«غوتيريش» يشارك أميركا بالضغط على حزب الله: لحصرية السلاح بيد الدولة

مقتطف: دعا الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش لتحويل حزب الله اللبناني الى حزب سياسي مدني فقط، من خلال وثيقة سلمها اول امس الخميس، الى مجلس الامن الدولي.

قال الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في نص الوثيقة التي قدمها الى مجلس الامن الدولي “ادعو دول المنطقة التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع حزب الله الى الدفع باتجاه تحول هذه المجموعة المسلحة الى حزب سياسي مدني فقط“، واضاف ان ذلك يخدم “المصلحة الفضلى للبنان والسلم والامن الاقليمي“.

واعتبر غوتيريش ان “احتفاظ حزب الله بقدرات عسكرية مهمة ومتطورة خارج رقابة الحكومة في لبنان، يبقى مصدر قلق بالغ”، وتابع “اني ادعو الحكومة والقوات المسلحة في لبنان الى اتخاذ كافة الاجراءات الضرورية لمنع حزب الله وباقي المجموعات المسلحة من حيازة اسلحة وبناء قدرات شبه عسكرية خارج سلطة الدولة”.

شهد لبنان استحقاقات برلمانية وتشريعية واجتاز مرحلة مهمة ويتجه حاليا  لتشكيل حكومته العتيدة، على امل ان يمر “قطوع” التأليف وصياغة البيان الوزاري بسلاسة وبتوافق الاطراف، ورغم ما تردده اوساط سياسية مرتبطة بجهات خارجية حول المظلة الدولية التي تحمي الاستقرار والامن اللبناني وسط محيط  اقليمي متفجر، يبقى الرهان على المحافظة على معادلة  “النأي بالنفس” و”التحفظ” على بعض الخلافات الداخلية لتدوير الزوايا منها  سلاح حزب الله وما يشكله من تباين في وجهات النظر حول صلاحياته ومهماته وارتباطه بمحور خارجي حسب ما يرى البعض، اما المواجهة مع المجتمع الدولي وقرارات اممية في هذا المجال ليست بالجديدة خاصة في ظل التطورات التي طرأت مؤخرا وتوجه واشنطن الى تشديد العقوبات على ايران وتقويض الاتفاق النووي معها.

توقيت دعوة غوتيريش، اسبابها وماهيتها، وتأثيراتها،  مسائل طرحتها “جنوبية” للبحث مع كل من المحلل السياسي فيصل عبد الساتر ومدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر.

عبد الساتر: الدعوة تحمل بذور انشقاق داخلي

عبد الساتر رأى في هذه الدعوة مؤامرة لزرع الانشقاق في الداخل اللبناني ولا يستبعد ان تقف خلفها اسرائيل، وقال “لا شك ان هذه المحاولات التي تقوم بها بعض الجهات وبعض الدول هي حلم لإسرائيل والولايات المتحدة اللتين لا تألوان جهدا لتنفيذ اهدافهما، سواء عبر دعوة من قبل الامين العام للأمم المتحدة او من خلال الضغط على الحكومة اللبنانية، ومثل هذا الامر لا يمكن ان يقدم او يؤخر في المعادلة القائمة في لبنان، فالمقاومة حملت السلاح في وجه العدو الاسرائيلي بعد احتلاله الارض اللبنانية ووصوله الى العاصمة بيروت وبالتالي فالمقاومة كانت سببا وليست هدفا “.

عبد الساتر وضع هذه الدعوة في سياق ” الدعوات التي تأتي لمحاولة  زرع الخلاف في الداخل اللبناني حول دور المقاومة واهمية وجودها في لبنان، خصوصا ان الحكومات اللبنانية ما بعد الطائف كانت تحمل في كل بياناتها الوزارية التحية للمقاومة وتعطيها الدور الاساسي في حماية لبنان ومقاومة العدو الاسرائيلي” اضاف”، الان نحن امام معادلة جديدة وربما هي محاولة من البعض ان يستبق تشكيل الحكومة اللبنانية، وهنا بيت القصيد فهم يريدون خلق تعقيدات على الساحة اللبنانية خاصة بعد انتصار المقاومة وحلفائها في الانتخابات اللبنانية”.

