قمة بيروت دون رؤساء: هذا ما يريده معسكر حزب الله

قمة بيروت تشهد أسوء تمثيل عربي في تاريخ القمم.. ضو لجنوبية: على عون الإعتذار من العرب!

تنطلق غداً أعمال القمة التنموية الإقتصادية العربية في دورتها الرابعة في مجمع السي سايد في بيروت، وتعاني هذه القمة التي تحمل شعار “الإنسان العربي محور التنمية” من صعوبة في الوصول الى النتائج التي كانت مرجوة منها، بفعل انسحاب الرؤساء والملوك منها، واقتصار الوفود على ممثلين عنهم.

بعدما كان “إعمار سوريا” البند الأكثر تداولاً في الأرجاء اللبنانية، أشار الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي الى أن هذا الموضوع غير مطروح على جدول الأعمال، وقال: “جدول اعمال القمة التنموية الاقتصادية يشمل اكثر من 27 بندا منها ادارة النفايات الصلبة والسوق العربية المشتركة للكهرباء ودراسة عربية لمجال الاقتصاد الرقمي ومنها ما يخص المرأة والطفل والفقر .”

وأكد على أن حضور القادة يزيد القمة أهمية، إلا أن عدم وجود عدد كبير من القادة لا يأخذ من اهمية الموضوعات، مبدياً عدم رغبته بالإفصاح عن تغيب البعض عن القمة.

اقرأ أيضاً: عندما تحضر الميليشيات وتغيب الدولة

فما هي أسباب ضعف التمثيل ومن عرقل القمة؟

وفي قراءة لتطورات موضوع القمة، قال الصحفي والمحلل السياسي نوفل ضو، في حديث لجنوبية، أنه على المدى البعيد ليس هناك من مستفيد من إضعاف القمة المقامة في بيروت، فهناك من يعتقد نفسه مستفيد، لكن التطورات المقبلة ستثبت أن لا حزب الله ولا حركة أمل ولا حلفاء سوريا ولا أصحاب المشروع الإيراني في لبنان سيكونوا مستفيدين، وذلك لأن أي ضرب لموقع لبنان العربي سينعكس سلباً على جميع اللبنانيين.

نوفل ضو

وأكد ضو على ما يكرره دائماً بأن حزب الله وأمل وحلفائهم والطائفة الشيعية بشكل عام إن لم يكونوا متواجدين ضمن بيئة لبنانية تحتضنهم، فعلى المدى البعيد هم الخاسرين، ولو كان السلاح حالياً يحميهم ويحمي موقعهم ودورهم في لبنان.

وأضاف: “وأيضاً إن لم يكن الشعب اللبناني محتضن عربياً، فلا الطائفة الشيعية ولا غيرها سيستطيعون الصمود، خصوصاً في هذه الظروف الإقليمية والدولية الصعبة، فبدل من أن نعمل على الفصل بيننا وبين العقوبات التي تفرض اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً على إيران، نذهب باتجاه استدراج هذه العقوبات الينا”.

وفي العودة الى حجم التمثيل العربي في القمة، يعتبر ضو أن هذا الأمر هو شكل من أشكال العقوبات على لبنان، وهو يشكل رسالة عربية صريحة للبنان، وقال: “اذا راجعنا تاريخ القمم العربية، فهناك رقم قياسي سلبي في شكل الحضور، بحيث لم يسبق لأي قمة عربية بتاريخ القمم منذ نشوء الجامعة العربية ليومنا هذا أن حضر الى قمة رئيسي دولة فقط”.

وأضاف: “ومن المؤسف أكثر، وهو أمر نادراً ما يحدث، أن يتمثل الرؤساء بإداريين وليس بسياسيين ولا حتى بديبلوماسيين، فجميعنا يعلم بأن التمثيل يتدرج من رئيس دولة الى رئيس وزراء أو وزراء، واذا كان التمثيل أقل فيتم تكليف سفراء، أما أن تصل الأمور لتكليف إداريين فهنا علينا جميعاً بلبنان أن نستخلص العبر من ذلك”.

كيف يمكن للبنان تدارك الأمر؟

اعتبر ضو أن هناك حل واحد للبنان لتدارك هذا الموضوع، وهو أن يتولى رئيس الجمهورية بشكل مباشر وصريع إعلان موقف واضح وصريحبأن لبنان جزء من العالم العربي وجزء من الشرعية الدولية، وأن يتخلى عن خطابه السابق سواء من ناحية الوقوف الى جانب النظام السوري بشكل منفرد، وتشكيل لبنان لرأس حربة بمواجهة العالم العربي الذي لم يتخذ قرار بموضوع سوريا وعودتها الى الجامعة العربية. أو من ناحية الإلتزام المطلوب عربياً بكل مواقف الجامعة العربية بعيداً عن منطق النأي بالنفس، فعندما يكون هناك صراع بين الدول العربية وبين ايران واسرائيل وغيرها، لا يجب أن نتخطى دستورنا، وعلينا الإلتزام بتعهداتنا التي تنص على أننا جزء من الشرعية العربية.

وعن الخطوة التالية، قال ضو: على رئيس الجمهورية أن يقوم بزيارات اعتذار الى الدول العربية، تكرس الموقف الذي يجب اعلانه، كي يعيد لبنان الى قلب العالم العربي.

ورداً على سؤال عن مدى امكانية حدوث هذا الأمر، قال: بكل أسف نحن نفتقد الى رجال الدولة في لبنان، ونفتقد الى المواقف الجريئة السياسية والأدبية بهذا الموضوع، فالسياسة المعتمدة حالياً من قبل من يمسك بقرار لبنان هي سياسة مصالح لا تقوم على مصلحة الدولة العليا، وإنما تقوم على مصالح شخصية وفئوية صغيرة لها علاقة بمناصب رئاسية ووزارية وغيرها، أصبحت شكلية فقط وفارغة من مضمونها، وذلك لأن القرار الفعلي ليس بيدهم، وانما بيد السيد حسن نصرالله بكل أسف.

اقرأ أيضاً: باسيل لأبو الغيط: أعيدوا سوريا فوراً!

ما هي النتائج المتوقعة من القمة؟

في هذا الشأن، أوضح ضو وخلافاً لما يشاع عن أن النتائج لا ترتبط بالحضور، أن نوعية الحضور تعكس مدى الإهتمام، وبالتالي بات من الواضح أن كل هذه “الفزلكة” التي ورطنا بها من قبل أصحاب القرار في لبنان بأن ما يعمل عليه هو بهدف اشراك لبنان بإعمار سورية، باتت خلفنا لأن الأمانة العامة للقمة أوضحت بأن هذا الموضوع غير مطروح.

وأضاف: “قيل لنا أن التسوية التي حصلت هدفها حفظ استقرار لبنان على المدى السياسي والإقتصادي والأمني، في حين أننا اليوم نرى أنفسنا في أسوء أنواع التدهور وانعدام التوازن السياسي والكوارث الإقتصادية”.

وختم: “الأسوء من ذلك أن هذه التسوية الرئاسية التي أتت بالجنرال ميشال عون رئيساً، والتي هدفت لإعادة لبنان الى الحضن العربي، ها هي تنتج كما نرى شطب لبنان عن الأجندة العربية والدولية، ووضعته في مواجهة المجتمع العربي والدولي”.

السابق
تحدي العشر سنوات: ما زال في الصدارة
التالي
14 أذار صوابية الخيار وخلل المسار