رئيس الجامعة اللبنانية يدعي ضد مقال: أين محكمة المطبوعات؟

الدكتور فؤاد أيوب يدعي على صحافية بالقدح والذم..

“حبروزها حد شهادتين أخدتهن من الجامعة اللبنانية”!!.. بهذه العبارة علقت الزميلة الصحافية مريم سيف الدين، على الإدعاء المقدم ضدها من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب.

فالدكتور أيوب الذي ادعى على الصحافية بالقدح والذم وهي الحائزة على شهادتين في الإعلام وعلوم الحياة من الجامعة اللبنانية نفسها التي يرأسها هو نفسه، تجاوز في خطوته القانونية هذه محكمة المطبوعات كمرجع مختص لمحاسبة الصحافيين، لاسيما وأنّ الادعاء جاء على خلفية مادة كتبتها مريم ونشرها موقع “المدن” الإلكتروني.

واللافت أيضاً في الاستدعاء الذي وصل إلى مبنى “المدن”، أنّ الدكتور أيوب لم يدّعٍ لا على الموقع الناشر ولا على الجهة التحريرية التي صادقت على التقرير، فاكتفى بمقاضاة سيف الدين من دون ان يشرك بالدعوى أي جهة ثانية.

الصحافية سيف الدين التي تتهيأ للمثول يوم الخميس الواقع فيه 11 تشرين الأوّل، أمام قاضي التحقيق في بيروت، أسعد بيرم، بغرض استجوابها، ترجّح أن يكون تقريرها الذي نشرته المدن في 30 أيار المنصرم ويحمل عنوان “الجامعة اللبنانية: انتفاضة على الرئيس”، هو موضوع الدعوى، وهذا ما أشار إليه بدور موقع “المدن” الالكتروني، الذي يتابع بحسب مصادر لـ”جنوبية” هذا الإدعاء، وذلك عبر محامي الموقع الذي سيرافق سيف الدين.

وفي مطالعة للتقرير المشار إليه والذي تابع في تاريخه، السجال الجامعي القائم حول اتهام الدكتور أيوب في تلك المرحلة بمسألة الشهادات المزورة – وهذا ما نفته لاحقاً السفارة الروسية- ومطالبة الجهات الأكاديمية المعارضة لأيوب بتطبيق اللامركزية الإدارية، نلحظ خلّوه من أي قدح وذم، وحتى من أي موقف شخص تبنته الزميلة، إضافة لكون التقرير لم يأتِ أحاديَ الرأي، بل استند إلى معطيات عديدة منها: بيان “هيئة الأساتذة المستقلين”، وبيان آخر مضاد صدر عن الجامعة اللبنانية، كما تضمن كذلك تصريحاً للدكتور عصام خليفة وتصريحاً أخر لمصدر مقرب من الدكتور أيوب نفسه.

لا تضع سيف الدين ادعاء الدكتور أيوب عليها في نطاق القدح والذم، وذلك لكون المادة لا قدح فيها ولا ذماً، وفيما تشدد الزميلة لـ”جنوبية” على احترام القانون وحق أي كان بالإدعاء استناداً للنصوص القانونية المرعية، تتساءل بالتالي إن كان الهدف من هذه الخطوة هو الضغط عليها نظراً لكونها تابعت العديد من الملفات المتعلقة بالجامعة اللبنانية مؤخراً.
وفيما تطرح سيف الدين تساؤلات حول الاستفراد فيها بالإدعاء وتحميلها وحدها المسؤولية، كمحاولة لتجريدها من حماية المؤسسة الإعلامية التي تتبع لها، توضح بالتالي أنّ موقع “المدن” إلى جانبها في هذا المنحى القضائي.

ادعاء على الزميلة مريم سيف الدين

سيف الدين، وفي دردشة معها حول التقرير موضوع الادعاء، توضح أنّ هذا الملف بالذات صوّرته وسائل الإعلام المرئية بأسلوب طائفي، لافتة إلى أنّ بيان الأساتذة المستقلين اتخذ منحى طائفياً وهذا ما انتقدته هي في تقريرها الذي رفض ما تضمنه البيان من محاولة لتحويل القضية العالقة بين الدكتور أيوب ومعارضيه إلى قضية ثانية ألا وهي تقسيم الجامعة.
هذا الأسلوب الطائفي هو ما تحفظت عليه الزميلة في تقريرها الذي عمل على إعادة الملف إلى نصابه الأكاديمي، مؤكدة أنّها حاولت عدة مرات التواصل مع رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب، ولما لم تجد إلى ذلك سبيلاً توجهت إلى الإدارة المركزية حيث طلبت موعداً، ومن ثم التقت مسؤول العلاقات العامة الذي لم يعطها التصريح المرتجى. مما دفعها في النهاية إلى إرسال رسالة نصية إلى أيوب.

إقرأ أيضاً: #ضد_القمع.. صرخة ضد عودة «الدولة البوليسية» من بوابة «الاستدعاءات»

تؤكد سيف الدين كذلك أنّ الجامعة اللبنانية ومستواها الأكاديمي، من القضايا التي تعنيها كأولوية، فهي خريجة هذه الجامعة وأيّ تراجع لها سوف يؤثر على قيمة الشهادات الصادرة، وهذا ما تحرص على عدم حصوله.م

ريم سيف الدين لن تتراجع، هذا ما تشدد عليه لـ”جنوبية”، فمشاكل الطلاب ستبقى ضمن الأولويات بالنسبة إليها، مؤمنة لهم المساحة الكافية لطرح ما يعانون منه، وهي التي ناصرتهم مؤخراً في قضية الاختصاصين وتقديم الطعن، فكان مجلس شورى الدولة في صف الطلبة وتمّ إبطال القرار الصادر عن رئاسة الجامعة بمنع الجمع بين اختصاصين في عام دراسي واحد.

يشار إلى أن الزميلة مريم سيف الدين قد تابعت مؤخراً  وتقديم الطعن، فكان المجلس الدستوري في صف الطلبة وتمّ إبطال القرار الصادر عن رئاسة الجامعة بمنع الجمع بين اختصاصين في عام دراسي واحد.

إقرأ أيضاً:  الناشطون في لبنان: استنسابية في القمع وفي تطبيق القوانين

موقع “جنوبية” حاول كذلك التواصل مع الدكتور فؤاد أيوب للوقوف عند دواعي عدم لجوئه إلى محكمة المطبوعات، إلا أنّ الأخير لم يجب، فأرسلنا إليه رسالة نصية أبلغناه فيها بالمراد، وحتى اللحظة لم نحصل على أيّ رد.

المحامي نهاد سلمى استغرب بدوره الادعاء على الصحافية مريم سيف الدين بالقدح والذم، وذلك بعد مطالعة له للتقرير. ولفت سلمى في حديث لـ”جنوبية” إلى أنّ الصحافية قد نقلت الوقائع ولم تتبنَ أي معلومة، كما لم تتهم.
هذا وطرح المحامي عدة تساؤلات حول سبب عدم التوجه إلى محكمة المطبوعات، والتي هي الجهة المعنية بهذا الشأن.

السابق
الأحدب: فخامة الرئيس يخاطب العالم مغطياً حزب الله الذي يأخذ البلد رهينة لمصلحة إيران
التالي
وزير الإعلام اليمني: حزب الله حوّل الضاحية إلى منصة لإدارة الماكينة الإعلامية للإنقلاب