زياد عيتاني الموقوف المحرر

احمد عياش

براءة الممثل زياد عيتاني من تهمة التعامل مع إسرائيل أتت بعد معاناة تشبه الى حد بعيد ما كان يحصل مع الاسرى الذين وقعوا في قبضة الاحتلال الاسرائيلي على مدى عقود.وبفعل القاسم المشترك بين قضية عيتاني وقضية الاسرى ألا وهو إسرائيل يمكن الحديث اليوم عن موقوف محرر من تهمة العمالة في موازاة ما إعتدنا على تسميته بالاسير المحرر من سجون إسرائيل مع ما يثيره هذا التماثل من مرارة.

الملابسات التي أحاطت بتوقيف الممثل اللبناني في نهاية تشرين الثاني الماضي أخرجت الموضوع من الاطار العادي الذي يحيط بعمل الاجهزة الامنية التي تمارس دورها في حماية البلاد خصوصا في مواجهة الاختراق الاسرائيلي للسيادة الوطنية عبر وسائل شتى من بينها أعمال الجاسوسية. ولا داعي هنا لتكرار المعطيات التي كشفت عن فبركة معلومات أدت الى إدانة مواطن بريء ألحقت ظلما فادحا به.وليس هناك أفضل من وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ,المعني مباشرة بهذه الاجهزة, لكي يعطي فكرة عن أبعاد توقيف عيتاني.فهو أبلغ بالامس الزميل مارسيل غانم في قناة “ال بي سي” أن موضوع الفنان “إنساني وغير بسيط “كاشفا ان “التحقيق من 400 صفحة بتفاصيله المملة…وعيتاني سيخرج معززا مكرّما”.

إقرأ أيضاً: جديد ملف زياد عيتاني: تهديدٌ بالاغتصاب وابتزاز بالزوجة والابنة
عندما كان الاسير اللبناني يعود محررا من سجون إسرائيل كانت تستقبله أكاليل الغار لإن حالة الاسر التي مرّ بها مدعاة فخر له ولوطنه.فما هي الحالة التي سترافق عودة عيتاني الى منزله محرّرا من تهمة التعامل؟بالتأكيد ستكون هناك حالة فرح عامرة ستطغى على مشهد خروج الاخير من مكان إحتجازه لكن بدلا من أكاليل الغار التي تستحقها براءته سيكون هناك شعور عارم بالعار نتيجة هذا التمادي في الظلم الذي عاناه قبل تهب رياح معاكسة ضد ملف العمالة المزعوم الذي جرى تلفيقه له.وإذا كان عيتاني قد نجا من هذا القطوع ,يخشى كثيرون أن يكون هناك آخرون ما زالوا في وضع مشابه للفنان قبل ظهور براءته.وفي موروثنا الشعبي عبارة مشهورة :”يا ما في السجن مظاليم!”فهل يستفيق الضمير عند المعنيين بإنهاء الظلم إذا ما كان موجودا لكي يتدخلوا ويظهروا براءة من هم حقا من أهل البراءة؟

لم يكن فريق الممانعة الذي ما زال يقبض على أزمّة النفوذ في لبنان من المتريثين في إظهار سرورهم لوقوع عيتاني في قبضة جهاز أمن الدولة.ففي يوم توقيف عيتاني في تشرين الماضي أظهر موقع إعلامي تابع ل”حزب الله” ما أسماه مواقف عيتاني “السلبية” حيال الوطن في أعماله الفنية لاسيما “تمييعه الناعم لقضايا الاستقلال”.

إقرأ أيضاً: تفاصيل ملف زياد عيتاني و«فبركات» الضابطة الجميلة: ما علاقة سعد الحريري وعقاب صقر؟
لا بد من الاشارة الى ان فرع المعلومات التابع لقوى الامن الداخلي الذي أظهر براءة الفنان اللبناني هو نفسه كشف في الماضي عملاء حقيقيين لإسرائيل كانوا في صفوف “حزب الله” نفسه.حقا ,يستحق عيتاني اليوم لقب “الموقوف المحرر” ولو في داخل لبنان .

السابق
البيان الانتخابي لـ«شبعنا حكي»
التالي
تصريحات المشنوق ضد هيمنة ايران على لبنان تهدد بفرط العلاقة مع حزب الله