بين جبل محسن والتبانة مؤسّسة أديان تحيي يوم التضامن الروحي الثاني عشر

اديان

قامت مؤسّسة أديان بالتعاون مع مدرسة المطران الرعائيّة، وجمعيات فنون متقاطعة الثقافيّة، وحوار للحياة والمصالحة، وفرح العطاء، ومطبخ أطايب طرابلس، بإحياء يوم التضامن الروحيّ، للسنة الثانية عشر، تحت عنوان “معًا نُحيي كرامة الإنسان”، مختارة مدينة طرابلس، وبالتحديد مدرسة المطران الرعائية (مدرسة السيّدة) الواقعة بين منطقتي جبل محسن والتبانة للإحتفال بهذه المناسبة، وذلك يوم السبت 27 تشرين الأول 2018.
كلمة ترحيبيّة
في كلمة ترحيبيّة لرئيس مؤسسة أديان الأب فادي ضو، خاطب المشاركين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، والذين انتموا إلى طوائف متعدّدة، قائلًا: “نجتمع اليوم لنقول أن هناك محور واحد هو الإنسان، ونحن موجودون لخدمته ولخدمة كرامته”. معتبرًا أن الكرامة الإنسانيّة لا تتحقّق فقط بالنيّة الطيّبة، إنما بالنضال والعدالة.
ومع تأكيده على أن “تنوّعنا يبني وحدتنا” إلا أنه أردف: “نحن لسنا هنا لنذوب في بعض، إنّما لنبني الوحدة بتنوّعنا هذا”.

اقرأ أيضاً: جعجع: اتخذنا قرارا بالدخول الى الحكومة

حوار تفاعلي
أعقب الكلمة طاولة مستديرة وحوار تفاعليّ حول الكرامة الإنسانيّة، شارك فيها رئيس مركز النور الثقافي الشيخ محمد رامز الحموي، والكاهن في كاتدرائيّة مار جرجس للروم الأورثوذكس الأب ابراهيم دربلي، ومدير مدرسة السيّدة المستضيفة للقاء التضامن الروحيّ الأب جورج جريج، وعضو شبكة رجال الدين للمواطنة الحاضنة للتنوّع في أديان الشيخ أحمد عاصي، ومؤسّس ورئيس جمعيّة فرح العطاء الأستاذ ملحم خلف.
تخلل الحوار مداخلات حول الكرامة الإنسانيّة وخبرات تنوّعت بتنوع المتحدثين حولها، كفعاليّات دينيّة واجتماعيّة ناشطة في مدينة طرابلس، وعن انتصار الخير على الشر، واللقاء الحقيقي بين أبناء المدينة الذي تجاوز المقولات الطائفيّة المفرّقة.

دعاء مشترك
وقام أعضاء من شبكة متطوعي وسفراء وشبيبة أديان بتلاوة دعاء مشترك أكّد مضمونه على الود والإخاء بين كل البشر، والدعاء من أجل الأطفال،وكبار السن، والنازحين والمهاجرين، متمنين أن يكونالتنوّع سبيلًا للتعارف والتآخي والتضامن الروحي.
ورشات عمل
توزّع بعدها المشاركون على مجموعة من ورشات العمل متعددة المواضيع كالكتابة الإبداعيّة، والتربية العائليّة حول الكرامة الإنسانيّة، والحوار الديني حول الكرامة الإنسانيّة… فشارك الشباب ورجال الدين القادمين من مختلف المناطق والطوائف في نشاطات تفاعليّة، لبّت مختلف الاهتمامات ضمن إطار شعار اليوم الذي ركّز على الكرامة الإنسانيّة.

رسالة مشتركة
ثم عاد المشاركون ليجتمعوا في حفل ختامي تضمن عرضًا فنيًا، واقتراح مبادرات من وحي يوم التضامن الروحي، وانتهى بالبيان الختامي لهذا اليوم والذي جاء فيه أن “التعاليم الدينيّة في المسيحيّة والإسلام أكّدت على كرامة الإنسان الأصيلة بذاته، والتي هي هبة من الله، لا يستطيع أحد انتزاعها منه، بل نجد أنفسنا مطالبين باحترامها وتعزيزها دون أي تمييز”.
وأيضًا، إن لقاءنا اليوم معًا، على اختلاف انتماءاتنا المناطقيّة والدينيّة، وتنّوع أفكارنا وخبراتنا، تحت شعار “التضامن الروحي”، يُعبّر عن التزامنا معًا بخمس نقاط: الإيمان والتدين يدفعان نحو تكريم كل إنسان، قدسية الحياة البشرية ووجوب حمايتها وتنميتها، تساوي الناس في الكرامة دون أي تمييز ولأي سبب كان، الجميع مدعوون للعيش معًا بسلام وإخاء، مسؤوليتنا معًا في نبذ الخلافات والتضامن لتحقيق الكرامة الإنسانيّة.
يذكر أن يوم التضامن الروحي هو لقاء وطنيّ شعبيّ بين الأديان تنظمه مؤسسة أديان منذ العام ٢٠٠٧ اقتداءً بنموذج اللقاء التاريخيّ في أسيزي عام ۱۹۸٦. يجمع سنويًّا المؤمنين من مختلف الطوائف للاحتفاء بالقيم المشتركة بين الأديان، وخاصة بين الديانتين الإسلاميّة والمسيحيّة، وتأكيد تبنيهم لها من خلال الصلوات والأنشطة الثقافيّة، وعبر رسالة مشتركة تصدر سنويًّا في ختام هذا اليوم. يهدف هذا اليوم الوطنيّ إلى تطوير مفهوم مشترك للقيم المشتركة بين مختلف الطوائف الدينيّة، وتعزيز التضامن الروحيّ بين القادة الروحيّين، وأعضاء الطوائف، والمؤمنين. حُدّد السبت الأخير من شهر تشرين الأوّل موعدًا سنويًّا له.

السابق
حكومة عبد المهدي: كوكتيل البعث والحشد الشعبي
التالي
لقاء «سيدة الجبل»: إن البديل من انتماء لبنان إلى محيطه العربي هو المجهول