واشار عبد الساتر الى ان ” الامر الان قد يبدو مختلفا عن اي صيغة ماضية، ففي في البيان الوزاري السابق  كانت المقاومة موجودة،  وكان وجودها خجولا الى حد كبير بسبب الانقسامات في الداخل اللبناني، الان الامور لم تعد على هذه الشاكلة ولم يعد مقبولا ان تبقى المقاومة وكأنها ضيفة شرف على البيان الوزاري”، معتبرا ان” الذي يجري هو جزء من هذا المناخ بمعنى استباق الامور وتوجيه رسائل للداخل اللبناني، وضغط على رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة حتى لا يقر في البيان الوزاري او يرد ذكر المقاومة”.

من جهة اخرى، رأى عبد الساتر ان ” هناك محاولة إظهار توأمة بين حزب الله وايران، وهي محاولة خبيثة بغض النظر عن طبيعة وماهية العلاقة بينهما. اولا، حزب الله هو حزب لبناني ومقاومة لبنانية ومن يقول غير ذلك يريد تصوير  حزب الله وكأنه حزب مرتزقة ويعمل على تنفيذ اجندة خارجية، ثانيا، انخراطه الكامل في الحياة اللبنانية امر مفروغ منه فهو حزب سياسي ولا افهم ما المقصود من فكرة تحويله الى حزب سياسي وهو بالفعل يمارس عملا سياسيا،  فهل المطلوب منه ان يهتم فقط بالبيئة او يكون حزبا من اجل الجمعيات الخيرية؟”

 “اعتقد ان حزب الله يحمل شعارات تدعو الى مقاومة الاحتلال ويدعو الى التحرير، والمسألة اخطر من ذلك وهو تصوير وكأن ايران هي سبب وجود حزب الله  وهو يعمل بأمرها ولخدمتها”.

إقرأ أيضاً: المد الإيراني ينحسر.. وسوريا الاختبار الأول

وختم عبد الساتر” يأتي هذا القرار في سياق الضغط ايضا على ايران وتوجيه رسالة لها بعدم التدخل في شؤون المنطقة، وبالتالي فإن الامور مرتبطة بعضها ببعض، ولكن اجزم ان النتيجة هي صفر وهذا الكلام لن يجد له اذان صاغية،  فلا احد في لبنان سيدخل في طرح هذه المسألة حتى لا تنكشف الامور في الداخل اللبناني على حساسيات وانقسامات  قد ولّت وقد سأم اللبنانيون منها ، ولا تعدو كونها  لتنفيذ القرار 1559 ولكن بطريقة اخرى”.

إقرأ أيضاً: لوائح الإرهاب الأميركية في مواجهة حزب الله وتداعياتها على الوضع اللبناني

نادر: البيان طبيعي ويذكّر بقرارات الأمم المتحدة

الدكتور سامي نادر لديه مقاربة اخرى لهذه الدعوة، ويضعها في اطار مغاير لما ذكره عبد الساتر، ورأى ” ان بيان امين عام الامم المتحدة هو مطلب طبيعي وليس تصادميا لتنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالقرار 1559 و1501 ولكل قرارات الامم المتحدة التي تشكل كتلة دستورية، فهي تشكل ايضا جهة لتحقيق القانون واسترجاع مقومات السيادة اللبنانية وهذه المقاربة من قبل الامم المتحدة عهدناها  منها وهي لا تأتي في سياق أمر بـ”تشليح” حزب الله سلاحه وليست طريقة صدامية، بل تأتي بمعنى نريد ان يتحول حزب الله الى حزب سياسي وهي صيغة لطيفة ومقبولة لتطبيق القرار 1401 لجهة تنفيذ نشر الجيش اللبناني وحصرية السلاح بيده”.

سامي نادر

ولفت نادر الى انه ” في المقلب الاخر ان الولايات المتحدة وغيرها من الشركاء الدوليين يعتمدون خطوات اكثر تشددا من خلال العقوبات الاقتصادية، في حين تأتي الامم المتحدة هنا وتوجه دعوة ليكون حزبا سياسيا، وهي بمثابة مقدمة اوتمهيد لقرارات لاحقة ربما، او بصدد تكوين عناصر ملف قانوني، لأنه  ليس بإمكان الامم المتحدة  القفز الى قرارات تحت الفصل السابع اذا اقتضى الامر او عقوبات اقتصادية على سبيل المثال بسبب الفيتو الروسي، فروسيا  لا يمكنها هنا كسر مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية فهذا الامر يشكل اجماعا دوليا “.

 

السابق
نزاع حول منصب دون صلاحيات: «نائب رئيس مجلس الوزراء» عوني أم قواتي؟ ‎
التالي
جريصاتي يرد على رياشي: النمرود تحت سقف بيتك!