كتاب «مخيم عين الحلوة».. لـ محمد دهشة

بهية الحريري

وأنت تتصفح كتاب الزميل محمد دهشة عن «مخيم عين الحلوة» لا بد وأن تكتشف ذلك السر الذي يربط الكاتب بالمخيم نفسه كموطن مؤقت له – كما يسميه في الكتاب – وبالقضية التي يرمز اليها. قيض لي بحكم الزمالة والصداقة التي تجمعنا منذ أكثر من ربع قرن، أن أكتشف باكراً في الزميل دهشة سر تعلقه بفلسطين التي ولد ونشأ وترعرع بعيداً عنها، حاله في ذلك حال كل أحفاد جيل النكبة من اللاجئين، وهو أن فلسطين بالنسبة اليه ليست حكاية يسمعها من أبويه أو جديه، وإنما وصية الأجداد للآباء للأبناء والأحفاد بأن لا يتخلوا عنها. هي الإسم الذي يحمله فرعاً لأصل، وهي البلدة التي ينتسب إليها اسماً وعنوان إقامة لحين عودة. وهي ذلك الحب الذي يبقيه متعلقاً بكل ما هو فلسطيني، وهي أيضاً ذلك التوق للحياة الأفضل الذي يتولد من رحم المعاناة والحرمان من أبسط الحقوق ليشكل حافزاً أقوى لبناء أسرة ومستقبل أفضل لأولاده.

اقرأ أيضاً: كتاب: «التّوحُّد الكونيُّ في القرن الهجريّ الأوّل (دراسة)» لـ محمد عقل

استطاع الزميل دهشة في كتابه وضع سيرة ذاتية لمخيم استحق أن يسمى «عاصمة اللجوء الفلسطيني في لبنان». يقع الكتاب في 280 صفحة من القطع الوسط، ويتضمن 220 صورة ملونة، تنفيذ «المطبعة العصرية» في صيدا، وهو يؤرخ لأبرز التحولات السياسية والأحداث الأمنية والاغتيالات، والجهود الفلسطينية لتطويق ذيول أي أحداث أمنية عاشها المخيم أو كانت لها انعكاسات مباشرة عليه، على مدى أكثر من ربع قرن من الزمن بدءاً من العام 1991 بعد توقيع اتفاق الطائف وصولاً إلى العام 2017.

يقول الزميل دهشة إن الكتاب يؤرخ لمراحل النضال والتحولات التي جعلت المخيم يتأرجح بين معادلتي الأمن الهش والأمن المفقود دون الانفجار الكبير. وأن هذا الكتاب يحمل رسالة تهدف للحفاظ عليه عنواناً للقضية الفلسطينية ولحق العودة، وصولاً إلى منع تدميره، مثلما جرى في مخيم نهر البارد في شمال لبنان ومخيم اليرموك في سورية.

ويتضمن الكتاب جانباً من تجربة الزميل دهشة على المستوى الفلسطيني منذ بداية عمله بالصحافة في العام 1990. وتمهيداً لحفل توقيعه للكتاب برعاية سفارة دولة فلسطين وبدعوة من إعلاميي صيدا ومنتدى الإعلاميين الفلسطينيين اليوم الثلاثاء في بلدية صيدا، قام الزميل دهشة بجولة على فاعليات صيدا مقدماً لهم نسخاً عن الكتاب وموجهاً الدعوة إليهم لحضور الحفل. وفي هذا السياق استقبلت النائب بهية الحريري الزميل دهشة الذي سلمها نسخة من كتابه حيث أثنت الحريري على الجهد البحثي والتوثيقي الذي قام به في هذا الكتاب.

السابق
ما مصير المنطقة مع تقاطع المصالح الأميركية الروسية؟
التالي
حزب الله يفرج عن الحكومة.. فما هي الدوافع التي أجبرته على التراجع؟