«الزملاء الاعزاء».. رسالة إكرام زرقط الى من يهمه الأمر

"الزملاء الاعزاء في قناة الايمان الفضائية ومؤسسات المرجع المجدد آية الله سماحة السيد محمد حسين فضل الله رضوان الله تعالى عليه، مرشدنا ومرجعنا ومعلمنا الذي احتضن تطلعات الأجيال وآلام المستضعفين لينهض بهم وجاهد ليفتح آفاق الحياة والعلم والمعرفة والطاعة لنا جميعا وليس لأبنائه المباشرين فقط بل لكل أبنائه ليعيشوا كرماء أعزاء.

وانا اودّعكم..

اعرب عن خالص محبتي واعتزازي بزمالتكم خلال عملي في القناة كمسؤولة للعلاقات والإعلام وقبلها في إذاعة البشائر، كمعدة برامج وأمينة سرّ (وأسباب استبعادي يعرفها القاصي والداني حتى لو لم يجرؤ أحد على إعلانها خوفا من استبعاده(.

وقبلها كمسؤولة للعلاقات العامة النسائية في جمعية المبرات الخيرية في الجنوب، وقبلها مدير مساعد في ثانوية الرحمة ” كفرجوز”.

إقرأ ايضا: الشيخ ياسر عودة يرد على الشيخ شرارة: لا للسلفيّة الشيعيّة!

وكانت بحمد الله وشكره وهديه مكللة بجهدي وتوجهاتي الصادقة مجسدة تكليفي تجاه المولى تعالى وانتمائي لنهج سيدنا ومرجعنا رضوان الله تعالى عليه الذي كان وسيبقى منارة للامة، عبر أمانة عزيزة تركها للمخلصين..

أودعت فيها إيماني بعملي.. وبالتعاون معكم جميعاً.. اذ لا شك تعلمت منها الكثير ما يؤكد أن العمل الفريقي هو العمل الجاد والسبيل الأجدى للنجاح.. اذ لا شخص قادر على النجاح وحده خاصة في هكذا عمل.. رغم الصعوبات التي مرت وتمر بها القناة خصوصا على الصعيد الاداري نظرا لخبرة المدير المحدودة وحداثة معرفته بالعمل الاعلامي.. ونظرا للموازنات المحدودة التي خصصها القيمون عليها واستثناء قسم العلاقات العامةمن اي ميزانية او اهتمام اودعم، نظرا لقصر نظرهم فيما يخص أهمية الاعلام بشكل عام والمرئي بالذات، في هذا العصر وعدم ايلائهم الإهتمام اللازم بالقناة وعملها وعدم اختيار الإدارة الكفوءة لها لتحقيق الأهداف الرئيسة لوجودها، ومع ذلك قدمت الجهد الكبير والعمل الحثيث والانجاز المميز على صعيد استقطاب البرامج الجديدة والمميزة والتي تفوق أهمية ومضمونا وقيمةاعلاميةومهنيةمن كل ما تنتجه القناة، إما بأسعار زهيدة أو مجانا.. إلا أن المدير انكر علي كل هذا التعب.. تمويها للسبب الحقيقي لاستبعادي إرضاء لمن يشكل ضغطا عليه يجعله عاجزا عن صده.

ما يرتب عليها ضغوطا تحد من انطلاقها كما تطلعنا لها بعكس القنوات الدينية الأخرى التي حجزت لنفسها موقعا في كل بيت شيعي برغم عدم غنى وعمق وابعاد مضمونها، وبرغم عدم امتلاكها لنقاط قوة كثيرة تملكها قناتنا ومؤسساتنا، وأولها وأكثرها أهمية وقيمة وابعادا، شخص وفكر وتاريخ ونهج سيدنا.

واهم ما تعلمته خلال هذه التجربة- التي مرت مع معاناة مريرة “بسبب ضغط بعض أصحاب النوايا القلقين على وجودهم أمام الطاقات والقدرات والكفاءات”، على الإدارة وتحكمهم بزمام أمرها، والتي رضخت لنواياهم تجاهي وتجاه كثر من المؤمنين الصادقين الجادين بنهج سماحة السيد.. ودور مؤسساته.. فاستبعدت العديدين كما في مؤسسات أخرى من أصحاب الطاقات العالية- أن ابحث واتمحص وادقق واقيم قدرات ومعارف وخبرة وخلفية أية إدارة قد اعمل معها احترازا أن تعاود كرة اظهار النوايا الطيبة وتقديم المبادرات وبذل الجهود الحثيثة، وان تقابل بجحود وغبن وافتراء وباطل.

