حلقة نقاش… بدون نقاش

السلم الاهلي
غصت قاعة الملتقى في جمعية التنمية للانسان والبيئة في صيدا بالجمهور الذي لبى الدعوة للمشاركة في لقاء لنقاش كراس "في بناء السلم الاهلي "الذي اعده حمزة عبود. وذلك مساء الجمعة 15 شباط 2019. الا ان فرصة النقاش لم تتح للجمهور المشارك.

بداية، عرضت الدكتورة منى فياض وجهة نظرها في اللحظة اللبنانية الراهنة واشارت الى المخاطر التي تواجه السلم الاهلي الذي يحتاج الى قيم جديدة وعلاقات بين الافراد، ويستوجب نظاما سياسيا واجتماعيا مختلفا. ووجهت اصابع الاتهام الى العوامل الخارجية التي تمنع تطبيق الطائف، في حين ان الصيغة اللبنانية تطبق في البلدان المحيطة ويمنع تطبيقها في لبنان حسب رأي فياض. ووصفت فياض لحظة الانقسام الحالية بانها الاسوء في تاريخ لبنان الذي لم يشهد لها مثيلا. واضافت الى ان البلد يخضع للسلاح غير الشرعي وفي خدمة طموح ايران للوصول الى البحر الابيض المتوسط، وفي غياب الاحزاب التقدمية والنقابات المهنية، كما اشارت فياض الى محاولة سلخ الشيعة عن الثقافة اللبنانية والحاق الطائفة بالثقافة الفارسية.

بعدها تحدث الدكتور محمد علي مقلد الذي عرض وجهة نظره حول الحرب اللبنانية اسبابها واهدافها واكد على ضرورة التغيير بدون اللجوء الى الوسائل العنفية وضرورة انتقال البلد الى حالة لا حرب فيه. ثم عرض للعلاقة مابين العامل الداخلي والعامل الخارجي المفجر للحرب الاهلية ورأى ان الحل بقيام الدولة، دولة القانون والمؤسسات ويبدأ ذلك بتحصين القضاء وتحسين التعليم وسن قانون جديد للانتخابات النيابية.

اقرأ أيضاً: هل بدأت مرحلة اعتراف حزب الله بأخطائه؟!

وختم اللقاء بمداخلة من حمزة عبود الذي اشار الى ان الكراس قد اعد لاعادة الاعتبار لمضمون بعض المفردات التي افرغت من معانيها، ثم تطرق الى بعض المفردات السائدة التي لا اساس سياسي لها مثل الثلث الضامن، الديموقراطية التوافقية، الرئيس القوي…..

بعد ذلك أُعلن عن انتهاء اللقاء من دون فتح باب الاسئلة او النقاش. فكان الكراس الذي من المفترض نقاش مضمونه خارج المكان والزمان. المتحدثان لم يناقشا الكراس، عرضا وجهة نظرهما في الوضع اللبناني وتجربة الحرب الاهلية وهي وجهات نظر مهمة وتستحق النقاش لكن خارج الموضوع المقترح واعتقد انه كان من الاجدى ان تكون الحلقة لنقاش وجهات نظرهما.

اما حول الكراس نفسه، هو كراس مهم لانه يقدم معلومات معرفية للمهتمين بالاطلاع على بعض المفاهيم والمصطلحات مثل :مظاهر العنف ،السلم الاهلي، حقوق الانسان، المواطنة، مقاومة اشكال التمييز، ممارسة الديموقراطية، استقلالية القضاء، الحوار والمجتمع المدني.

لكن هذه المعلومات المعرفية والتي هي بحاجة الى نقاش معمق لربطها بالواقع اللبناني الفعلي لم يتح امام الجمهور فرصة نقاشها. كما ان مفهوم الدولة المدنية مثلا” الذي استخدمه عبود كما يستخدمه العديد من الكتاب والباحثين بحاجة الى نقاش مستفيض ولهذا فرصة اخرى.

السابق
في ذكرى تحرير صيدا… سيبقى الحلم
التالي
ياسر العظمة من دمشق هذه المرة!