«التسامح» سقف بيان رئيس الجمهورية… ولكن ماذا عن تصعيد محطة الـotv؟

او تي في
كيف يمكن تفسير خروج قناة الـ "او تي في" عن سياق التهدئة الذي رسمة الرئيس ميشال عون في بيانه أمس؟

لم تشبه مقدمة قناة الـ “او تي في” أمس (الثلثاء) روحية بيان رئيس الجمهورية ميشال عون الذي دعا إلى ضرورة التهدئة والتسامح، فرفعت سقف التحدّي وطغت النبرة العالية واللجهة التي إستفزت الفريق الآخر الذي لم يوفّر هجوما كذلك على الفريق العوني.

وقد توجهت الشاشة البرتقالية للرئيس نبيه برّي بالقول ” إلى البطلْ الذي حرَرَ القدسَ أمس، من سن الفيل. رسالة . قبلَك، وقبلَ اثني عشر عاماً، لا ينقصُها غيرُ أسبوعٍ واحدٍ..جاءت مجموعةٌ أخرى مثلَك .. ومثلَ زمرتِك ..كانوا مُضلَلين مثلَك .. موتورين مثلَك.. حاقدين مخربين رُعاعاً مثلَك.. جاءوا إلى قلب بيروت بحجة الغضب أيضاً لتطاول آخر على ذاتٍ إلهية..”. وتابعت ” ولك ولمن كان خلفَك من أعداءِ لبنان نقول: لن نقع في فِتنتكم … لن نسقط في فخكِم وسمومِكم الخارجية المكشوفة، في هذا التوقيت بالذات.. سنظل مع المقاومة ..”

اقرأ أيضاً: أزمة «أمل – التيار الحرّ» تهدّد أمن لبنان واستقراره السياسي

وفيما لاقى “تكتل التغيير والإصلاح” النيابي بعد اجتماعه برئاسة جبران باسيل، بيانَ عون معلناً “تجاوبه” مع مناشدته ‏التسامح، مذكراً بأن باسيل استدرك تسريب ما قاله بأنْ عبّر عن أسفه لذلك. إلا أن إعلاميا ظلّ السقف عال وكأن الحملات الإعلامية لم تكن مشمولة بالتهدئة في بيان كل من تكتل التغيير ورئيس الجمهورية اللذان لم يلقيا صدىً إيجابياً عند ‏بري وكذلك عند “حزب الله”.

لكن سير قناة الـ “او تي في” التي يشغل فيها الوزير جبران باسيل منصب عضو بمجلس الإدارة عكس هذا سياق التهدئة كان أمرا لافتا سيّما انها إختارت التصعيد إلى مرحلة غير مسبوقة. فهل هي غير معنية بالبيان الرئاسي ما يعني وجود إنقسام بين صفوف التيار بدليل تمايز الوزير إلياس بو صعب عن موقف التيار وكذلك الصهر الثاني الجنرال شامل روكز .. أو ان القناة تطلق الرصاص على البيان الرئاسي؟

مصادر “التيار الوطني الحرّ” أكّدت لـ “جنوبية” أن الجميع في التيار تحت سقف بيان رئيس الجمهورية وجاء بيان كتلة التغيير والإصلاح بهذا الإطار تماما كما طلب رئيس عون “. مشددة على أن “لا أحد يستطيع أن يتعدى سقف رئيس الجمهورية”.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع المحلل السياسي إلياس الزغبي الذي رأى أنّه “لا شك أن الأزمة التي حصلت قبل بضعة أيام هي إمتداد في العمق لتراكم الأزمات منذ إثني عشر عاما وليس منذ بضعة أيام فقط، وهي أزمة خيارات ومصالح متراكمة”.

وعن بيان التسامح الذي صدر عن رئيس الجمهورية قال “يصح في هذا الموقع أن يطلق الرئيس عون مثل هذا النداء، لكن هذا البيان لا يمكن أن يطرح حلّا، بل لعلّه أدّى إلى عكس المرجو منه لأن الطرف الآخر المتمثل بالرئيس برّي وجد في الأمر مساواة بين المعتدِى والمعتدى عليه”.

الياس الزغبي
إلياس الزغبي

وفي تقدير الزغبي الأزمة ستتفاعل أكثر إذ وجد أنّه “ربما هناك خيوط خفيّة تحرّك وتصعّد هذه الأزمة لكي لا تتم الإنتخابات في موعدها، لأن هناك فرقاء وتحديدا فريق التيار العوني يخشى من نتائح هذا الإستحقاق خصوصا في الدائرة الثالثة في الشمال حيث أن المقعد الذي يطمح إليه باسيل مهدّد بحكم وجود قوى سياسية فاعلة في هذه الدائرة من شأنها أن تقطع عليه الطريق”. وأضاف “لذلك من مصلحته التصعيد في الخطاب السياسي إلى درجة توجيه الإهانات للوصول إلى حالة توتر يصعب معها إجراء الإنتخابات في موعدها”.

وعن تباين المواقف في “التيار الوطني”، فبإعتقاد الزغبي أنه ” نتيجة السياسة الغير مبنية على أسس علمية موضوعية واضحة، فطالما أن السياسة مبنية على مصالح فقط ومن المعلوم منذ سنوات كيف كان يتمّ شلّ الحكومات وعدم تشكيلها لأجل إيصال شخص معين، وكيف تم تفريغ رئاسة الجمهورية على مدى عامين ونصف كي يصل شخص آخر. فكل هذه السياسة الرعناء المبنية على المصالح الشخصية والمغلّفة بشعارات الحقوق والشراكة والميثاقية وهي في حقيقتها تعتمد على ثنائية السلطة والمال هي التي أدّت بالأمور إلى هذا الحد ومن هذه النتائج هذه الصراعات داخل التيار العوني التي نشهد لها فصولا متتالية خصوصا أن الرهان الأساسي لسياسة هذا التيار على “حزب الله” وعلى ورقة تفاهم “مار مخايل”التي أثبتت

أنها لا تستيطع أن تحمي هذه السياسة بل إنها حتى لا تحمي مراكزهم ورموزهم وما شهدناه من إعتداء على المركز الرئيسي للتيار العوني قبل يومين دليل على ذلك”.

اقرأ أيضاً: تسامح عون لفض اشتباك «بري-باسيل» هل يحظى بنعيمه الناشطون؟

وفيما تضع “حركة أمل” الكرة في ملعب الرئيس عون، هل يستطيع الأخير المون على باسيل كي ينزل عند رغبة الفريق الآخر رأى أنه “لا يمكن لأي مراقب محايد و موضوعي أن يرى تمايزا بين موقع الرئيس عون وموقع الوزير باسيل فهما موقع واحد ولا يمكن الحديث عن تمايز بين الموقفين كي يتم الضغط من قبل عون على “صهر””. وأضاف “السياسة هي نفسها للرئيس وللوزير وربما أعمق من ذلك ، فكل الأداء السياسي لهذا الوزير هو من المدرسة نفسها التي نشأ عليها . فليس مفاجئا حين تصدُر تعابير خارج قواعد الأخلاق وهي التي طالما إستخدمها العماد عون قبل أن يصل إلى رئاسة الجمهورية من الرابية “.

وختم الزغبي لا يمكن الرهان أو الحديث عن ضغط من قبل الرئيس عون على باسيل أو حتى العكس”.

السابق
ملكات وأميرات في العالم العربي تحوّلن رمزاً للجمال والأناقة
التالي
نجوى كرم حزينة وتستنكر التعرّض للمناصب