التمييز الإعلاميّ بحق المرأة في ورشة عمل حول «النوع الإجتماعي»

"الجندر" أو النوع الاجتماعي، كان مدار بحث ونقاش بين عدد من ممثلي وممثلات بعض وسائل الاعلام اللبنانية المختلفة. فما هي خلاصات ورشة العمل هذه التي دعت إليها منظمة "اليونسكو" و"سمارت سنتر"؟

رغم ان مفاهيم الجندر باتت معروفة وبشكل واضح، بعد ان ادخلتها منظمات الامم المتحدة الى ورش العمل والندوات والمؤتمرات في لبنان والعالم العربي، وخاصة دول الشرق الادنى وشمال افريقيا، الا ان استعمالها لا زال يسير ببطء في الاعلام اللبناني، نظرا للمفاهيم المتعلقة بالمرأة والرجل في المجتمع العربي بشكل عام، واللبناني بشكل خاص.

إقرأ ايضا: «لنا حق»: مشروع تنموي «للمساواة الجندريّة» في السياسة

فهذا المصطلح المترجم، نُقل من اللغة الاجنبية الى العربية بداية دون أية موائمة مع أية كلمة متوفرة باللغة العربية، الى ان بات يُعرف منذ فترة قريبة بـ”النوع الإجتماعي”.

فـ”النوع الاجتماعي” كان مدار بحث ونقاش طيلة يومين في مقر اليونسكو ببيروت، الذي أقام ورشة تدريبية بالتعاون مع “سمارت سنتر” التي اسهمت فيها بشكل مباشر الاعلامية رندى يسير، بالتعاون مع الدكتور جورج عواد، مسؤول التواصل والإعلام في منظمة “اليونسكو”.

فمبشاركة اكثر من 14 زميل وزميلة من مختلف الوسائل الاعلامية سواء المكتوبة او المرئية او المسموعة او الإلكترونية، ومنهم: “موقع “جنوبية” الالكتروني، وليبانون فايلز، وتلفزيون “او تي في”، وتلفزيون المنار، وتلفزيون لبنان، والاذاعة اللبنانية، واذاعة صوت لبنان- الاشرفية، والوكالة الوطنية للاعلام، وتلفزيون مسايا”، انطلقت العمل على مدى يومين.

لكن بين الواقع والمأمول المرتجى هوة كبيرة ظهرت في ورشة العمل الاعلامية هذه التي دعمتها منظمة “اليونيسكو” و”سمارت سنتر” طيلة يومين، وقد ركزت المدربة الاعلامية رندى يسير في الورشة التي حملت عنوان “تقنيات اللغة المستخدمة في انتاج المواد الاعلامية وتطوير اداء وادارة المؤسسات الاعلامية”.

فبعد ان قدّمت يسير شرحا مفصلا لمفهوم “النوع الاجتماعي” والمساواة والعدالة والتمييز على اساس الجنس، انطلق العمل الى البحث في كيفية تعزيز مساواة النوع الاجتماعي في المواد الاعلامية من خلال اللغة، واللغة المتوازنة المراعية للنوع الاجتماعي (الجندر).

وقد أدت هذه الفقرة الى الاضاءة على الخلل اللغوي في وسائل الاعلام سواء المكتوبة او المرئية او المسموعة، اللبنانية والعربية. وقد اظهرت الورشة مدى استيعاب الزملاء والزميلات لمشكلات التمييز اللغوي الا ان المجتمع اللبناني بصفته مجتمعا ذكوريا يمنع ويؤخر تطوير اللغة في الاعلام كونه صورة عن المجتمع الذي نعيش فيه.

وبحسب التدريبات العملانية التي قام بها المتدربون من مختلف ورسائل الاعلام المشاركة تم التأكيد على اهمية اعتماد مؤشرات جديدة، وان بنسبة قليلة، من خلال الاستفادة من وجود نساء في المناصب والمواقع التي يتعاملون معها كبديل عن الرجل من أجل اتاحة فرصة اظهار جهود المرأة اللبنانية بشكل أوسع.

وقد عرض جميع المتدربين الافكار التي يمكن لهم تطبيقها في مرحلة ما بعد عودتهم الى مراكز عملهم، انصافا للمرأة في محاولة لتغيير الصورة النمطية الموجودة عن المرأة في الاعلام والمجتمع من خلال عامل الموضوعية.

وقد اشتغل المتدربون على البحث حول التحديات السلبية والايجابية التي تواجههم في استخدام مؤشرات النوع الاجتماعي، اضافة الى التاثيرات السلبية والايجابية خلال تطبيق المؤشرات هذه.

وقد عمل فرق العمل على تطبيق عملاني من خلال عرض الأفكار التي تساهم في تغيير مؤشرات النوع الاجتماعي عبر اختيار القصص ومجالات التركيز في المواضيع الاعلامية المزعم العمل عليها خلال المرحلة القادمة. حيث تم وضع مخطط سيعمل كل اعلامي واعلامية مشارك ومشاركة في الورشة التدريبية على تطبيقه ومراقبة جدول الاعمال الخاص بكل واحد او واحدة منهم ومنهن، خلال فترة محددة.

وقد لاحظ المشاركون والمشاركات في الورشة التدريبية ان هناك عددا كبيرا من السيدات العاملات في الشأن العام غير مندفعات للبروز والظهور الاعلاميين، وذلك لأسباب خاصة أهمها: قلة الثقة بالنفس، وعدم السعي للظهور، على العكس من الرجال الذين يملكون حبّ العمل الاعلامي والظهور بشكل أكبر رغم وجود كفاءات نسوية مساوية لكفاءات الرجل، اضافة الى الظروف العائلية والأسرية التي تعرقل نشاط المرأة العام، وابرزها الاولاد والمسؤوليات العائلية والاجتماعية.

إقرأ ايضا: دراسات عن العنف الجندري: المرأة ضحيّة المجتمع

وقد عرضت المدربة الاعلامية رندى يسير لبعض التحديات التي تواجه الاعلامي والاعلاميّة في عملهم وعملهن. وأكدت على اهمية التنبّه الى خصوصية الافراد في العمل الإعلامي التي يجب أخذها بعين الاعتبار على حساب الشهرة و”السكوبات”.

وفي ختام الورشة التدريبية الاعلامية، جرى تقييم أعمال الورشة، وتوزيع الشهادات على المشاركين والمشاركات.

السابق
جميل السيد يتحدّى نواب «القوات» ويكذبهم: عيب المتاجرة بمصائب الناس!
التالي
سفير بريطانيا يؤكّد للمشنوق استمرار دعم «الداخلية» والبلديات