عالم دين حزبي وَحُرٌّ معقول!؟

الحركة الصهيونية العالمية عرضت على اينشتاين أن يكون رئيسا فخريا لدولة إسرائيل فرفض.

وعرضوا عليه أن يكون رئيسا لاتحاد الجمعيات اليهودية في العالم فرفض.
وحينما سُئِلَ عن سبب رفضه أجاب بقوله العظيم:
“الكائن المستقل وحده القادر على إنتاج قيم إنسانية تتكامل بها الجماعة”.
التنظير الديني أو الفلسفي شيء والواقع شيء آخر معاكس تماماً،  إن طبيعة عالم الدين طبيعة بشرية تقوده حاجاته المادية الدنيوية كسائر البشر  لكي يتجاوز بكثير من الأحيان قيم الدين ومبادئ الإنسانية لا حينما يجوع فحسب بل حينما يخاف من الجوع على نفسه وأولاده وزوجته إذا فرضت عليه القيم اتخاذ موقف صعب وحَرِج ضد حزبه، فهو لا يملك إرادة الأنبياء لكي ينحاز لدينه وضميره حينما يتعارضان مع قرارات حزبه، بل لا يملك إرادة إينشتاين، ولا نيلسون مانديلا، ولا ڤولتير، ولا جون لوك، ولا روسو، ولا القس الأميركي مارتن لوثر كينغ الذي قال:
“ما يخيفني ليس ظلم الشرير،
“بل هو لا مبالاة الإنسان الطيب أمام ما يصنعه الشرير”.
“ما يخيفني ليس ظلم الأشرار بل عدم اكتراث الصالحين أمام أفعال الأشرار”.
“طالما الرجل لم يجد شيئا  يكون مستعداً  للموت من أجله فلن يستحق رغد الحياة”.  (القس مارتن لوثر كينغ)

اقرأ أيضاً: هم ليسوا عملاء!؟

عالم الدين الحزبي يصير عبداً لا يعرف معنى الحرية وتتعطل عنده إرادة المعرفة لمعناها السامي ومُسَمَّاها الشريف ومدلولها النبيل حينما يصير حزبيا وتنعدم عزيمته وشهيته على فضيلة العفة والسَّمو والأَنَفَة ويتجه تلقائيا نحو الكدح في سبيل المناصب والرواتب والمراكب والسكائب وفي نفس الوقت يحسب وهمه حقيقة بأنه وليٌ  من أولياء الله وحارس من حُرَّاس دينه ومن حُماة عقيدته وهنا القارعة الكبرى والمصيبة العظمى، فالخطورة ليست بالجهل كما قال ستيڤن هاوگنج: (أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة).
فنفوس البشر مليئة بالأسرار الغامضة التي يعجز عقلاء الأرض وفلاسفتها وأنبياؤها من كشف ملابساتها لذلك أعتقد بأن الحياة الدنيا هي مشروع كدح فكري بالأساس يتفرع منه مشاريع متعددة سياسية وغيرها وطريق مُعَبَّد بالأشواك وخَرْطِ القَتَاد
{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ آية (6) سورة الإنشقاق}.

السابق
مياه بيروت وجبل لبنان: لالغاء الاشتراكات الدائمة والموقتة بطلب خطي
التالي
وهاب: هل يقوم تحالف الصحناوي الخواجا بإفلاس «سوليدير»