خصوصا أن إدارة القناة بدل أن تحفظ وتصوز وتُعوَّل على ما قدمت من جهود وتعب ومبادرات لدعمها وتطويرها والترويج لها، بادلتني بالتخلي بل استبعادي عمدا ومحاربتي ونكران تعبي وتضحيتي وصبري على محدوديتها واهمالها، إرضاء لمهللين ومصفقين ومادحين من أصحاب المصالح الخاصة الذين لا تعني لهم المؤسسات الا بمقدار ما تدر عليهم من معايش وحوافز، وإذا ما تم التلميح لسلبياتهم تقوم الدنيا ولا تقعد والقيمون يعلمون جيدا من اعني، ولو قاربوا المس ولو قليلاً بمكتسباتهم كشروا عن أنيابهم وثاروا على كل مبادئ سيدنا ومرجعنا وقدوتنا ومعلمنا، لأن مبدأهم المال والجاه والمال والجاه والتسلط فقط على رزق العباد من من يبذلون الجهود الجبارة ثم يستبعدونهم خوفا من نجاحاتهم؟.

ولو اختبر أبناء السيد بعض من حولهم سيعرفون عن ماذا وعن من أتحدث، وسيأتي اليوم الذي تكتشفون فيه خطأكم بإبعاد المخلصين وتقريب المتملقين ولكن ستكتشفون ذلك متأخرين وسيكون الأوان قد فات والخوف كل الخوف على الإرث “الأمانة الغالية” الذي بين أيديكم قد ضاع كما ضاع سواه مع اشخاص آخرين ورثة مراجع وقادة سابقين!.

هذه الكفاءات التي يجب على الإدارة تقديرها واحترامها والحفاظ عليها خصوصا اذا ترافقت مع خبرة طويلة وغنية على صعد كثيرة ما يرفد عمل القناة وسواها ويطورها ويغنيها “خصوصا لما بذلت من جهود وأظهرت من قدرات على استقطاب الدعم المعنوي والمادي للمؤسسات.. عبر التواصل الفعال لإشراك محبي سماحة السيد وأتباعه ومقلديه، الذين يرون هذه المؤسسات منارات وساحات عطاء لخدمة الإنسان.. ويتوقعون حينما يتطلعون الى أي مؤسسة من مؤسساته “أن يروا إدارة متميزة بخبراتها وخلفيتها وإنجازاتها وسياساتها وقدراتها على توجيه الطاقات والإفادة من الخبرات وتطويرها كما في بعض منها، ما حفزنا لترك الفرص المتعددة في لبنان والخارج لنكون من الكوادر المجاهدة فيها”.. لا أن يروا تبعيةً لاشخاص لا دخل لهم بعملها بل يسعون لتحقيق مصالح خاصة يرضون من خلالها بآخرين يحققون لهم مصالح ويعملون عنهم ولهم، ولا يعترفون اصلا بأن القيمين على المؤسسات من أبناء سماحة السيد.. وينسبون لأنفسهم أنهم من صنعوهم وعلموهم.. هذا اذا اعترفوا بهم!

فهل أصبحنا في المؤسسات “التي أسسها السيد المجاهد.. باني الأجيال.. الذي أنسن البر، وشرع ابواب الخير والأجر والعطاء والعلم، في سبيل الله لنصرة المستضعفين وتحصين الأيتام والفقراء من الحاجة والضياع” وكأننا في سعودية جديدة وعائلة مالكة تستأثر بكل شيء عبر توزيع المغانم على أمرائها البليدين المترفين غير الكفوئين؟!

واما أيها الزملاء الاعزاء، وكل احبة الحبيب.. المعلم الصابر المجاهد الذي لم يهادن عدوا ولا رضخ لباطل ولا لتهديد ..

