أربعة أوهام طائفية تسوق لبنان للعنترة المشبوهة والفشل

الطائفية

اكد الباحث زياد الصائغ أن الأزمة الحكومية اليوم “أبعد بكثير من ثلث ضامنٍ / معطِّل، أو توزّع حقائب، أو تنافس غير مشروع على الخدماتي والسياديّ”. بل اعتبر انها في “الإدارة العوراء القائمةٌ في سماح صنّاع القرار لأنفسهم باستباحة الدستور، أو تعليقه، أو تطويعه، أو اغتياله”.
وفي مقالة كتبها تحت عنوان “اتفاق الطائف مغتالاً باوهام أربعة” اتهم البعض في السلطة بالعمل على “فرض أعراف وممارسات تحتكم الى ميزان قوى” وليس ميزان الدستور والقانون.
واعتبر أن أربعة أوهام يسوقها طائفيون لا علاقة لهم بطوائفهم، بقدر ما لهم من انحياز لمصالحهم الضيقة، طائفيون لا علاقة لهم لهم بالميثاقيّة بقدر ما لهم انسياق للعنترة المشبوهة تحصيناً لمكتسباتهم الآنية. ولا علاقة لهم بفكرة لبنان الحوار والعيش معاً بقدر ما لهم تمترُسٌ في لاوعي العودة الى ما قبل تسوياتٍ تاريخية بدأت بالعام 1943 ومرّت باتّفاق الطائف، لتحاول الاستقامة الواقعيّة في تلاقٍ بين التحرير (2000) والتحرّر (2005).

اقرأ أيضاً: صورة الجيش والشعب كما يركّبها حزب الله

الأوهام الأربعة التي يرى الصائغ انها بحاجة الى تفكيك هي:

1- وهمٌ مسيحي: “القوّة المستعادة”
نوّابٌ أقوياء، وزراءٌ أقوياء، تعطيلٌ لموقع الرئاسة الأولى حتى الاقتناع بـ”الرئيس القوي”. اتفاق الطائف مُجحِف. نُهادنه حتى القدرة على الانقلاب. هذا هو لسان حال كثيرٍ من المسيحين. للأسف لم يقرأوا اتفاق الطائف من باب ميثاقيته بل من نافذة أنه غَبَنَهم صلاحيّات. تناسى هؤلاء معطوبيّة الحُكم الذي مارسوه. “القوة المستعادة” وهمٌ مسيحي يُقتضى معالجته.
2 – وهمٌ سنّي: “حذارِ صلاحيّاتنا”
أناط اتفاق الطائف الحُكمَ بمجلس الوزراء مجتمعاً. كان همُّ مؤسّسي الجمهورية الثانية أن تقوم دولة فيها دستور ومؤسسات. الحقوق فيها للأفراد. الضمانات للجماعات. أتى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأوقف العدّ الديموغرافي. في عزّ حقبة الاحتلال – الوصاية لم يتحدّث عن صلاحيّات. كان يعنيه قيام الدولة. قد يكون أخطأ في بعض الأداء أو كثيره لكنه لم يضيّع البوصلة الكيانيّة. “حذار صلاحياتنا” وهمٌ سنيّ يُقتضى معالجته.
3- وهمٌ درزي: “لِنَحمِ جماعتنا”
يمكن أن نفهم الهاجس الوجودي لدى الدروز، لكن أن يقبلوا صمتاً تجاه القضم الكامل للدولة انطلاقاً من براغماتية “هذا أكبر منا”، فذاك تخلٍ عن دورٍ تاريخي مارسوه من أجل قيام لبنان. “لِنَحمِ جماعتنا” وهمٌ درزي يُقتضى معالجته. التسوية ثوابت في الحكمة أكثر منه انعطافاتٍ مع الرياح أيّاً كانت اتجاهاتها الأقوى.
4- وهمٌ شيعي: “إنه زمننا”
انتفاخ القوة انتحار. لم تكن هذه فلسفة علماء جبل عامل. ليس هذا ما قال به الإمام المغيّب موسى الصدر. مشتاقون بتنا لنستعيد وصايا الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين. “إنه زمننا” وهمٌ شيعي ما فوق الدولة، بل ما فوق الأمة، يُقتضى معالجته رأفةً بفِقه المواطنة والدولة المدنية.

يختم الصائغ مقالته بالقول “مُنهِكٌ سيكون السعي لتفكيك هذه الأوهام الأربعة. الى حين نجاح المحاولة هذه أو فشلها كم سيتناثر لبنان، كم سيسقط لبنانيّون…!

السابق
لا دور لإيران في منظومة تقاسم النفوذ الأميركي الروسي التركي
التالي
«فساد» موظف متعاقد