حزب الله داخل السلطة أم خارجها؟!

المُظاهرة الحقيقيّة والمطلب الوحيد يجب أن يكون بناء الدولة وقيام المؤوسسات، وهذه المطالب لا يُمكن أن تخرُج من أبناء فكر الدويلة. ماذا يعني أن يخرج علينا اعلاميي حزب الله خلال مُظاهرة الشيوعيين ومن ثم يدعون للتظاهر بوجه الدولة والفساد والحالة المعيشيّة؟ الم يُعلن السيّد حسن نصرالله أن الصوت الإنتخابيّ هو المُقاومة وهو الخلاص وحرّمهم من إنتخاب ايّ لائحة ثانية لأنّها تؤذي المُقاومة ولن تُحارب الفساد؟

اقرأ أيضاً: شيوعيون مع حزب الله

حسناً انتصر حزب الله انتخابيّاً على لسان الأمين العام وها هو اليوم بعد نصف عام من الإنتخابات والنصر والفوز وتجديد العمل في السُلطة، اعلام حزب الله يُحرّك شعبيّته ضد الفساد والفُقر وكأنّ حزب الله يُشارك الحكم في دولة أُخرى، لا في الدولة اللبنانيّة، وفعلاً بدأ التحرّك انطلاقاً من مواقع التواصل الإجتماعي وأقتنع الشعب بحقّه في الوقوف بوجه الدولة ولكن نسي تماماً وجود حزب الله في هذه الدولة. لنفترض أن ابناء بعلبك الهرمل يُريدون الإعتصام اليوم، في وجه من يعتصمون؟ بوجه الدولة طبعاً!

هل يستطيعون الفصل بين نوّاب بعلبك الهرمل، نوّاب حزب الله الحاكمين منذ عام ١٩٩٢، والدولة؟ المسألة هُنا كيف يستطيع حزب الله الخروج من الدولة وهو بداخلها وهو جزء اساسيّ منها؟ فطالما هو يعمل على اخراج مفهوم الدولة من ادمغة المُناصرين يستطيع حزب الله اليوم المُشاركة بالحكم والإنتفاضة بوجه الحُكم.

السابق
القاضي محمد مكاوي محافظ جبل لبنان الاسم المطروح لوزارة الداخلية
التالي
موقف نتنياهو وتحول روسي وحلحلة حكومية تستبق «أنفاق حزب الله» في مجلس الأمن