«التيار الشيرازي» في لبنان ينتشر في الضاحية وفي الجنوب

اسم مدينة بات لقبا لعائلة، ومن ثم تحوّل هذا اللقب الى صفة سياسية ملفتة ومثيرة. فما هي قصة الشيرازيين في العالم الاسلامي ولبنان. فمن هم شيرازيو لبنان؟

أثار خبر اعتقال الحرس الثوري الإيراني للسيد حسين الشيرازي، منذ شهر تقريبا، ردود فعل مستنكرة داخل إيران والعراق وبعض الدول المعنية، ابرزها في قم وكربلاء المقدستين.

إقرأ ايضا: الشيرازية وعداؤها للمرجعيات في العراق وايران

والسيد حسين الشيرازي، هو سليل عائلة لها تاريخها  في المرجعية. لكن هذه المرجعية التي اتخذت اسمها ولقبها من اسم مدينة في ايران، هي شيراز، وبات حاملها ينتسب الى مدرسة في الفكر الشيعي المعاصر مختلفة عن الفكر الشيعي المتعارف عليه.

وتبدأ الشجرة الشيرازية، مع مهدي الشيرازي، وهو من مراجع عصره، توفي عام 1960. وكان لديه أربعة ابناء هم: السيد محمد، والسّيد حسن، والسّيد صادق، والسّيد مجتبى.

إقرأ ايضا: لا حرمة لرجل الدين في إيران.. اعتقال آية الله حسين الشيرازي

وتتميّز المدرسة الشيرازية بتشددها المذهبي، وبمهاجمتها للمذهب السني وشخصياته المعروفة كالصحابة. كما تشتهر بمعارضتها لنظام الولي الفقيه وبتعصبها المذهبي ولعاشوراء والتطبير.

ورغم غياب الإحصاءات الدقيقة حول عددهم في العالم، إلا ان الشيرازيين نجحوا في الانتشار، نظرا الى توّفر أموال الخمس، اضافة الى عدد من الفضائيات الموجودة في بريطانيا. وتنشط 16 فضائية، لترويج عقائدهم وإشعال نار الحرب بين السّنة والشّيعة، أي تقديم خدمات مجانية للتّكفيريين كـ”الأنوار” و”فدك” و”صوت العترة”.

الشيخ محمد حسين الحاج
الشيخ محمد حسين الحاج

اما في لبنان، فيلفت العلامة الشيخ محمد حسين الحاج، رئيس المجمع الثقافي الجعفري، وجمعية الامام المهدي الخيرية الاسلامية، ان “للشيرازيين في لبنان مكتب واحد يمثّل المرجعية، ويقع على طريق المطار، يقع قرب المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، ويمثله الشيخ جلال معاش رسميا، والشيخ يوسف عبدالساتر فعليّا، اضافة الى حسينية لهم في حيّ ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت. وهي أكبر تجمّع لاقامة المجالس العاشورائية يديره الشيرازيون”.

وحول مصدر دعمهم، يقول العلامة الحاج “الشيرازيون لا يحتاجون الى دعم مادي لان تمويلهم نابع من الوسط الشيعي الذي يدفع لهم أموال الخمس، وهم موجودون في الوسط الشيعي كبقية المراجع”.

اما خلافهم مع بقية الفقهاء فبسبب اختلافهم مع النظام الايراني كونهم لا يؤمنون بمبدأ ولاية الفقيه، بل بمبدأ الشورى بين الفقهاء. ويتمسكون بالكثير من العادات والاحكام الاولية دون مراعاة الاحكام الشرعية الثانوية كالتطبير الذي تسبب بلبلة كثيرة، وظهر فيها خلاف”.

ويضيف سماحته “انهم منتشرون بكثرة في كافة المناطق وخاصة في الجنوب، ويتميزون بعدم تدخلهم بالسياسة، ويبدون رأيهم حيال ولاية الفقيه، انطلاقا من مبدأ فقهي، وليس من باب السياسة، لكن حزب الله يعتبرها مسألة سياسية”.

ويلفت، سماحته، الى ان “ليسوا بفرقة ولا ضرر منهم، ولا أرى في سلوكهم ضررا على المذهب، وهم خط مخالف لكثير من المراجع الشيعية، على صعيد الوحدة الاسلامية”.

إقرأ ايضا: بالفيديو: السيد حسين الشيرازي ينتقد بشدة النظام الايراني والخامنئي

ويشدد، قائلا “الشيرازيون لا يراعون الاحكام الثانوية، اي انه يجب علينا ان نطرح الامور الفقهية، ومراعاة الآخر وعدم الضرر به، وهذا ليس بتقيّة، كما يقول البعض”.

ويشير العلامة الحاج الى ان “الكثير من آراء السيد محمد حسين فضل الله التي خالفت آراء الفقهاء انتشرت، ولم تكن مؤثرة على المذهب، كما ان ولاية الفقيه التي يختلف حولها الفقهاء لم تؤثر على المذهب، وان بوجود بعض الشوائب، لا يؤثر على التشيّع”.

ويختم العلامة الحاج، انه لا يرى ان “الشيرازيين يضرّون بأصل المذهب، فالسيد فضل الله له عدد من المخالفات، التي لم تؤثر على المذهب، كما ان ولاية الفقيه تخالف الاراء، لكنها لا تضر بأصل المذهب”.

بالمقابل، يرى، الباحث في الشؤون الاسلامية وحوار الاديان محمد ترحيني، انه “بشكل عام في لبنان عدد الشيرازيين غير معروف بالتحديد، وهم كثر، وموجودين بشكل كبير في منطقة النبطية، في ظل وجود عالم دين معروف بقربه منهم”.

وبرأي ترحيني “هم مشهورون بالتطبير، وضرب السلاسل، مع العلم ان ان عددا كبيرا منهم هم من العراقيين واللبنانيين”.

ويتابع الباحث ترحيني “ان فكر الشيرازيين في لبنان بات حالة عامة، اضافة الى النبطية، نراهم منتشرون في بلدة أنصار من خلال حوزة السيد نسيم عطوي، وهي ليست بحالة جديدة. فقد كانوا في السابق معروفون باسم الفرقة “الشيخية” في الاحساء بالسعودية”.
و”الشيرازيون يُعتبرون امتدادا للفرقة الشيخية، والسيد نصرت قشاقش خير من يمثلّهم، مع العلم انه في الثمانينات من القرن الماضي كان هناك انتشار لفكر الشيخ الدكتور احمد الوائلي، اما اليوم، وفي ظل الفضائيات وخاصة الفضائيات الشيرازية، اضافة الى الشيخ وحيد الخراساني الذي يدّرس حوالي ألفي طالب بحث خارج، هو صاحب فكر متطرف اكثر من الشيرازيين أنفسهم وهو موجود في إيران”.

إقرأ ايضا: التطبير من وجهتي نظر شيعيتين توهين أم تعزيز؟

ويختم، السيد محمد ترحيني، بالقول “كل همهّم السب واللعن مع تكفير الآخر في ظل الموروثات الشيعية الموجودة في كتب الادعية والزيارات”.

فهل، يستحق الامر، ان نخاف منهم ام انهم حالة دينية تعبّدية لا ترتبط بالسياسة، الا من جهة فقهية هي الولاية السياسية العامة؟

السابق
زياد عيتاني مغرداً: لاقوني عَ طريق الجديدة!
التالي
ريفي: مبروك للبنان براءة وحرية زياد عيتاني