحد سكان كرايس تشيرش أن سمع إطلاق نحو 40 رصاصة، وهرع مع 3 من زملاءه لمساعدة أحد الفارين من المذبحة إلى منزله لمساعدته بعد إصابته بطلق ناري في ساقه، وقال: “اتصلنا بالاسعاف والشرطة وضغطت على الجرح”.

رسالة من الإرهابي قبيل الهجوم

نشر منفذ الهجوم الإرهابي تارانت بياناً من 73 صفحة على الإنترنت، وصف نفسه فيه بـ”مجرد رجل أبيض عادي”.

وذكر القاتل أنَّه يبلغ من العمر 28 عاماً، ووُلد في أسرة “من الطبقة العاملة ذات دخلٍ منخفض”، وأنَّه “قرر أن يتخذ موقفاً ليضمن مستقبلاً لقومه”.

وقال إنَّه نفذ الهجوم كي “يقلل مباشرة معدلات الهجرة إلى الأراضي الأوروبية”. وقد وصف تارانت الأسباب التي دفعته لتنفيذ الهجوم المروع بأنَّها طريقة كي يُظهر “للغزاة أن بلادنا لن تكون بلادهم أبداً، وأن أوطاننا ملكنا، وأنَّه مادام هناك رجل أبيض لا يزال حياً، فلن يحتلوا أرضنا أبداً ولن يقيموا مكان شعوبنا”.

يخطط للهجوم منذ عامين

كشف تارانت عن أنَّه كان يخطط للهجوم منذ عامين، مشيراً إلى أنَّه قرر تنفيذه في مدينة كرايست تشيرش منذ ثلاث أشهر.

وقال أيضاً إنه ثأر من أجل إبا أكرلوند، الطفلة التي كانت تبلغ من العمر 11 عاماً عندما قُتلت في هجومٍ إرهابي وقع في ستوكهولم عام 2017.

ووصف تارانت أيضاً في البيان هجوم ستوكهولم بأنَّه «الحدث الأول» الذي ألهمه لتنفيذ الهجوم، ولا سيما مقتل الفتاة.

واستخدم رشاشاً مكتوباً عليه «فيينا 1683» وهي المعركة الحاسمة التي هزمت فيها أوروبا الدولة العثمانية.

اقرا ايضا: مذبحة في نيوزيلندا: مقتل 40 وإصابة أكثر من 20 في هجوم على مسجدين

وظهرت على سلاحه عبارات وإشارات لم يُفهم معناها، بالإضافة لأسماء تعود لإرهابيين اثنين هما ألكسندر بيسونت، أحد أسوأ مرتكبي حوادث القتل الجماعي في كندا، وهو منفذ جريمة اطلاق النار على المصلين في مسجد المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك الكندية سنة 2017، ما أسقط 6 قتلى وجرح 19 آخرين جميعهم من الرجال.

ولوكا ترايني الذي قام بجولة في شوارع مدينة ماتشيراتا الإيطالية في شباط سنة 2018، حاملاً مسدساً في سيارته، إذ أخذ يبحث عن المهاجرين ويطلق النار عليهم، على مدار ساعتين وأسفر الحادث عن إصابة 6 من المهاجرين الأفارقة.

وأشار في رسالته أن رحلة إلى فرنسا عام 2017 ألهمته لتنفيذ الهجوم، وهو لا يشعر بالندم ولن يقر بالذنب، وكان قد وعد بتنفيذ الهجوم وبثه مباشرة على فايسبوك، ونشر صور الأسلحة قبل أيام من الحادث.

وذكّر في رسالته بغزو العثمانيين لأوروبا، و ذكر اسم المسجد الذي يخطط للهجوم عليه، حيث أوضح القاتل أنَّ الهدف الأصلي كان المسجد الكائن في مدينة دنيدن النيوزلندية، لكنَّه غير رأيه بعد زيارة مساجد في كرايست تشيرش ولينوود.

السابق
حركة التوحيد استنكرت جريمة نيوزيلندا:العنصرية المقيتة مسؤولة عما حصل
التالي
” المستقبل” يرد على باسيل : رمى البيان الوزاري ويهرول للتطبيع مع الأسد.