هيدا حكي: «أبو صالح» حين خلع رداء وزير الداخلية…

بعيداً عن وزارة الداخلية والبلديات، والملفات الأمنية وقانون الانتخابات، أطلّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في برنامج "هيدا حكي".

في “هيدا حكي”، لم يكن الضيف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، بل كان “أبو صالح”، متخلياً لما يقارب الساعة والنصف عن صفته الوزارية وعن ربطة العنق، وعاكساً شخصيته الحقيقية المختلفة تماماً عن تلك الشخصية “المركبة” بفعل الترسبات السياسية.

ما بتعرف حالك مع مين عم تحكي”، هي الجملة التي حوكم عليها “أبو صالح” مراراً وما زال، باغته فيها المقدم عادل كرم، سائلاً في سياق تقديمه للحلقة عما انتاب الوزير من قلق قبلها، ومضيئاً على الطفلة “سارة” ابنة الوزير التي جلست بين الحضور مانحة الدعم والعاطفة لوالدها بعيداً عن المكاتب وعن الحوارات الجامدة.

في حلقة “هيدا حكي”، اختلسنا النظر إلى حياة الوزير الشخصية، ولعلها من المرات النادرة التي يفتح فيها المشنوق الأبواب على خصوصياته. لنعود معه إلى سنوات المراهقة، ونفوره من قيادة السيارة واشتراطه على كل فتاة يتعرف عليها أن يكون لديها “سيارة” كي تتولى هي مهمة القيادة.

أخذنا “أبو صالح” كذلك إلى الـ5 سنوات التي قضاها في المنفى، بسبب المخابرات السورية التي كانت مجسدة في تلك المرحلة بغازي كنعان، ليعود بنا في الحلقة نفسها إلى لبنان وإلى منزله الذي امتنع عن تطويقه أمنياً كي لا يزعج الجيران، فبالنسبة إليه في أي خلاف مع الجار، فان الجار على حق.

أبو صالح”، يعرف المقاسات جيداً ويغش بها أحياناً، فيسأل “سراً” كي يأتي لزوجته وبناته بالهدية المناسبة، يحب القماش وقادر على أن يميز بين ثيابه “عالعميانة”، فيما الكهرباء في منزل الوزير كما منازلنا “دولة ومولد”، والزوجة هي الأكثر انزعاجاً من الفاتورة، فيما هو لديه عشقه للوحات، التي يقتني منها من كل بلد يسافره، فيما للورد مكانته الخاصة في قلب الوزير.

إقرأ أيضاً: «المنار» تشن هجوماً لاذعاً على المشنوق والسبب انتقاده للمشروع الإيراني!

لم تخلُ حلقة “هيدا حكي”، من اللمسة العاطفة، والتي تجسدت في لحظة خاطفة عاد “أبو صالح”، لأحضان والدته، مؤكداً أنّه لم يكن يأكل إلا مما تعده يداها وذلك قبل مرحلة مرضها، ومشدداً على مكانتها الغالية في قلبه وفؤاده.

الحب للبنات، هكذا تحدث المشنوق عن أولاده، وهو الأب لثريا وصالح وديما وسارة، متوقفاً عند أسلوب الحياة الخاص الذي فرضه عمله حتى على بيته ومنزله.

المشنوق كذلك تحدث عن صوته “التفضيلي” الذي سيعطيه للرئيس سعد الحريري، هامساً لأهالي بيروت “ما الكل يعمل متلي، بيفوت لحالو على المجلس”.

إقرأ أيضاً: تصريحات المشنوق ضد هيمنة ايران على لبنان تهدد بفرط العلاقة مع حزب الله

من زياد عيتاني، لتشارك المظلومية، وصولاً للعلاقة التاريخية مع بيت “الحريري”، ومع عدم وجود أي دواعي لزيارة النظام السوري، عناوين تنقلنا فيها مع الوزير نهاد المشنوق. فكانت حلقة “هيدا حكي”، دردشة في “قهوة” مع مواطن بيروتي “مثلنا مثله” بعيداً عن الألقاب، ولعل هذا ما ميزها، حلقة شاهدها من يحب المشنوق ومن لا يحبه، وتابعه لآخر لحظة المعجب والمنتقد!

ختاماً، أن نوافق على أداء الوزير نهاد المشنوق أو لا نوافق هذا خيار شخصي، ولكن في كلتي الحالتين، لا نستطيع أن ننكر أنّ حلقة أمس كانت كسراً للقالب الاعتيادي الذي تعودنا على رؤية الوزير فيه، فرأيناه في صورة مختلفة تماماً عن تلك التي عهدناه عليها كمواطنين لبنانيين.

 

السابق
داعش بالصورة يهدد بقطع رأس ميسي اذا شارك في مونديال روسيا!
التالي
تحالفات بعبدا الانتخابية تكسر احتكار حزب الله والتيار الحرّ