جميل السيّد يترشّح لرئاسة المجلس النيابي!

ماذا يعني تقديم اللواء جميل السيّد نفسه على أنه مرشح "مستقل" على لائحة الثنائي الشيعي في بعلبك – الهرمل؟

من زمن الوصاية خرج علينا بالأمس المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد، متحدثا عن أمجاد الماضي ناسيًا أن الزمن الأوّل تحول ولم يبقَ منه سوى غبارا موجودا في عقول من فقط إعتادو أن يكونوا “أزلام” عهد الوصاية.

بأسلوب متعال ولسان فصيح قدّم السيّد نفسه مرشحا على دائرة بعلبك – الهرمل، ولكن مرشحا ليس كسائر المرشحين. إذ سمح السيّد لنفسه أن يشبّه نفسه بالذات الإلهية عند حديثه عن “إنجازاته” في قطاع الأمن العام سابقا بالقول إنّه “تطلّع بالله وعمل متلو..” معتقدا أنّه لربما يستطيع بهذه الطريقة إقناع الناس بإنتخابه عندما يقول أنه” نصف إله”.

وكان اللافت، في كلام السيّد في مؤتمره الصحفي قوله إنه “مرشح مستقل في تحالف لائحة بعلبك – الهرمل وهذا يعني أني لست عضوا في أي كتل سنتنج عن اللائحة، ولكن هذا لا يعني اني مرشح محايد او وسطي بل انا ضمن نقس الخط المقاوم..”

فماذا يعني أن يكون السيّد مرشح “مستقل” على لائحة الثنائي وعدم إنضمامه لأي تكتل في حال كتب له الفوز؟

اقرأ أيضاً: هاجس خرق دائرة بعلبك- الهرمل يقلق حزب الله

في هذا السياق، تحدثت “جنوبية” مع المرشح الشيخ عباس الجوهري عن الدائرة نفسها بعلبك – الهرمل الذي رأى أن “السيّد يحضّر نفسه للترشّح لرئاسة مجلس النواب مقابل الرئيس برّي”. فصحيح أنّه “على لائحة الثنائي لكن عدم إنضمامه إلى التكتل هو بهدف عدم إرتباطه بأي قرار يتخذه الثنائي (بترشيح بري) وبالتالي من الممكن أن يترشح مقابل برّي بحجة أنّه مستقل”.

هذا ولم يستبعد أن “يُعطى لهذه الغاية أصوات المسيحيين من “التيار الوطني الحرّ” عبر تبني ترشيحه، فالمهم هو التخفيف من أعباء الإندكاك في قرار “حزب الله” كي لا يُحرَج مع الرئيس برّي”.

وعن موقف “حركة أمل” من هذا السيناريو إعتبر الجوهري أن ” أمل موقفها ضعيف في بعلبلك -الهرمل وبالكاد يستطيع مرشحوها الفوز في هذه الدائرة”. متسائلا ” من يستطيع معارضة مرشّح قادم من عند بشار الأسد”. هذا وأكّد أن لا منافسة بين برّي والسيد، لكن الأخير يعتبر نفسه قادر على هذا منافسته”.

وفيما يتعلّق بترشيح السيّد على هذه الدائرة قال “لأنهم يعتقدون أن ضمّه على هذه اللائحة تستطيع إنجاحه خصوصا أن وضعه خطير في زحلة لذلك تمّ إختيار دائرة بعلبك – الهرمل علما أنه ليس من إبناء المنطقة ويعرفها مخابرتيا ومن التجسس على أهلها ولكن لا يعرفها من معاناة أهلها. وذلك ردا على قول السيّد أمس أنه يعرف المنطقة منزلا منزلا”.

وتأسف الجوهري أن “يتقدم مرشّح للنيابة من خارج منطقة بعلبك الهرمل مترفعا ومشبعا نفسه بالذات الإلهية، فمن اليوم الأوّل أطلّ على الناس ليقول لهم أنّه نصف إله”. مشيرا إلى أن “المرشحين في جميع أنحاء العالم عادة يطلون ببسمة وأمل على الناس إلا أنه هو أطل أمس قائلا “أود القتال فيكم حتى آخر شيعي”.

وأكّد الشيخ الجوهري أن “جميل السيّد مأزق لـ”حزب الله” والمقاومة خصوصا أن خطاب نصرالله الإنتخابي كان أقلّ حدّة من خطاب السيّد أمس”. ولفت “إلى أن السيّد تحدث عن إيجابيات غازي كنعان فيما لا الشيعي ولا السني والماروني يصدق هذه الأمور ومستعيدا الماضي، فليس هناك مرشح “ذكي” يتحدث بلغة الماضي إنما يجب التحدث عن المستقبل بلغة الشباب وتطلعات الناس”.

وختم الجوهري بالتطرق إلى “الوعيد والحدة عند إعلان ترشيحه وكأّنه يود إعادة المعارك إلى لبنان بوقت نحن بغنى عنها كأنه “موكول إليه أن يصنع الكراهية بين اللبنانيين”

من جهة ثانية، كان لـ “جنوبية” حديث مع الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير الذي رأى أن “السيّد شخصية غير حزبية فهو لا ينتمي لا لحزب الله ولاحتى لحركة أمل، فمن الممكن أنه يودّ تمييز نفسه على المستوى السياسي كي يكون له أكثر من دور حزبي”.

اقرأ أيضاً: الشيخ الجوهري: ترشحي عن بعلبك الهرمل هو عملية فدائية

وبتقدير قصير “السيد لديه طموح أن يكون لديه وضعية سياسية مستقلة وأن تكون علاقته مع جميع الأطراف”.

وعن تحضير اللواء السيد نفسه لرئاسة المجلس أكّد قصير أنه “طالما الرئيس برّي على رأس لائحة تكتل “التنمية والتحرير” وعلاقته مع “حزب الله” جيدة فهو المرشح الأكثر حظا لرئاسة المجلس”.

وختم الصحافي قصير بقوله “قبل الحديث عن رئاسة المجلس يجب التحدث عن المعركة الإنتخابية خصوصا أن اللواء جميل السيد معركته غير سهلة فهو الحلقة الأضعف في اللائحة لذلك التحدي الأوّل للسيد هو الفوز في الإنتخابات”.

السابق
السيد محمد حسن الأمين: لا مشروع حضاري جديد خارج الهوية الاسلامية
التالي
هدف اسرائيل قتل نصرالله لتحقيق النصر الأكيد!