باسيل مدفع عون

احمد عياش

لا مجال هناك للشك في إن موضوع تشكيل الحكومة الجديدة عالق في قصر بعبدا عند رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ،وليس في قصر بسترس عند وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل.حتى ان الرئيس عون أيد بنفسه في الساعات الماضية هذا الواقع عندما صرّح في حديث صحفي أن الحكومة “ستتشكّل في نهاية المطاف على أساس معيار علمي وموضوعي يتمثل في ترجمة الأحجام التي أفرزتها الانتخابات النيابية الى نسب زارية”.مضيفا :”لنا رأينا ايضاً ولا نوقّع فقط…السوق لا تزال في بدايتها، وفي لحظة ما سيلجأ الجميع الى تخفيض الاسعار والتعامل بواقعية مع الاحجام”. ويخلص عون الى القول الذي يزيل أيّ إلتباس بشأن كل المواجهات التي خاضها الوزير باسيل ولا يزال ضد “القوات اللبنانية” والحزب التقدمي الاشتراكي:”جبران … قصة أخرى وهو الآن رئيس التيار الوطني الحر”.

اقرأ أيضاً: حقوق المسيحيين… بسلاح «حزب الله»

هذه النتيجة تضع حدا لهذه الشخصنة التي إندفعت اليها الامور .وعلى من يعنيهم الامر العودة الى القراءة في كتاب صاحب العهد مباشرة الذي جاهر الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط ،وقبل أيام في قصر بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية ،بأنه “فاشل”.لكن ما قاله جنبلاط لن يصل الى أي مكان،فالرئيس عون في قصر بعبدا منذ خريف العام 2016 وهو مستمر فيه حتى خريف سنة 2022 ويبنى على هذا التاريخ مقتضاه.
الوثيقة المكتوبة الاحدث بين أيدينا والتي حملت عنوان “ميشال عون ما به أؤمن” لم يذكر رئيس الجمهورية بوضوح سوى صهره جبران قائلا:”أذكر ،عندما أبلغتني إبنتي الصغرى شانتال بإنها تريد الزواج بجبران، إشترطت عليهما الانتظار حتى يتعرّف على بعضهما أكثر،وقلت لهما”عندما تختلفان وتتصالحان لوحدكما ،من دون الحاجة الى وسيط،فهذا يعني أنكما قد أصبحتما جاهزيّن للزواج.وقد إتّبعا فعلا هذه النصيحة”.
في موازاة ذلك، أبرز عون في هذا الكتاب من هو مثاله الاعلى قائلا:” نابليون صار أسطورة خلال حياته .مسيرته لافتة وصعوده مدهش.إبان الثورة الفرنسية كان ملازما،وصدف أن مرّ بعربته قرب حديقة تويللري ،فرأى الثوار ينصبون مدفعا بشكل خاطئ ،فترجّل وأضلح لهم وضعيته .صرخت الجماهير المحتشدة “أنظروا للملازم ،إنه مع الثورة” ، فأجابهم :”لا يا سادة،أنا مع سلاح المدفعية”.بعد كل هذا العرض،هل نحن أما لاعب وحيد هو صاحب العهد بيده حل تشكيل الحكومة الجديدة؟
وكالة الانباء الايرانية “تسنيم” لها كلام آخر .ففي زاوية تحمل إسم الاشاعات” تقول: “تتردَّد في الشارع اللبناني أقاويل تستبعد تشكيل الحكومة اللبنانية خلالَ هذا الشهر، ومنهم من يتطرّف في توقعاتهِ ويؤكد أنّها قد تطولُ لأشهر، وذلكَ بعدَ قراءتهم لمواقف الأحزاب والتيارات اللبنانية المُتعنتة بعددِ الحقائب التي تُريدها خصوصا حزبيّ “القوات اللبنانية” و”الحزب التقدمي الإشتراكي “.
ربما يكون لبنان عالقا في مضيق حكومي كما هي إيران عالقة في مضيق هرمز. وعليه ليس باسيل سوى مدفع عون!
احمد عياش

السابق
مرسوم التجنيس جُمّد للمرة الثانية
التالي
نعمة التقيؤ