عن الارتباط بتوجهات القناة التي انطلقت من حلم سماحة المرجع السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه وتوجهات نهجه الذي اغنى الحياة والفكر والثقافة والاجتهاد وجمع على طاعة الله الأجيال ورسم لهم ولنا دروب وترك أمانة تحث على الوعي والمسؤولية والمعرفة والعلم والتقوى لتجسيد ونصرة نهج اهل البيت عليهم السلام.. التي كنا نناشد، بل أتينا للقناة وللمؤسسات لتعزيزها والانضمام إلى صفوف العاملين الامناء.. فهو ارتباط وثيق لا يتأثر بالتواجد فيها أو سواها أو البعد عنهم..

ولكن حين واجهنا سياسة الإدارة الخاضعة للبعض والرامية لاستغلال كل جهد وطاقة وخبرة “لصالح اطماع الأشخاص” الذين يرسمون السياسات لادارة تحتاج لمزيد من الخبرة والمعرفة لتكون قادرة على ادارة العمل ورسم الخطط التي تنهض بالقناة والعمل الاعلامي المحترف في ظل هذا التطور الذي لحق بالإعلام والثقافة.. والتي يجب أن تقدم الحلول الناجعة لحل الأزمات، لا انتاج أزمات جديدة تضعف العمل والمؤسسة.

وكما في كل عمل ومؤسسة حينما تعجز الإدارة عن التعاطي الموضوعي مع أصحاب الخبرات والقدرات.. وعن استثمار وتوجيه مسار عملها وجهودها لخدمة ونهضة وتعزيز العمل، خدمة لأشخاص محدودي أو حديثي التجربة فقط، دون احترام تعبها وتضحياتها ومبادراتها :فإما أن يبادر القيمون عليها لتصويب الأمور، أو أن نترك هذا العمل لنستثمر خبرتنا المتواضعة وقدراتنا في مؤسسة تقدر الجهود.. وتحفظ تعبنا خصوصا اننا نعمل لتأمين حياة أفضل كما كل العاملين الكادحين .

كما أعلن للادارة التي قابلت كل جهودي ودعمي لها لتتطور، ومبادراتي وسعة صدري، واصراري وعلى العمل في هذه المؤسسات وخدمتها والدفاع عنها وعن توجهات ونهج سماحة السيد في محافل متعددة إعلامية وثقافية واجتماعية دولية ومحلية.. بالجحود.. اعتذاري عن قبول الانتقال الى جمعية التآخي التي يرأسها السيد علي فضل الله.. وتضم مكاتب الخدمات وعدد من مستوصفات التآخي الصحية لتسلم ملف الاعلام المركزي، لاعتبارات معينة الجميع يعرفها… والمدير وكل القيمين يعرفونها جيدا.. وأحدها أنه يكفي أن بذلت أقصى الجهود ايمانا مني أن المؤسسات وجدت من الناس وللناس لكنها أصبحت في عدد منها لخدمة وتسلط المسؤولين عنها ناسين انهم موظفون لا مالكين، “ولدي ولد كثيرين من المحبين لسماحة السيد والمصرين على نصرة نهجه الأدلة لتأكيد ما اقول ونقلت الكثير منها لمن ظننت ورث عن السيد اخلاقه وحكمته.. ومع ذلك نحن مصرون للدفاع عن المؤسسات واهدافها في وجه المسيئين”.

إقرأ ايضا: الهجوم على الشيخ ياسر عودة: لترهيب المجتمع الشيعي

في الختام، اتوجه لكل من عملت معهم ونسقت والتقيت وشاركت معهم هذا الانتماء الذي لن احيد عنه رغم ما لحقني من غبن بين طيات نوايا بعض المتسلطين المدعين انتماء وحبا وتمسكا.. لقناعتي أن النهج قويم قوامة ايمان سماحة السيد.. وأتوجه الى روحه الطاهرة بطلب المسامحة.. لاتخاذي قرار ترك العمل في اي مؤسسة من مؤسساته.

ولكم جميعا جميل الشكر لطيب الزمالة.. والأخوة والشراكة الذين احترم واقدر.. وسأبقى اذكركم بصالح الدعاء وكل خير.. ولكم خالص محبتي وامنياتي بالتوفيق والنجاح”.

السابق
كتاب تحذيري لنقيب أطباء لبنان: الأعضاء سيلجأون إلى كافة الوسائل القانونية
التالي
«حزب الله» يتسبب بمواجهة سياسية ودبلوماسية بين لبنان واليمن